علبة جواهر هندية تكشف عن خباياها في متحف فيكتوريا آند ألبرت

100 قطعة فريدة ضمن معرض «كنوز الجواهر: مجموعة آل ثاني»

بروش على هيئة طاووس من معروضات «كنوز المجوهرات: مجموعة آل ثاني». (تصوير جيمس حنا)
بروش على هيئة طاووس من معروضات «كنوز المجوهرات: مجموعة آل ثاني». (تصوير جيمس حنا)
TT

علبة جواهر هندية تكشف عن خباياها في متحف فيكتوريا آند ألبرت

بروش على هيئة طاووس من معروضات «كنوز المجوهرات: مجموعة آل ثاني». (تصوير جيمس حنا)
بروش على هيئة طاووس من معروضات «كنوز المجوهرات: مجموعة آل ثاني». (تصوير جيمس حنا)

ما أن تعبر مدخل معرض «كنوز الجواهر: مجموعة آل ثاني» الذي يفتتح أبوابه للجمهور في متحف فيكتوريا آند ألبرت يوم السبت، حتى تجد نفسك داخل صالة العرض المتفرعة لصالات صغيرة، تتحسس خطواتك بحرص فالإضاءة خافتة وجلها منصب على خزائن العرض المنتشرة، بعضها موضوع في منتصف مساحة العرض والبعض الآخر على الجوانب. الانطباع الأول هو أننا نفتح باب خزانة ضخمة للجواهر، تبرق فيها اللآلئ والماسات والأحجار الكريمة بأحجام وأشكال بديعة، والشعور هنا إلى حد كبير معتمد على تصميم خزانات العرض التي صممت بشكل الفضاء الداخلي لعلب الجواهر فهي مستطيلة مبطنة بالقطيفة السوداء، وهو ما يعزز لمعان وبريق القطع الفريدة المعروضة داخلها.
ولكن لنعد إلى الخلف قليلا، فالمعرض الذي ينتقي مائة قطعة للعرض جلها من مجموعة آل ثاني للجواهر، من بينها ثلاث قطع من مجموعة الملكة إليزابيث الثانية، يركز على عدد من الموتيفات، منها تاريخ صناعة الجواهر الهندية والمهارات التي تمتع بها الصائغ الهندي، وأيضا عرض لقطع ثمينة منفردة أو متلبسة داخل معدن ثمين آخر. المعرض أيضا يستكشف تأثير أساليب الصياغة الهندية على الجواهر الأوروبية. من الناحية التاريخية أيضا يقدم المعرض نظرة على بلاط أمراء وأباطرة من حقبة حكم المغول في الهند من خلال عرض جواهر كانت تستخدم في مراسم واحتفالات البلاط.
في كل حالاته فالمعرض شيق جدا، يستعين على تقديم المعلومة بقطع شديدة الجمال وبارعة التركيب إلى جانب المعلومات التي تتوزع أسفل كل قطعة وعلى الحائط في بداية كل قسم، ويقدم قطعا فريدة لها تاريخ مثل قطع اليشم المغولي ونماذج من حجر الإسبينيل بمختلف أحجامه وقد انتظم في قلادة أو وقد حفر عليه أسماء أباطرة وقد صيغ في خواتم. هناك أيضا خنجر بمقبض من اليشم يعود لشاه جاهان الحاكم الهندي الذي كرم زوجته الحبيبة ببناء تاج محل ليحتضن قبرها.
من القطع الهامة أيضا هناك ماسة «غولكوندا» التي قدمها حاكم أركوت للملكة تشارلوت في عام 1767، وقطع مشهورة من تصميم دار «كارتييه» صنعت في بدايات القرن الـ20 منها القطع التي صنعت خصيصا للعرض في باريس عام 1925 ضمن معرض «المعرض العالمي للحرف التزيينية» الذي أطلق حركة الآرت دكو».
وتعكس قطع مجموعة آل ثاني جودة وحجم الأحجار الثمينة التي صنعت مكانة الهند لقرون كسوق عالمي للجواهر، مثل الماس الآتي من مناجم جولكوندا. أما القطع المستعارة من مجموعة الملكة إليزابيث الثانية، فتضم قطعة من سقف عرش تيبو سلطان الحاكم الهندي الذي هزمه البريطانيون في عام 1799 مجملة برأس نمر من الذهب، و«ياقوتة تيمور»، وحزام الكتف المجمل بحجر الإسبينيل.
نعرف أن بعض تلك القطع يعرض للمرة الأولى في بريطانيا، وهو ما سيشكل حافزا لكثيرين لحضور المعرض.
وربما لمهارة اختيار القطع المعروضة أتوجه إلى سوزان سترونغ منسقة المعرض التي تخصصت في فنون البلاط المغولي لأسألها عن السبب في اختيار تلك القطع. تقول «أعتقد أن اختيار القطع كان منبعثا من مقتنيات مجموعة آل ثاني، يأتي بعد ذلك اختياري الشخصي، ولكن يجب القول إن بعض القطع فرضت نفسها مثل ذلك الكوب بديع المصنوع من الجشم، فقطعة مثل هذه تطرح نفسها للعرض».
