إسرائيل تناقش السؤال الكبير: كيف نواجه خطر انهيار السلطة الفلسطينية؟

مسؤولون أمنيون يوصون بمنع سقوطها وطرح مبادرات إعادة الأمل لدى الفلسطينيين

فلسطينيون وإسرائيليون يشاركون في مسيرة تضامن من أجل السلام في بلدة الخضر بالضفة أمس (إ.ب.أ)
فلسطينيون وإسرائيليون يشاركون في مسيرة تضامن من أجل السلام في بلدة الخضر بالضفة أمس (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تناقش السؤال الكبير: كيف نواجه خطر انهيار السلطة الفلسطينية؟

فلسطينيون وإسرائيليون يشاركون في مسيرة تضامن من أجل السلام في بلدة الخضر بالضفة أمس (إ.ب.أ)
فلسطينيون وإسرائيليون يشاركون في مسيرة تضامن من أجل السلام في بلدة الخضر بالضفة أمس (إ.ب.أ)

كشفت مصادر سياسية في إسرائيل، أمس، أن المجلس الوزاري الأمني المصغر للحكومة، الذي التأم طيلة يومين (الأربعاء والخميس الأخيرين)، للبحث في التحديات الأمنية المستجدة في المنطقة مع استمرار عمليات الطعن والدهس الفلسطينية والتوتر الروسي - التركي، ناقش بشكل مكثف موضوع الخطر بانهيار السلطة الفلسطينية، وكيفية التعاطي معها في حالة كهذه. وأكدت مصادر إعلامية أن قادة الأجهزة الأمنية تحدثوا عن هذه الإمكانية كاحتمال وارد، محذرين من تبعات الأمر على إسرائيل ومصالحها. وطرحوا عدة أفكار لمنع السقوط ولإعادة الأمل بأفق سياسي للفلسطينيين.
وأعربت أوساط في قيادة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية عن قلقها من اقتراحات الجيش، خصوصا أنها تضمنت انسحابا إسرائيليا من نحو 40 كيلومترا من منطقتي طولكرم وأريحا وتسليمها لهذه السلطة. واعتبرت الأمر «رضوخا للإرهاب الفلسطيني».
وحسب صحيفة «هآرتس» العبرية، فإن مسؤولا حكوميا كشف لها أن عددا من الوزراء الذين شاركوا في الجلسة قالوا إن انهيار السلطة من شأنه أن يخدم مصالح إسرائيل، ولذلك ليست هناك حاجة بالضرورة لمنع حصول مثل هذا السيناريو. ونقلت الصحيفة على لسان ثلاثة مسؤولين حضروا الجلسة أو تم إطلاعهم على تفاصيلها، أنها انتهت من دون قرارات محددة، وأن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، طلب من ممثلي الجيش إعداد اقتراحاتهم العينية للخطوات التي يعتقدونها ضرورية.
وذكرت صحيفة «مكور ريشون» (مصدر أول)، المقربة من المستوطنين، أن الجيش يبلور خطة، تقضي بتسليم السلطة الفلسطينية 40 ألف دونم في المنطقة C في الضفة الغربية، أي ما يعادل نسبة 1.6 في المائة من مساحة هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة إسرائيلية كاملة. وتقع هذه الانسحابات في ثلاث مناطق، هي: الأولى في قضاء مدينة الخليل. والثانية في قضاء مدينة طولكرم، حيث ستحصل السلطة الفلسطينية على «سيادة كاملة» في شرق المدينة وشمالها، وكذلك في المنطقة الواقعة بين مدينة قلقيلية والشارع رقم 55، والتي سيتم تحويلها إلى منطقة B، أي تصبح خاضعة لسيطرة إدارية فلسطينية وأمنية إسرائيلية. والثالثة في منطقة الجنوب الشرقي بحيث يتم توسيع «جيب أريحا» من أجل بناء أحياء سكنية لأكثر من 20 ألف فلسطيني من العشائر البدوية التي تعتزم سلطات الاحتلال طردها من الأماكن التي تسكنها حاليا في جنوب شرقي القدس الشرقية والضفة الغربية.
لكن نتنياهو عاد ليتحدث عن شروط تعجيزية لهذا الانسحاب، فيقول للجيش إنه لا يستطيع الانسحاب من دون ضمان تهدئة الوضع الأمني وإنهاء الهبة الفلسطينية، والاعتراف الأميركي بـ«حق» إسرائيل في البناء في الكتل الاستيطانية، علما بأن تقارير إسرائيلية تحدثت عن أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أبلغ نتنياهو خلال زيارته لإسرائيل، بداية الأسبوع الحالي، بأن الولايات المتحدة لن تعترف بذلك. وبسبب هذا الموقف فشلت جهوده.
وجاء عن تفاصيل الأبحاث في المجلس الوزاري للحكومة الإسرائيلية أن السلطة الفلسطينية تبذل جهودا كبيرة لاستصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يمنحها حماية دولية كدولة محتلة. وإذا لم يصدر القرار بسبب استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو، فإنها تنوي طرحه في الجمعية العامة للأمم المتحدة. فطالب بعض الوزراء بمعاقبتها على ذلك والامتناع عن منحها «جوائز». فحذر مسؤولو الأمن من انهيار السلطة. ونقل عن مسؤول إسرائيلي قوله إن سيناريو انهيار السلطة لن يتم بمبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بل بسبب الضغط العسكري الإسرائيلي بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية وتراجع شرعية سلطته. وحذر كبار المسؤولين في الجيش وفي «الشاباك» (المخابرات) من تبعات انهيار السلطة الفلسطينية. وأضاف هذا المسؤول أن عددا من الوزراء في المجلس المصغر قد ادعوا أن انهيار السلطة قد يخدم مصالح إسرائيل، وأنه يجب ألا تعمل إسرائيل على منع انهيار السلطة.
ونقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن كيري غادر المنطقة محبطا من الطرفين اللذين تمسكا بموقفيهما. ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو كان قد زار الولايات المتحدة، قبل أسبوعين، وفي جعبته جملة من الخطوات التي ينوي القيام بها، إلا أنه ما لبث أن تراجع عن ذلك. وبحسب تحليلات إسرائيلية فإن هناك 3 أسباب جعلت نتنياهو يتراجع عنها: أولها وأهمها هجمات باريس التي جعلت نتنياهو يعتقد أنه لن يمارس عليه أي ضغوطات دولية جدية؛ أما السبب الثاني فهو سلسلة العمليات في الأيام التي سبقت زيارة كيري وأوقعت 8 قتلى إسرائيليين؛ والسبب الثالث هو الضغط السياسي الذي مورس على نتنياهو من جانب رئيس حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، نفتالي بينيت، لمنعه من تقديم بادرات حسنة للفلسطينيين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.