الأوسكار في ليلته الحاسمة: التوقعات تحققت على صعوبتها

فيلم ستيف ماكوين عن العبودية فاز لكنه خسر أفضل إخراج

الأوسكار في ليلته الحاسمة: التوقعات تحققت على صعوبتها
TT

الأوسكار في ليلته الحاسمة: التوقعات تحققت على صعوبتها

الأوسكار في ليلته الحاسمة: التوقعات تحققت على صعوبتها

أصابت توقعاتنا جميعاً (باستثناء توقع واحد فقط). فتلك الأفلام والمواهب التي توقعنا لها الفوز، هي من خرجت من حفلة الأوسكار بالتمثال الذي سعت إليه طوال العام. أوسكار أفضل ممثل ذهب إلى ماثيو ماكوهوني فعلاً، وأوسكار أفضل ممثلة ذهب إلى كيت بلانشيت في الواقع، وأوسكار أفضل سيناريو مقتبس ناله «12 سنة عبداً»، وسيناريو أفضل إخراج انتهى إلى يدي ألفونسو كوارون. وحتى أوسكار أفضل موسيقى حط بين يدي ستيفن برايس مؤلف موسيقى «غرافيتي».
في السياق ذاته، ذهب أوسكار أفضل فيلم أجنبي لـ «جمال عظيم» وأوسكار أفضل تسجيلي لفيلم «20 خطوة بعيداً عن النجومية» وأوسكار أفضل أنيميشن حصل عليه «متجمّـد» وكله حسب التوقعات.
الاستثناء هو أن أوسكار أفضل فيلم الذي كان محط منافسة كبيرة بين «12 سنة عبداً» و«جاذبية» طوال السهرة، انتهى إلى الفيلم الأول الذي ذكرنا أن حصوله على الأوسكار سيكون مفاجأة غير مستبعدة، ولو أننا توقّـعنا هنا أن ينالها «جاذبية».
في نهاية المطاف.
الجوائز الممنوحة- وبرغم صعوبة المنافسة- خلت من المفاجآت: لم يذهب أوسكار أفضل إخراج إلى ألكسندر باين مثلاً، هذا المخرج المستقل الذي لا يصنع أفلاماً هوليوودية. ولم يتوجه أوسكار أفضل فيلم أجنبي لـ «عمر» ولا أفضل فيلم تسجيلي لـ «الميدان»، ولا حتى للفيلم السياسي المحبط «فعل القتل». وما يكشفه ذلك أن ستّـة آلاف عضو في الأكاديمية يعلمون تماماً ماذا يريدون الحرص عليه: هوليوود التي تستطيع أن تشمل في ترشيحاتها كل الأساليب والأطياف ولكنها ستنتخب دائماً الموهبة التي تنتمي إلى هوليوود أكثر من سواها.

النتائج
أفضل فيلم: «12 سنة عبداً».
أفضل ممثل في دور رئيسي: ماثيو ماكوهوني عن «دالاس بايرز كلوب».
أفضل ممثلة في دور رئيسي: كيت بلانشيت عن «بلو جاسمين».
أفضل مخرج: ألفونسو كوارون عن «جاذبية».
أفضل سيناريو أصلي (غير مقتبس): سبايك جونز عن Her
أفضل سيناريو مقتبس: جون ريدلي عن «12 سنة عبداً»
أفضل موسيقى: ستيفن برايس عن «جاذبية».
أفضل أغنية تأليفاً وتلحيناً: «مجمّد» تأليف كرستين أندرسن لوبيز وروبرت لوبيز.
أفضل تصميم إنتاجي: جودي كاثرين مارتن وبيفرلي دَن عن «غاتسبي العظيم».
أفضل توليف (مونتاج): ألفونسو كوارون ومارك سانجر عن «جاذبية».
أفضل تصوير: إيمانويل لوبزكي عن «جاذبية».
أفضل أداء لممثلة في دور مساند: لوبيتا نيونغو عن «12 سنة عبداً»
أفضل أداء لممثل في دور مساند: جارد ليتو عن «دالاس بايرز كلوب».
أفضل مزج صوتي: سكيت ليفساي، نف أديري، كرستوفر بنستد وكريس مونرو عن «جاذبية».
أفضل فيلم أجنبي: "الجمال العظيم» (إيطاليا).
أفضل فيلم تسجيلي: "20 قدما بعيداً عن النجومية»
أفضل فيلم تسجيلي قصير: «السيدة في الرقم 6».
أفضل فيلم قصير: «هليوم».
أفضل فيلم أنيميشن قصير «مستر هوبلوت».
أفضل مؤثرات خاصّـة: «جاذبية».
أفضل «ماكياج» وتصميم شعر: أدريثا لي وروبن ماثيوز عن «دالاس بايرز كلوب».
أفضل تصميم ملابس: كاثرين مارتن عن «غاتسبي العظيم»



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.