ما إن انتهت حمى «بالمان» وتشكيلة مصممها أوليفييه روستينغ، لمتاجر «أيتش أند إم» السويدية وما سببته من اشتباكات للحصول على قطع بأسعار تفوق الـ400 جنيه إسترليني أحيانا، حتى بدأت حمى «غوتشي» لسبب مختلف تماما. فالدار الإيطالية أعلنت أنها ستقدم عرضها الخاص بخط الكروز لربيع وصيف 2017 بلندن. وما إن أكدت الدار الخبر حتى أشعلت حمى التكهنات عن الإيحاءات التي سيستلهمها مصممها أليساندرو ميشيل والمكان الذي سيختاره كمسرح لعرضه. فقد لا تكون لندن وجهة بعيدة أو غريبة مقارنة بكوبا مثلا، التي أعلنت دار «شانيل» أنها ستقدم فيها عرضها الخاص بـ«الكروز» في بداية شهر مايو (أيار) المقبل، إلا أنها بالنسبة لأوساط الموضة تشكل خبطة تجارية مهمة من شأنها أن تعزز مكانة العاصمة البريطانية كمركز تجاري عالمي وكوجهة سياحية مهمة.
وتجدر الإشارة إلى أن أليساندرو ميشيل، ومنذ تسلمه مقاليد الدار، وهو يحقق لها عدة نجاحات، بحيث استطاع في وقت وجيز أن يعبر بها مرحلة الخطر وينقلها من الخسارة إلى الربح، بأسلوب يخاطب الشابات ويُغري الناضجات. ودائما يتضمن لمسات من «الفينتاج» لا يحاول التخفيف منها، وهذا ما يجعل اختياره للندن مثيرا للاهتمام، لأنها تتمتع بالكثير من الأسواق المتخصصة في هذا المجال، مما يجعلها بمثابة أرشيف مفتوح يمكنه الغرف منه كيفما شاء. ما يعزز هذا الرأي أن المصمم لا يخفي إعجابه بالثقافة الإنجليزية في كل المناسبات وصرح في إحدى لقاءاته قائلا: «أعشق الشعب الإنجليزي، لأنهم يتمتعون بنوع من الغرابة لا يتمتع بها غيرهم، لأنهم لا يبالون برأي الغير».
في شهر يونيو (حزيران) الماضي، اختار نيويورك كوجهة لعرضه، حيث غطى مستودع قديم بمنهاتن بسجادات قديمة عكست هذا المفهوم، وجعلت الكل يبارك أسلوبه ويتغنى به. بالنسبة للندن، فهو لم يحدد المكان بعد، لكن أمامه عدة خيارات، لأن العاصمة تزخر بالأماكن التاريخية من جهة، ولأنه ليس غريبا عن العاصمة البريطانية، بحكم أنه عمل فيها في عام 2002، عندما كان مصمم إكسسوارات الدار في عهد توم فورد،
من جهة ثانية، وحتى يحين موعد العرض، فإن التكهنات لن تتوقف حول هذا الموضوع، لأن اختيار أماكن «الكروز» وديكوراتها في أهمية الأزياء ليس بالنسبة لأليساندرو ميشيل وحده بل بالنسبة للكل، لما تكتسبه عروض «الكروز» من أهمية تجارية كبيرة، في السنوات الأخيرة تحديدا. فهي تبقى في المحلات أكثر من الأزياء الجاهزة كما تحقق مبيعات عالية لأنها تناسب الربيع والصيف والخريف والشتاء.
ومنذ أن بدأت «شانيل» تعرض في أماكن جديدة لا يفكر فيها أحد من قبل، مثل سالزبورغ، وسيول، وشنغهاي، ودبي وأخيرا كوبا، فإن الكل بات يقلدها باختيار وجهات تثير التساؤلات والفضول. التفكير في كوبا مثلا، ليس اعتباطا فقد جاء بعد تفكير طويل، وهو ما صرح به كارل لاغرفيلد خلال أسبوع باريس الأخير حين أعرب عن رغبته التوجه إلى كوبا بعد انفتاحها على الغرب، وهو ما سيكون تجربة لا مثيل لها للتعرف عليها قبل موجة التغيير التي ستشهدها بعد الانفتاح.
بيوت الأزياء تتسابق على اختيار أماكن بعيدة ومثيرة لعروضها
«غوتشي» في لندن و«شانيل» في كوبا.. والبقية تأتي
بيوت الأزياء تتسابق على اختيار أماكن بعيدة ومثيرة لعروضها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة