هولاند يشكر ملك المغرب على المساعدة «الفعالة» للقضاء على {أبو عمر البلجيكي}

اعتقال الرباط لشقيق العقل المدبر للهجمات ساعد على معرفة مكان وجوده

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مرحبا بالعاهل المغربي الملك محمد السادس في قصر الإليزيه بباريس أمس (رويترز)، صورة ضوئية لخبر نشرته {الشرق الأوسط} أول من أمس كشفت فيه عن مساعدة
 مغربية لفرنسا في الصفحة الأولى.
الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مرحبا بالعاهل المغربي الملك محمد السادس في قصر الإليزيه بباريس أمس (رويترز)، صورة ضوئية لخبر نشرته {الشرق الأوسط} أول من أمس كشفت فيه عن مساعدة مغربية لفرنسا في الصفحة الأولى.
TT

هولاند يشكر ملك المغرب على المساعدة «الفعالة» للقضاء على {أبو عمر البلجيكي}

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مرحبا بالعاهل المغربي الملك محمد السادس في قصر الإليزيه بباريس أمس (رويترز)، صورة ضوئية لخبر نشرته {الشرق الأوسط} أول من أمس كشفت فيه عن مساعدة
 مغربية لفرنسا في الصفحة الأولى.
الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مرحبا بالعاهل المغربي الملك محمد السادس في قصر الإليزيه بباريس أمس (رويترز)، صورة ضوئية لخبر نشرته {الشرق الأوسط} أول من أمس كشفت فيه عن مساعدة مغربية لفرنسا في الصفحة الأولى.

