أدانت هيئة محلفين في محكمة فيدرالية في شيكاغو، أول من أمس (الاثنين)، محمد حمزة خان (19 عامًا)، الأميركي الهندي المسلم، بتهمة الإرهاب، ويتوقع أن يحكم عليه بالسجن لفترة يمكن أن تصل إلى 15 عامًا.
وقدم ممثل الاتهام مجموعة كبيرة من رسائل في موقع «تويتر»، كتبها خان، ومنها رسائل متبادلة مع ميزان الرحمن، الإسلامي البريطاني المتشدد الذي فرضت عليه الحكومة البريطانية إجراءات أمنية متشددة، وسحبت منه جواز سفره، ومنعته من الحديث في الإنترنت، ووضعت في قدمه جهازًا إلكترونيًا يساعد الشرطة على متابعة تنقلاته.
وتركز الاتهام على تغريدات خان تحت اسمي «ليون أوف ديزيرت» (أسد الصحراء)، و«أبو عكاشة»، والتي وجدت إقبالاً كبيرًا في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أغلقه مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي). وتركز الاتهام على ردود ميزان الرحمن تحت اسم «أبو برعي»، والذي كان يعتبر واحدًا من أنشط مواقع الإسلاميين المتطرفين.
بدا خان بسؤال: «يا أخي، ماذا تقول للمسلمين الذين يقولون إن الدعوة أهم من تأسيس دولة الخلافة، لأن المسلمين ليسوا مستعدين لدولة الخلافة؟».
رد ميزان الرحمن: «ليس هذا عذرًا لتأجيل إعلان الخلافة. الخلافة فرض. ثم تأتي بعدها البيعة لخليفة المسلمين».
في مقابلة مؤخرًا مع صحيفة «واشنطن بوست» من بريطانيا، حيث يقدر ميزان الرحمن على الحديث بالتليفون، ولكن ليس بالإنترنت، قال: «لا بد من الإسراع بتأسيس الخلافة الإسلامية. لأن المسلمين، لقرون، ظلوا من دون مؤسسة دينية عالمية شاملة تحكمهم. لقرون، ظل المسلمون تحت حكم ديكتاتوريين، أو طغاة، أو الأمم المتحدة، أو دول غربية».
وأضاف أن «تأسيس الخلافة الإسلامية لا يعني تأييد عمليات عسكرية، وأن الدعوة (فريضة) على كل مسلم. وأيضًا الجهاد». لكنه قال إن «الجهاد أنواع، ويمكن أن يكون، فقط، جهودًا شخصية للدفاع عن الإسلام».
لكن في وثائق الاتهام التي قدمت ضد خان، قال المدعي الفيدرالي في شيكاغو، إن «ميزان الرحمن لم يقل ذلك في ردوده على خان. ويعني هذا أنه سمح لخان بأن يفسر الجهاد بأنه قتال».
وقالت وثيقة الاتهام: «بالنسبة لشاب مسلم يحاول معرفة الإسلام، ويحاول معرفة واجبه كمسلم، ويرى أن العالم يتآمر ضد الإسلام، لم يمنعه ميزان الرحمن القتال باسم الجهاد».
في نفس النقاش الإلكتروني، قالت تغريدة أرسلها ميزان الرحمن إلى خان: «كل مسلم حسب طاقته»، لكن، قالت وثيقة الاتهام: «فسر خان الجهاد حسب رأيه (القتال). وربما ما كان سيفعل ذلك إذا كان ميزان الرحمن واضحًا في منع القتال. ميزان الرحمن ترك الباب مفتوحًا لشاب لا يعرف كثيرًا عن الإسلام».
وفي تغريدة أخرى قدمها الاتهام، قال ميزان الرحمن: «الإسراع بتأسيس الخلافة الإسلامية فرض. ولا بأس أن يكون فرضًا سريعًا». فسر الاتهام هذا بأنه استعجال لخان لينضم إلى المقاتلين المسلمين المتشددين.
ثم سأل خان: «هل يسارع المسلم بتأييد الخلافة حتى ليوم واحد بدلاً عن الحياة في هذه الجاهلية؟».
ورد ميزان الرحمن: «كل يوم في طاعة الله أفضل من عمر كامل في هذه الجاهلية».
وقال في تغريدة أخرى: «طاعة خليفة المسلمين هي بيعة. والبيعة فريضة».
وحسب وثيقة الاتهام، كان ميزان الرحمن يقدر على أن يقول: «تقدر على البيعة وأنت في الولايات المتحدة، ولا تحتاج إلى أن تسافر إلى سوريا».
حسب الوثيقة، صحيح لم يقل ميزان الرحمن: «يجب أن تكون البيعة في سوريا»، لكن، استعمل ميزان الرحمن كلمة «أوبيديانس» (طاعة). وأضاف الاتهام: «عندما تقول لصبي كلمة (طاعة) مرتبطة بما تقول إنه خليفة المسلمين، كأنك تدفع الصبي ليسافر وينضم إلى المسلمين تحت خليفتهم».
وفي تغريدات أخرى، كرر ميزان الرحمن كلمة «طاعة»، وكان واضحًا أنه يقصد أبو بكر البغدادي الذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين. وأشارت وثيقة الاتهام إلى أن البغدادي كان قال: «لا يوجد عذر لأي مسلم ألا يهاجر إلى الدولة الإسلامية، وينضم إليها. هذه الهجرة واجب على كل مسلم».
وخلص الاتهام إلى أن خان ربط بين كل هذه التفسيرات، واتخذ الخطوة التالية.
كانت الخطوة التالية هي أن خان، صباح يوم 4 أكتوبر (تشرين الأول) في العام الماضي، وبعد أن صلى الفجر حاضرًا مع والده في ضاحية راقية من ضواحي شيكاغو، عاد إلى المنزل، ثم تسلل منه مع أخته (16 عامًا)، واستقلا سيارة تاكسي إلى مطار شيكاغو في طريقهما إلى تركيا، حسب تذكرتين كانا اشتريانها قبل ذلك بأسبوع.
وتركا مذكرة لوالديهما تقول: «لقد تأسست دولة إسلامية. لهذا، يجب على كل مسلم أن يهاجر إليها، ويباع الخليفة. ويطيعه». في المطار، كانت شرطة «إف بي آي» تنتظرهما، فقد كانت تتابع تغريدات «تويتر».
إدانة صبي «داعش» في شيكاغو.. وتوقع بسجنه 15 عامًا
بادل رسائل مع ميزان الرحمن البريطاني
إدانة صبي «داعش» في شيكاغو.. وتوقع بسجنه 15 عامًا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة