رئيسة البرازيل تتعرض لضربة قاسية جديدة بعد اتهام برلماني في حزبها بالفساد

بعد أزمة الانكماش الاقتصادي.. وهبوط شعبيتها إلى أقل من 10 %

برازيليون يتظاهرون أمام مقر الشرطة في مدينة برازيليا ضد حكومة الرئيسة ديلما روسيف بعد اعتقال دلسيدي أمارال ليلة أول من أمس (أ.ف.ب)
برازيليون يتظاهرون أمام مقر الشرطة في مدينة برازيليا ضد حكومة الرئيسة ديلما روسيف بعد اعتقال دلسيدي أمارال ليلة أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

رئيسة البرازيل تتعرض لضربة قاسية جديدة بعد اتهام برلماني في حزبها بالفساد

برازيليون يتظاهرون أمام مقر الشرطة في مدينة برازيليا ضد حكومة الرئيسة ديلما روسيف بعد اعتقال دلسيدي أمارال ليلة أول من أمس (أ.ف.ب)
برازيليون يتظاهرون أمام مقر الشرطة في مدينة برازيليا ضد حكومة الرئيسة ديلما روسيف بعد اعتقال دلسيدي أمارال ليلة أول من أمس (أ.ف.ب)

مني معسكر رئيسة البرازيل ديلما روسيف، مساء أول من أمس، بضربة قاسية جديدة، وذلك بعد سجن دلسيدي أمارال، زعيم كتلة حزب العمال اليساري الحاكم في مجلس الشيوخ، في إطار التحقيق في فضيحة الفساد المتصلة بشركة «بتروبراس» النفطية العملاقة.
وأوقف السيناتور أمارال في برازيليا بطلب من النيابة، ووضع قيد الحجز المؤقت على أساس وجود «أدلة لمحاولة إعاقة مجرى العدالة»، بعد استصدار قرار من المحكمة العليا في حدث نادر بحق شخصية مشمولة بالحصانة البرلمانية.
ويعد أمارال أول برلماني برازيلي يسجن من أصل عشرات الأسماء التي وردت في التحقيق في فضيحة الفساد السياسي المالي المتصلة بشركة النفط الحكومية، والذي بدأ في 2014. وقد سمح التحقيق بالكشف عن نظام تزوير ممنهج للصفقات التي وقعتها الشركة مع المتعاقدين معها، والذي أتاح تلقي رشى بقيمة 3 في المائة عن كل صفقة، وتم تسليم جزء منها إلى برلمانيين من الائتلاف الحاكم.
ووجهت التهم إلى أمارال في إطار التحقيق مع عدد كبير من كبار المسؤولين السابقين في شركة «بتروبراس»، ومع رؤساء بعض كبرى شركات الأشغال العامة البرازيلية وعدد كبير من الوسطاء. وقدرت الشركة حجم الأموال المختلسة بداية السنة بنحو ملياري دولار، لكن الشرطة البرازيلية تقدر المبلغ اليوم بأكثر من 11 مليار دولار.
وقرر القضاء سجن أمارال بعد الاستماع إلى محادثة تدينه، سجلها ابن المدير الدولي السابق لـ«بتروبراس» نستور سيرفيرو، المسجون حاليا، والذي يتفاوض مع المحققين لإبرام اتفاق لإفشاء معلومات مقابل تخفيض عقوبته.
وفي الحديث، يحاول السيناتور إقناع ابن سيرفيرو بالضغط على أبيه حتى يتراجع عن التعاون مع القضاء، وفي المقابل يعرض عليه مساعدته في الهرب إلى إسبانيا بعد الإفراج عنه، ودفع مبلغ شهري لعائلته بقيمة 13500 دولار.
ويشكل اعتقال أمارال ضربة للرئيسة روسيف، التي هبطت شعبيتها إلى أقل من 10 في المائة منذ فوزها الصعب في نهاية 2014. كما تتلقى الرئيسة اليسارية التبعات المدمرة والمتضافرة لفضيحة «بتروبراس»، وتبعات الانكماش الاقتصادي، كما تواجه أزمة سياسية حادة تهدد ولايتها.
ومني حزب العمال بضربة في الصميم هذه السنة، مع توجيه التهم وسجن مسؤوله المالي خاو فاكاري، وكذلك خوسيه ديرسو المدير السابق لمكتب الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الزعيم التاريخي للحزب. وقد دعا رئيس مجلس الشيوخ رينان كالهيروس، عضو حزب الحركة الديمقراطية الوسطي المتحالف مع حزب العمال، إلى اجتماع لرؤساء الكتل البرلمانية بعد توقيف السيناتور أمارال.
كما ورد اسم كالهيروس نفسه، وهو الرجل الثالث في الدولة، في إطار التحقيق، لكن دون أن يتم التعرض له حتى الآن. والحال نفسه ينطبق على رئيس مجلس النواب إدواردو كونها، الشخصية الرابعة في النظام وعضو الحركة الديمقراطية والخصم اللدود لديلما روسيف، التي تسعى إلى الخلاص بنفسها فحسب. ويتهم هذا النائب، الذي ينتمي إلى غلاة المحافظين، بتلقي رشى بملايين الدولارات على حسابات في سويسرا، كشف عنها القضاء السويسري الصيف الماضي، بعد أن أنكر وجودها أمام لجنة التحقيق البرلمانية حول بتروبراس.
ويخضع كونها لإجراء تأديبي أمام لجنة الأخلاقيات في البرلمان، التي يمكن أن تقيله من منصبه. لكنه قام بابتزاز حزب العمال مهددا بالاستجابة لطلب من المعارضة بتنحية روسيف، الأمر الذي يملك وحده صلاحية طرحه إذا أيد الحزب الرئاسي طرده.
ووافق مجلس الشيوخ البرازيلي، أول من أمس، على قرار للمحكمة العليا بالقبض على زعيم الائتلاف الحاكم في المجلس الأعلى للبرلمان السيناتور دلسيدي أمارال، لاتهامه بعرقلة تحقيق بشأن الفساد في شركة «بتروبراس» النفطية المملوكة للدولة، وذلك بعد أن صوت أعضاء مجلس الشيوخ بأغلبية 59 صوتا، ضد 13 صوتا، لصالح تأييد حكم المحكمة، الذي أدى للمرة الأولى على الإطلاق في تاريخ البلاد إلى اعتقال سيناتور أثناء فترة ولايته.
واتهم ممثلو ادعاء، يجرون تحقيقا بشأن ساسة لهم صلات بفساد في «بتروبراس»، أمارال بمحاولة رشوة مسؤول تنفيذي سابق بالشركة للفرار من البرازيل، بدلا من تقديم أدلة في إطار اتفاق لتخفيف العقوبة.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.