أكد نبيل عثمان، نائب الممثل الإقليمي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة السعودية تشدد على عدم التمييز في توزيع مساعداتها الإنسانية للفئات المتضررة في شتى دول العالم، مبينا أنها لا تنظر إلى العرق أو الدين أو الطائفة، وتحض الهيئات الدولية على العمل بتلك المعايير.
وأشار إلى أن حجم المساعدات التي قدمتها السعودية لأكثر من ثلاثة ملايين نازح عراقي في العام الماضي، بلغت 500 مليون دولار، شكلت منعطفا إيجابيا لرعايتهم والوفاء باحتياجاتهم الضرورية، مضيفا أنها تحولت لبرامج عاجلة لإسكان النازحين وإلحاق أبنائهم بالتعليم.
وطالب المجتمع الدولي بأن ينظر إلى المأساة الإنسانية للنازحين مع دخول فصل الشتاء، لسداد حاجتهم الماسّة من الأغطية والطعام وصيانة المخيمات، مشيرا إلى أن حجم الدعم الحالي لا يغطي 9 في المائة من احتياجات أولئك النازحين، الذين يمرون بظروف صعبة تتطلب الوقفة الجادّة.
وأكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق أن «الدور المحوري للمساعدات الإنسانية الذي تقدمه السعودية يعد أنموذجا في دعم النازحين العراقيين واللاجئين السوريين في العراق». وقال المتحدث الرسمي علي بيبي: «آمل أن تحذو الدول المانحة حذو السعودية في إغاثة وإعانة النازحين واللاجئين، مثمنا جهد السعودية في توفير البيوت الجاهزة لمخيم (بهركة) للنازحين العراقيين في محافظة أربيل، الذي خفف من المعاناة التي يعانيها هؤلاء النازحون في العراق»، وأشاد بالمساعدات الإنسانية التي قدمتها السعودية للاجئين السوريين من مواد إغاثية وعينية.
من جانبها، نوّهت هنوف العتيبي، مسؤولة العلاقات الخارجية للمفوضية بعمق العلاقات الاستراتيجية بين السعودية والمفوضية، وأكدت أن السعودية تعد من الدول السباقة في تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين والنازحين في مختلف دول المنطقة، وفي دعم برامج ومشروعات المفوضية في دول العالم.
ونظمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يومي الاثنين والثلاثاء جولة صحافية ميدانية لمراكز استقبال طالبي اللجوء ومخيمات النازحين من داخل العراق واللاجئين من سوريا، في محافظة أربيل بإقليم كردستان العراق، وشارك في الجولة ممثلون عن وسائل الإعلام العربية والأجنبية، اطلعوا خلالها على واقع التحديات التي تواجه مخيمات اللجوء ومعاناة النازحين واللاجئين، خصوصا في فصل الشتاء، في ظل نقص المساعدات من الدول المانحة.
ووجدت المساعدات الإنسانية التي قدمتها السعودية في السنوات الأخيرة ارتياحا بالغا لدى الأوساط الإقليمية والدولية التي وصفتها بأنها «نموذج يحتذى» دون أي اعتبارات مذهبية أو دينية أو عرقية.
وقدمت الرياض خلال الأعوام الأربعة الماضية مساعدات بأكثر من تسعة مليارات دولار، بينها نصف مليار دولار للنازحين العراقيين، جراء تصاعد الهجمات الإرهابية في بلادهم، و448 مليون دولار في صورة مساعدات إنسانية للمتضررين في سوريا، إضافة إلى ثلاثة مليارات دولار قدمتها أمام مؤتمر المانحين لليمن، وخمسة مليارات دولار قدمت كمساعدات للاقتصاد المصري بعد الاضطرابات التي شهدتها البلاد منذ عام 2011.
وجاءت المساعدات السعودية في إطار مؤازرتها لشعوب المنطقة والعالم، للوقوف معها أثناء الكوارث والحروب، ودشن العاهل السعودي، في مايو (أيار) من العام الحالي، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وأكد خادم الحرمين أن تأسيس المركز يأتي في إطار تعاليم الدين الإسلامي في إغاثة الملهوف، ومساعدة المحتاج، والحفاظ على حياة الإنسان وكرامته وصحته.
شؤون اللاجئين لـ«الشرق الأوسط»: السعودية تمنع التمييز الديني والطائفي في توزيع مساعداتها الإنسانية
الأمم المتحدة تشتكي من «الدول المانحة» وتعتبر السعودية نموذجًا للدعم الإنساني
شؤون اللاجئين لـ«الشرق الأوسط»: السعودية تمنع التمييز الديني والطائفي في توزيع مساعداتها الإنسانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة