فينغر: لست ساحرًا بل أنا ميسر لاستكشاف قدرات اللاعبين

مدرب آرسنال يكشف عن الجانب الفلسفي الكامن في أعماقه

آرسين فينغر (رويترز)
آرسين فينغر (رويترز)
TT

فينغر: لست ساحرًا بل أنا ميسر لاستكشاف قدرات اللاعبين

آرسين فينغر (رويترز)
آرسين فينغر (رويترز)

يعرف الفرنسي آرسين فينغر، المدير الفني لفريق آرسنال الإنجليزي، بين المحيطين به بـ«الفيلسوف»، ليس فقط بسبب خططه الكروية، بل بتعليقاته على الأمور الحياتية وآرائه الفلسفية التي كشف عن عمقها في مقابلة أجراها مع مجلة «ليكيب» الفرنسية.
وتطرق مدرب آرسنال الذي تعادل فريقه يوم الأحد الماضي في مباراة «ديربي شمال لندن» مع «توتنهام» ليظل متساويا في النقاط مع متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز مانشستر سيتي، إلى عدد من الموضوعات، من بينها الدين وهاجس الوقت، رغم أن مجلة «ليكيب» مختصة بالرياضة.
وردا على سؤال حول إذا ما كان يمتلك «القوة الغامضة» المؤثرة على لاعبيه عندما يعدهم للمباريات، قال فينغر: «من الناحية الدينية، فإن الله خالق البشر. وأنا مجرد دليل. أسمح للآخرين بالتعبير عما لديهم في نفوسهم. أنا لم أخلق شيئًا. إنما أنا ميسر لاستكشاف ما هو جميل في الإنسان.. واستخراج الإبداع من اللاعبين».
وأضاف فينغر: «أُعرّف نفسي بأني متفائل. وتتعلق معركتي المستمرة في هذا العمل بإخراج ما هو جميل في الإنسان. ويمكننا عند هذه المرحلة وصف نفسي بأني سخيف. لكنه في الوقت ذاته يتيح لي الاعتقاد بذلك، وغالبا ما أكون محقا».
وبدأت المقابلة التي أجريت في فندق «بيلز ريفز»، الذي كان موطنا ذات مرة للروائي الأميركي «سكوت فيتزغيرالد»، بجنوب فرنسا، خلال العطلة الدولية، بوصف رد فعل فينغر على ارتدائه معطفا طويلا رمادي اللون من أجل التقاط صورة، حيث قال: «إنه يذكرني بنفسي عندما كنت أذهب إلى المدرسة في منطقة دوتلينهيم الفرنسية».
وتذكر فينغر أنه وصل إلى الرقم 7000 يوما على كونه مديرا فنيا لفريق آرسنال، بعدما جرى تعيينه في 30 سبتمبر (أيلول) 1996. وقال: «بالنسبة لي، لا يمثل هذا الأمر شيئا سوى حقيقة ممارستي مهنة تنظر إلى الأمام، وتتطلع إلى اليوم التالي».
وأوضح: «ما زلت أعيش في المستقبل. هذا ما أخطط له، بإحكام. علاقتي مع الوقت مخيفة جدا. وما زلت أحاول محاربته. أخاف دائما من التأخر، وعدم الاستعداد، وعدم القدرة على إنجاز كل ما خططت له. علاقتي مع الزمن مروعة خاصة عندما أنظر إلى الوراء لأتبين ما الذي كان عليّ القيام به، إنها علاقة مروعة حقا».
وأضاف فينغر: «اللحظة الوحيدة للسعادة الممكنة هي الحاضر. فالماضي يمنح الندم. والمستقبل يثير الشكوك».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».