رحيل أبو عرب «شاعر الثورة الفلسطينية»

بعد نصف قرن من الغناء لفلسطين

إبراهيم محمد صالح «أبو عرب»
إبراهيم محمد صالح «أبو عرب»
TT

رحيل أبو عرب «شاعر الثورة الفلسطينية»

إبراهيم محمد صالح «أبو عرب»
إبراهيم محمد صالح «أبو عرب»

غيب الموت في وقت متأخر من الأحد، شاعر الثورة الفلسطينية، ومنشدها، كما يحلو للفلسطينيين تسميته، إبراهيم محمد صالح، «أبو عرب»، في سوريا، عن عمر يناهز 84 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.
ونعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، «شاعر الذاكرة الحية للتراث الفلسطيني»، وقال في بيان: «أبو عرب رحل بعد مسيرة حافلة بالعطاء، كرّس خلالها جلّ حياته هاديا وصوتا للثورة الفلسطينية، وناطقا بلسان الوجدان الشعبي الفلسطيني». وأضاف: «فقدت فلسطين ابنا من أبنائها الأوفياء سيظل كل من عرفه يستذكر عطاءه وإبداعه المتميز والمتواصل، وأهازيجه وقصائده الوطنية كنموذج إبداعي متميز ترددها الأجيال الفلسطينية منذ منتصف القرن الماضي وحتى يومنا هذا».
وأكد عباس أن ذكراه «ستبقى حاضرة في نفوسنا، كواحد ممن أعطوا من أعماق قلوبهم وروحهم وإبداعهم، أجمل ما لديهم ليبقى اسم فلسطين عاليا خفاقا».
وعلى مدار نصف قرن لم يتوقف صوت أبو عرب عن الغناء لفلسطين، حتى في آخر أيامه، وظهر أبو عرب في فيديو جديد وهو يغني المواويل لفلسطين ولعودته إليها من على فراش الموت. وطالما ردد الفلسطينيون أغانيه في المناسبات الوطنية المختلفة.
وبقي أبو عرب يغني لوطنه من الخارج مدة 64 عاما، حتى تمكن من العودة إليه قبل عامين للمشاركة في مهرجان ثقافي أقامته السلطة الفلسطينية، حيث أحيا مجموعة من الحفلات في مختلف مدن الضفة الغربية.
وأثناء زيارته الوحيدة زار أبو عرب قريته التي هجر منها؛ «الشجرة»، وأنشد أمام شجرة توت أمام بيته: «توتة الدار صبرك على الزمان إن جار لا بد نعود مهما طوّل المشوار». لكن حلمه هذا لم يتحقق، إذ مات بعيدا عن وطنه، مثل كثيرين من الفلسطينيين المنفيين.
وتوفي أبو عرب في مدينة حمص، ودُفن فيها أمس، فيما أقيمت له بيوت عزاء في سوريا ولبنان ورام الله.
وُلد إبراهيم محمد صالح، في قرية الشجرة قضاء طبريا في فلسطين سنة 1931، وتنقل من لبنان إلى سوريا وتونس ومخيمات الشتات في كل العالم ثم إلى حمص في سوريا. استشهد والده عام 1948 خلال عملية احتلال فلسطين، واستشهد ولده عام 1982 خلال اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان. بدأ العمل بشكل منتظم في الغناء عام 1978 في إذاعة «صوت فلسطين» وسجل في الإذاعة أكثر من 16 شريطا تحتوي على أكثر من 140 أغنية استمر تسجيلها حتى عام 1982.
أسس فرقته الأولى في الأردن سنة 1980 وأطلق عليها «فرقة فلسطين للتراث الشعبي»، ثم سماها «فرقة ناجي العلي»، بعد اغتياله في لندن.
ألف وغنى أبو عرب أكثر من 300 أغنية من بينها أغنيته الشهيرة «من سجن عكا» التي وثقت للشهداء الثلاثة محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي الذين أُعدموا على يد القوات البريطانية إبان الانتداب على فلسطين، و«هدي يا بحر هدي» و«يا زريف الطول».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.