أفادت مصادر أمنية فرنسية أمس أن اجتماعا حصل صباح الاثنين الماضي بين مسؤولين أمنيين فرنسيين ومغاربة في باريس كان «حاسما» للعثور على المواطن البلجيكي - المغربي عبد الحميد أباعود (أبو عمر البلجيكي) الذي يعد العقل المدبر للمجزرة التي ارتكبها «داعش» في العاصمة الفرنسية.
وبحسب هذه المصادر، فإن المسؤولين الأمنيين المغاربة نصحوا نظرائهم الفرنسيين بـ«تعقب» حسناء آيت بولحسن، قريبة أبو عمر البلجيكي التي «ستقودهم إليه» وهذا ما حصل الفعل، إذ إن تشديد الرقابة الإلكترونية والبشرية على حسناء أوصل إلى الشقة التي لجأ إليها أبو عمر البلجيكي، وفيها قتل صبيحة أول من أمس خلال عملية الدهم التي قام بها 110 رجال من قوات النخبة في الشرطة والدرك، الأمر الذي حول وسط ضاحية سان دوني شمالي باريس إلى ساحة حرب حقيقية.
وأفيد أمس أن أحد شقيقي عبد الحمد أباعود, واسمه ياسين، معتقل في المغرب منذ بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وذلك لدى عودته من سوريا. ولا شك أن ثمة علاقة بين الكشف عن مخبأ العقل المدبر لعمليات باريس الإرهابية الأخيرة وبين وجود ياسين بأيدي أجهزة الأمن المغربية التي يعرف عنها التعاون الوثيق مع الأجهزة الفرنسية في الملفات الإرهابية.
وأمس، استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ملك المغرب محمد السادس في قصر الإليزيه. وجاء في البيان الصادر عن الرئاسة أن هولاند «شكر الملك محمد السادس على المساعدة الفعالة» التي قدمتها بلاده لباريس، كما أن الطرفين أعربا عن «عزمهما المشترك على محاربة الإرهاب والتشدد والعمل معا من أجل إيجاد حلول للأزمات الإقليمية والدولية». وفهم أن ملك المغرب كان موجودا في زيارة خاصة لفرنسا وأنه اغتنم المناسبة للقاء الرئيس الفرنسي للتعبير عن تضامن بلاده معها. والملك محمد السادس هو ثاني رئيس دولة عربية يأتي إلى باريس لهذا الغرض بعد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الذي جاء إلى العاصمة الفرنسية في اليوم التالي على مجزرة 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وقال بيان للديوان الملكي المغربي إن الملك محمد السادس والرئيس هولاند أعربا خلال لقائهما عن العزم المشترك لكل من فرنسا والمغرب للقيام معا بمحاربة الإرهاب والتطرف، والعمل على تسوية النزاعات الإقليمية والدولية. وأضاف بيان الديوان الملكي أنه بعد مرور شهرين على نداء طنجة، الذي جرى التوقيع عليه خلال زيارة العمل والصداقة التي قام بها الرئيس هولاند للمغرب، جدد قائدا البلدين تعبئتهما الشاملة من أجل حماية الأرض والنجاح مؤتمر «الكوب 21» في باريس و«الكوب 22» الذي سيعقد في المغرب عام 2016. وأشار البيان أيضا إلى تنويه الرئيس الفرنسي والعاهل المغربي بحيوية الشراكة الاستثنائية الفرنسية - المغربية وقدرتها على التجدد من أجل رفع التحديات المشتركة.
وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت نقلا عن مصدر دبلوماسي موثوق أن المخابرات المغربية هي من أبلغت نظيرتها الفرنسية بأن عبد الحميد أباعود موجود في فرنسا وليس في سوريا.
وقال المصدر ذاته لـ«الشرق الأوسط» إن الانتحارية التي فجرت سترتها في ضاحية سان دوني عند بدء هجوم قوات الأمن هي ابنة خالة أباعود، واسمها حسناء آية بولحسن، وهي من مواليد فرنسا في 12 أغسطس (آب) 1989، مشيرا إلى أن المخابرات المغربية هي أيضا من دلت المصالح الأمنية الفرنسية على وجود ابنة خالة أباعود في فرنسا، وأنها متشبعة بالفكر المتطرف. وقدمت المخابرات المغربية معلومات ساعدت نظيرتها الفرنسية على القيام بمداهمة سان دوني، التي قتل فيها عبد الحميد أباعود.
وكل يوم يمر على التحقيق المعمق والشامل الذي تقوم به الأجهزة الأمنية يأتي بجديد. وأخر ما برز أمس أن أبو عمر البلجيكي الذي لم يفهم بعد كيف نجح بالانتقال من سوريا إلى بلجيكا ومن بلجيكا إلى فرنسا كان موجودا في باريس ليلة الجمعة – السبت، وأنه استخدم مترو الأنفاق وفق ما بين شرائط تسجيل فيديو لمحطة ضاحية مونتروي القائمة على مدخل باريس الجنوبي الشرقي أي ليس بعيدا عن مكان العثور على سيارة «سيات» التي استخدمها الإرهابيون أو عن مكان إحدى الشقق التي استأجروها. وبحسب التسجيل، فإن صورة أبو عمر تظهر بعد ساعة على بدء العمليات الإرهابية في باريس. لذا، فإن الغموض الذي تسعى السلطات الفرنسية لجلائه هو معرفة ما إذا هذا الأخير قد شارك شخصيا في عملية إطلاق النار على رواد ثلاثة مطاعم إلى جانب الأخوين إبراهيم وصلاح عبد السلام، المواطنين الفرنسيين اللذين كانا يعيشان في إحدى ضواحي بروكسيل. وبعد أن كانت باريس تعتقد أن أبو عمر الذي تعتبره، وفق وزير الداخلية، مسؤولا عن أربع محاولات إرهابية منذ الربيع الماضي وأنه كان مولجا «إدارة» المتشددين الفرنسيين أو الناطقين بالفرنسية في تنظيم داعش، فإذا به «يظهر» في باريس ويتنقل في المترو وربما يشارك في العمليات الإرهابية التي هو محركها الأول.
أما السر الثاني الذي يدل هو الآخر على اختراق المنظومة الأمنية الفرنسية والأوروبية معا فهو «اختفاء» صلاح عبد السلام الذي يظن بقوة أنه ذهب وشقيقه إلى سوريا وعادا منها إلى بلجيكا. ورغم حملات الدهم الكثيرة التي تقوم بها الأجهزة البلجيكية واعتقال الشخصين اللذين كانا برفقته لدى «إخراجه» من باريس عقب العمليات الإرهابية، فإن صلاح عبد السلام ما زال متواريا عن الأنظار. وأمس أعلن رئيس الحكومة مانويل فالس أنه «يمكن تصور مشاركة أشخاص آخرين» في هذه العمليات، ما يعني أن الاعتقاد الأول بأنهم سبعة فقط كان خاطئا. وأمس، توصل المحققون إلى قناعة أن هناك شخصا ثالثا قتل في الشقة التي داهمتها القوة الأمنية في وسط سان دوني «إلى جانب أبو عمر البلجيكي وقريبته حسناء آيت بولحسن». وتريد الأجهزة الفرنسية مجيء دور فرنسيين إضافيين معروفين في الأوساط المتشددة وهما شقيقان (فابيان وجان ميشال كلان) اعتنقا الإسلام ويظن أنهما انتقلا إلى سوريا. والأول هو، وفق استنتاجات الأجهزة الأمنية، من قرأ بيان تبني تنظيم داعش عمليات باريس فيما تم عزل صوت شقيقه أيضا في التسجيل نفسه. وبموازاة عمليات الدهم والتوقيف والإقامة الجبرية ومنع التجول التي تتم بأمر إداري بموجب حالة الطوارئ، ناقش مجلس الشيوخ الفرنسي أمس مشروع القانون الجديد الذي تقدمت به الحكومة لتمديد العمل بها ثلاثة أشهر إضافية وفق ما يفرضه القانون. وتريد الحكومة من القانون الجديد الذي يفترض أن يصبح نافذا سريعا جدا تشديد الإجراءات والتدابير العقابية وأهمها فرض الإقامة الجبرية وحل الجمعيات والمؤسسات التي تعتبرها الحكومة خطرة على الأمن وتمكين الشرطة والدرك من القيام بعمليات تفتيش ودهم من غير الحاجة لأمر قضائي فضلا عن إبعاد أو نزع الجنسية عمن من يعد خطرا هو الآخر على السلامة العامة.
أما على الصعيد الخارجي، وبالتوازي مع الجانبين التشريعي والأمني، فإن باريس مستمرة في حربها على الإرهاب في جبهتين: سياسية - دبلوماسية من جهة وعسكرية من جهة أخرى. وفي هذا السياق، فإن النتائج إلى أسفر عنها اجتماع وزراء الداخلية والعدل لبلدان الاتحاد الأوروبي أمس في بروكسل، عدها الوزير برنار كازنوف «مشجعة» بعد أن كان قد لام نظراءه الأوروبيين على «الوقت الضائع» الذي أهدروه في الاجتماعات العقيمة التي جرت منذ بداية هذا العام.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.