مقتل 11 مدنيا في مدينة الباب السورية بقصف جوي

المرصد: يعتقد أن الغارات شنتها طائرات روسية

مقتل 11 مدنيا في مدينة الباب السورية بقصف جوي
TT

مقتل 11 مدنيا في مدينة الباب السورية بقصف جوي

مقتل 11 مدنيا في مدينة الباب السورية بقصف جوي

قتل 11 مدنيا على الاقل بينهم طفل، اليوم (الاحد)، جراء غارات جوية يعتقد ان طائرات روسية شنتها على مناطق في شمال غربي سوريا، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي شمال البلاد، قتل عشرة مدنيين على الاقل الاحد جراء غارات لقوات النظام على مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة "داعش"، بحسب المرصد.
وافاد المرصد بمقتل "تسعة مدنيين على الأقل بينهم طفل واصابة آخرين بجروح جراء قصف لطائرات حربية يعتقد أنها روسية لمناطق في مدينة معرة النعمان" في ريف إدلب الغربي.
وفي ريف ادلب الجنوبي الشرقي، قتلت سيدتان على الاقل وأصيب مدني ثالث بجروح جراء "قصف طائرات حربية يعتقد أنها روسية لمقر لحركة إسلامية في بلدة سراقب"، بحسب المرصد.
وتسيطر فصائل "جيش الفتح" الذي يضم جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) وفصائل اسلامية ابرزها حركة احرار الشام على مجمل محافظة ادلب منذ الصيف الماضي بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، التي بات وجودها يقتصر على قوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها في بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية المحاصرتين.
واستهدفت الضربات الروسية الشهر الماضي مواقع عدة تابعة لـ"جيش الفتح" وتحديدا في محافظتي ادلب وحماة (وسط).
وتنفذ موسكو منذ 30 سبتمبر (ايلول) ضربات جوية في سوريا تقول انها تستهدف "المجموعات الارهابية"، وتتهمها دول الغرب والمعارضة السورية قوات المعارضة أكثر من تركيزها على الارهابيين.
وتنفي موسكو بشدة التقارير عن مقتل مدنيين جراء غاراتها في سوريا، لكن حصيلة سابقة اعلنها المرصد في 29 اكتوبر (تشرين الاول)، تفيد بأن الغارات الروسية تسببت بمقتل 600 شخص على الاقل يتوزعون بين 410 مقاتلين و185 مدنيا، بينهم 48 طفلا.
في شمال البلاد، قتل عشرة اشخاص على الاقل بينهم طفل وسيدة "جراء قصف جوي لقوات النظام على مناطق في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي" والخاضعة لسيطرة التنظيم بعد منتصف ليل السبت الاحد.
ويسيطر التنظيم منذ مطلع العام 2014 على الباب، وتعرضت مقاره ومستودعاته في المدينة لضربات روسية الشهر الماضي.
في مدينة حلب، افاد المرصد بارتفاع حصيلة القتلى الى اربعة مدنيين بينهم طفل واصابة عدد من الأشخاص بجروح "جراء سقوط قذائف اطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق في شارع النيل وأماكن أخرى تحت سيطرة قوات النظام في المدينة".
وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها "ارتقاء اربعة شهداء من عائلة واحدة جراء استهداف التنظيمات الارهابية بقذيفة صاروخية بشارع النيل السكني"، حسب قولها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.