كانت تطورات الأوضاع الأمنية في بلجيكا وفرنسا، عقب تفجيرات باريس الأخيرة، محور اهتمام الصحف الأوروبية ونبدأ من لندن حيث تناولت الصحف البريطانية تعامل الدول الغربية مع تحركات روسيا ودورها في الحرب السورية، وكذا موجة الهجمات التي تشنها جماعات متطرفة في الكثير من مناطق العالم.
ونشرت صحيفة «صنداي تايمز» مقالا تحليليا لمساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، جيمس روبن، يقول فيه إن الغرب ينزلق إلى مصيدة بوتين وحليفه الدموي، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد. يقول روبن في مقاله إن الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، استطاع عقب هجمات باريس أن يجمع حوله إرادة الدول الغربية ويوحدها في حرب صارمة ضد تنظيم داعش.
ونشرت صحيفة «الأوبزيرفر» مقالا تتساءل فيه عن آفاق نهاية موجة الإرهاب التي شهدها العالم في الفترة الأخيرة. ولكن السؤال الذي يطرح هو: متى تنتهي هذه الموجة، والجواب المحبط هو أن ذلك قد لا يحدث قبل عقود. ويقول جيسون بيرك في مقاله إن الملايين عبر العالم يخشون تجدد الهجمات المسلحة، بعد أحداث باريس وباماكو في مالي، وتكون الجماعات المتشددة بذلك قد حققت أهدافها بخلق جو من الخوف والتهديد للأشخاص.
وتناولت الصحف الفرنسية موضوع اعتداءات باريس وسبل مكافحة الإرهاب، واستطلعت آراء الفرنسيين حول أداء حكومتهم في مواجهة الهجمات الإرهابية على بلدهم، كما تطرقت لمسألة إغلاق مساجد في إطار أنشطة الحكومة لمكافحة الفكر المتطرف. وقالت «لوفيغارو» إن تعقب قوات الأمن الفرنسية لما يسمى بـ«الإسلام الراديكالي» وصل بها إلى داخل مساجد البلاد، حيث تم إغلاق بعض هذه المساجد، خلال هذا الأسبوع، في إطار حالة الطوارئ التي فرضت عقب هجمات باريس الإرهابية. وتابعت الصحيفة، موضحة، أن السلطات الفرنسية استهدفت، أيضا، بعض المنشآت الدينية «غير المشروعة» التي يرتادها بعض السلفيين المتشددين.
أما الصحف البلجيكية فقد ركزت على حالة الاستنفار الأمني عالية الخطورة التي شهدتها البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع، تحسبا لأعمال إرهابية، وتحذير المواطنين بعدم الخروج إلى الأماكن العامة أو السهرات وأشادت الصحف في بروكسل باستجابة المواطنين لدرجة أن الشوارع بدت شبه خالية، ويأتي ذلك فيما تتواصل جهود رجال الشرطة للقبض على اثنين من المطلوبين أمنيا ويشكلان خطرا حسب ما ذكرت صحيفة «ستاندرد» اليومية البلجيكية.
مع بداية الأسبوع، وكردود فعل لهجمات باريس، اهتم الإعلام الأميركي بقرار مجلس النواب، رغم تهديد بالفيتو من الرئيس باراك أوباما، بمعارضة قرار أوباما بقبول 10000 لاجئ سوري وعراقي في البلاد. لكن، يواجه مشروع القانون هزيمة في مجلس النواب.
ونشرت صحيفتا «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، وغيرهما، أخبارا متواصلة عن حالة قلق وسط الأميركيين توقعا لهجمات من «داعش». وزاد الخوف بسبب تهديدات مباشرة من «داعش» بأنها، بعد العاصمة الفرنسية، تستهدف العاصمة الأميركية.
وأبرزت صحيفة «نيويورك بوست» خبر رفع مستوى التهديد الإرهابي في السويد إلى «المرتبة العالية» للمرة الأولى في التاريخ. وقول جهاز الأمن الوطني السويدي (سابو) إن الشرطة تطارد أحد الإرهابيين المشتبه فيهم. وكتبت الصحيفة: «حتى السويد...».
في منتصف الأسبوع، مع استمرار التغطية المكثفة لما بعد هجمات باريس، ظهرت مواضيع أخرى ربما ليست في أهمية الهجمات:
استهدفت صحيفة «نيويورك بوست» النساء، وأبرزت خبر بحث أجراه مستشفى في كولومبس (ولاية أوهايو)، ونشره في «المجلة الأميركية لأمراض الأوبئة»، بأن استهلاك القهوة بشكل معتدل أثناء الحمل لا يضر الحوامل، أو الجنين. اهتمت الصحيفة بالخبر لأنه يخالف ما ظل يتداوله الناس، وحتى الأطباء.
ونقل تلفزيون «إي إس بي إن» خبر فوز البريطاني أنتوني كرولا ببطولة العالم في ملاكمة الوزن الخفيف، بهزيمة البطل السابق دارليز بيريز الإسباني.
وخبر فوز ساول الفاريز المكسيكي على ميغيل كوتو المكسيكي أيضا، في بطولة العالم في الوزن المتوسط الخفيف في الملاكمة.
ونشرت القناة التلفزيونية خبر استقالة سيرجو جادو، رئيس اتحاد كرة القدم في تشيلي. وأنه سيسافر إلى الولايات المتحدة للتحدث مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) حول الفساد في «فيفا»، حسب طلب «إف بي آي».
مع نهاية الأسبوع، كانت أخبار الإرهاب والإرهابيين تسيطر على التغطية الإعلامية: نشرت صحيفة «واشنطن بوست» خبرا أن بلجيكا رفعت مستوى التأهب الأمني إلى أعلى مستوى في العاصمة بروكسل. ونشرت الجنود في شوارع المدن الكبرى. وكررت النصائح للناس بتجنب الأماكن المزدحمة، والحفلات الموسيقية، ومحطات القطارات والمطارات، والنقل العام، وشوارع التسوق المزدحمة. وحذرت من «تهديد وشيك».
ويوم الأحد، نقل تلفزيون «سي إن إن»، الذي تابع، ربما أكثر من أي قناة تلفزيونية أميركية أخرى، الهجوم على فندق باماكو (عاصمة مالي)، تصريح أوليفر سالغادو، المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في مالي، بأن 19 شخصا، على الأقل، قتلوا في الهجوم. جنبا إلى جنب مع اثنين من المهاجمين. وكانت تقارير سابقة قالت: إن 27 شخصا قتلوا.
وفي مقابلات تلفزيونية يوم الأحد، انتقد كثير من المرشحين لرئاسة الجمهورية، حتى الجمهوريين، خطة دونالد ترامب، ملياردير العقارات ومن مرشحي الحزب الجمهوري، بأنه، إذا فاز، سيأمر بتسجيل كل المسلمين في الولايات المتحدة. في الأسبوع الماضي، كان ترامب قال: إنه سيغلق المساجد.
الصحف الأوروبية تتساءل: إلى متى تستمر موجة الهجمات الإرهابية؟
واشنطن: ردود فعل انفجارات باريس وخوف الأميركيين من هجمات مماثلة
الصحف الأوروبية تتساءل: إلى متى تستمر موجة الهجمات الإرهابية؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة