روسيا تطالب بتحديد جماعات المعارضة في سوريا

روسيا تطالب بتحديد جماعات المعارضة في سوريا
TT

روسيا تطالب بتحديد جماعات المعارضة في سوريا

روسيا تطالب بتحديد جماعات المعارضة في سوريا

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم (الاربعاء)، إنّه من الضروري تحديد من هي الجماعات الارهابية ومن هي جماعات المعارضة الشرعية في سوريا، قبل بدء جولة جديدة من المحادثات بشأن الأزمة السورية في فيينا.
ونقلت وكالة "ايتار تاس" للأنباء عنه، قوله في مؤتمر صحافي مع ستافان دي ميستورا مبعوث الامم المتحدة الخاص بسوريا، إنّ روسيا تدعم بشدة جهود دي ميستورا لحل الأزمة السورية.
وقال دي ميستورا إنّ من المهم العمل على تشكيل حكومة تشمل كل الأطياف في سوريا.
عسكريًّا نفّذت القوات الجوية الروسية 1631 طلعة جوية وضربت 2084 هدفا لمتطرفين منذ بداية حملة الضربات الجوية في سوريا، حسبما افادت روسيا.
وقال الكولونيل جنرال أندريه كارتابولوف في إفادة في موسكو "في المجمل منذ بداية العملية نفذت طائراتنا 1631 طلعة جوية وضربت 2084 هدفا في البنية الاساسية للارهابيين". مضيفًا أن القوات الجوية الروسية والاميركية أجرت مناورات تدريب مشتركة في سوريا.
وكان كارتابولوف قد قال امس، "اليوم في الساعة 11 صباحا بتوقيت موسكو شاركت القوات الجوية الروسية والاميركية في تدريب مشترك وقامت بأنشطة للأطقم والخدمات الارضية تحسبا لتعرض أي طائرة لمخاطر. في عملية التدريب مارسنا أنشطة الافادة والتنظيم والتعاون وتبادل المعلومات بين أطقم مجموعات العمليات ومراكز السيطرة للقوات الجوية الروسية في قاعدة حميميم الجوية ومركز العمليات الجوية الاستراتيجية الاميركية في قطر".
كما أفاد بأنّ التدريب المشترك استتبع ممارسة طائرت روسية وأخرى تابعة للتحالف مواجهات عن قرب في منطقة خاصة عند مسافة قصيرة للغاية من الاميال البحرية. وأضاف أنّ الاطقم مارست الاتصال باللغتين الانجليزية والروسية. وقال إنّ روسيا واسرائيل جارة سوريا في الجنوب الغربي كانا يبلغان بعضهما البعض باستمرار بالموقف في المجال الجوي السوري.
وتابع كارتابولوف "العمل المشترك مع اسرائيل نظّم لتأمين سلامة الرحلات الجوية. هناك خط مباشر بين مركز السيطرة في قاعدة حميميم الجوية ونقطة السيطرة للقوات الجوية الاسرائيلية التي تعمل على مدار الساعة، ويوجد تبادل مستمر للمعلومات بشأن الوضع في الجو فوق سوريا".
وأصبحت السماء السورية مزدحمة بدرجة متزايدة منذ أن انضمت روسيا يوم 30 سبتمبر (أيلول)، إلى القوات الجوية السورية في قصف أهداف المسلحين، بينما ينفذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة حملة ضربات جوية منفصلة في الحرب الاهلية في البلاد.
ولتجنب تبادل اطلاق النار بطريق الخطأ في القتال اتفقت اسرائيل مع روسيا على تنسيق العمل العسكري فوق سوريا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.