تشير إلى أن الاختيار أخذ في الحسبان حجم ونوعية وجودة قطع الجواهر المنفردة، «أخذنا في الاعتبار التراث الهندي في صياغة الأحجار الكريمة خصوصا تلك التي صيغت في البلاط المغولي، ولهذا وضعنا تلك الجواهر التي لم توضع في قلادة أو على خاتم، لعرضها في بداية المعرض كأمثلة. منها قطع الإسبينيل الضخمة التي جملت عقدا بارع الجمال من مجموعة آل ثاني، وشريط الكتف المجمل بالإسبينيل الذي يعود لمجموعة الملكة إليزابيث».
طرق الصياغة الهندية لها مكانة خاصة في عالم الجواهر، فهي وصلت إلى قمة غير مسبوقة في البلاط المغولي وأثرت على صائغي الجواهر في أوروبا أيضا، تقول سترونغ: «في متحف فيكتوريا آند ألبرت نهتم بالتقنية المدهشة لصناعة الجواهر الهندية. ومثال لتلك الأساليب كيفية تركيب الأحجار الثمينة بحيث تظهر بأفضل طريقة واستخدام المينا الملونة لتزيين الجزء الخفي من الجواهر، مثل ظهر القلادة أو داخل الإسوارة. ويجب القول هنا بأن استخدام المينا هو من الأسرار الخفية في الصياغة الهندية».
المعرض يتبع تسلسلا تاريخيا واضحا من قاعة لأخرى، مستعينا بالإرشادات واللوحات التوضيحية التي تشرح ملامح كل فترة تاريخية، نبدأ من قسم بعنوان «الخزانة» وهو يحاكي أجواء الخزانات الإمبراطورية في عصر المغول في نهاية القرن السادس عشر وبداية الـ17. بعده نتجه لقسم «البلاط» حيث يعرض قطع امتلكها حكام مشهورين مثل شاه جاهان، بعده ننتقل لقسم «الذهب والمينا» حيث نستكشف طريقة استخدام رقائق لامعة لتبطين قطع الجواهر بحيث تضمن لها بريقا ساطعا، تسمى «كوندان». إلى جانب استخدام المينا بألوانها البارعة. بعدها ننتقل لـ«عصر التحول» حيث يبدأ ظهور التأثير الأوروبي على الجواهر الهندية في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن الـ20 وهو ما يظهر في طريقة وضع الجواهر في تصميم بفتحات يسمح بمرور الضوء لقطع الجواهر واستخدام البلاتين المطعم بالماس لصياغة قطع لزينة الشعر. تشير سترونغ أن المعرض يختتم بإظهار التأثير المتبادل ما بين الهند وأوروبا على صياغة الجواهر «التأثير الهندي على أوروبا أوضح وأقوى»، «من المهم التأكيد على أن هناك تقليدا مستمرا، ولكن أيضا من المهم إظهار تأثير الهند على المصممين المعاصرين. وفي المقابل، هناك مصممون في الهند رفضوا الأشكال التقليدية للصياغة الهندية ولجأوا لعناصر من العمارة الهندية وحركة الآرت دكو».
يلفت النظر الجهد المضاعف في المعرض عن طريق عرض لوحات ورسومات قديمة لنساء وحكام وأطفال يرتدون قطعا من الجواهر شبيهة بتلك التي في الخزانات أمامنا، «بعض اللوحات ترتبط مباشرة بالقطع المعروضة، فهي نفسها في بعض اللوحات، ولكن في لوحات أخرى نرى الفكرة العامة من ارتداء القلادات أو مشابك العمامة وغيرها». تؤكد سترونغ على أن اللوحات المعروضة ليست أصلية حتى تتجنب الحاجة لتوفير إضاءة أقوى على اللوحات، وهو ما سيفسد تأثير الإضاءة الخافتة التي تبرز جمال الجواهر.
المعرض يقيمه فيكتوريا آند ألبرت ضمن «مهرجان الهند» الذي يقيمه هذا العام وسيستمر حتى مارس (آذار) 2016.

أهم القطع:
-كوب الإمبراطور المغولي جانغير 1607 - 1608
-قلادة الإسبينيل واللؤلؤ وتتميز بالحجم الضخم للأحجار
-خنجر من الذهب المطعم بالأحجار الكريمة من البلاط المغولي 1610 - 1620
-مشبك للعمامة من الذهب المرصع بالماس والإسبينيل من جايبور أو حيدرآباد القرن الـ19
-بروش بطريقة الآرت دكو يجمع بين قطعة من الزبرجد من البلاط المغولي وبين تصميم عصري لبول غيريب في باريس عام 1910
-بروش من الزبرجد والذهب الأبيض صنع عام 1910 في باريس أهداه المهراجا كابورثالا للراقصة الإسبانية أنيتا ديلغادو
- مشبك مرصع بالماس والزفير والزبرجد من صنع دار كارتييه 1920
- مشبك للعمامة يعود للمهراجا نواناغار (1925 - 1935) من البلاتين المرصع بالماس والزفير



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.