ملامح {انفراج} لأزمة مباراة السعودية وفلسطين {رغم الانسحاب}

مصادر قالت لـ «الشرق الأوسط» إن القرار النهائي قد يصدر اليوم

الأخضر السعودي أعلن انسحابه رسميا من مباراة فلسطين المقبلة (أ.ف.ب)  -  أحمد عيد ({الشرق الأوسط})  -  جبريل الرجوب ({الشرق الأوسط})
الأخضر السعودي أعلن انسحابه رسميا من مباراة فلسطين المقبلة (أ.ف.ب) - أحمد عيد ({الشرق الأوسط}) - جبريل الرجوب ({الشرق الأوسط})
TT

ملامح {انفراج} لأزمة مباراة السعودية وفلسطين {رغم الانسحاب}

الأخضر السعودي أعلن انسحابه رسميا من مباراة فلسطين المقبلة (أ.ف.ب)  -  أحمد عيد ({الشرق الأوسط})  -  جبريل الرجوب ({الشرق الأوسط})
الأخضر السعودي أعلن انسحابه رسميا من مباراة فلسطين المقبلة (أ.ف.ب) - أحمد عيد ({الشرق الأوسط}) - جبريل الرجوب ({الشرق الأوسط})

كشفت مصادر مطلعة لـ{الشرق الأوسط} عن تحركات إبجابية في دهاليز الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم, قد تثمر عن قرار مهم يتمثل في الموافقة على نقل المباراة أمام المنتخب السعودي إلى أرض محايدة, على أن يصدر القرار {اليوم} على أبعد تقدير.
بعد نحو 5 أشهر من المفاوضات مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، أعلن نظيره السعودي أمس وبشكل رسمي اعتذاره عن اللعب في رام الله في المباراة المقررة في الجولة الخامسة من تصفيات كأس العالم 2018 بروسيا وتصفيات كأس آسيا المؤهلة للنهائيات التي ستقام في الإمارات عام 2019.
وأرسل الاتحاد السعودي لكرة القدم خطابا رسميا إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم يبلغه بالاعتذار عن خوض المباراة لأسباب أمنية، مرفقا كثيرا من المبررات التي يراها سببا في عدم قدرته على اللعب هناك، من بينها تصريحات مسجلة وموثقة تلفزيونيا تؤكد أن الوضع في رام الله خطير على الصعيد الأمني فضلا عن رفض المدير الفني للمنتخب السعودي الهولندي فان مارفيك باعتذاره عن مرافقة الأخضر إلى رام الله خشية على نفسه والطاقم الذي يعمل معه.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل ذكرت وسائل إعلام محلية أمس الثلاثاء أن ماليزيا ستطلب من الاتحاد الدولي لكرة القدم لثالث مرة نقل مباراتها خارج ملعبها أمام المنتخب الفلسطيني الأسبوع المقبل في تصفيات كأس العالم إلى ملعب محايد.
وقالت ماليزيا إن المباراة المقررة يوم 12 نوفمبر (تشرين الثاني) باستاد دورا في الخليل لا يجب أن تقام بسبب مخاوف أمنية بعد موجة من العنف استمرت شهرا في الضفة الغربية.
ونقلت صحيفة «مالاي ميل» عن حميد الدين أمين الأمين العام للاتحاد الماليزي لكرة القدم قوله: «نحن على دراية بالموقف وسنكتب إلى الفيفا لإبداء مخاوفنا». وأضاف: «طلبنا منهم نقل المباراة مرتين من قبل لكننا لن نتوقف عن فعل ذلك مجددا».
وبحسب مصادر رسمية لـ«الشرق الأوسط» فإن اتحاد تيمور الشرقية بصدد مخاطبة فيفا أيضًا برفضه السفر إلى رام الله كون اللعب فيها مخاطرة على الصعيد الأمني وأنه يطالب بنقل المباراة إلى دولة مجاورة لفلسطين.
وبحسب المصادر فإن تزايد الطلبات القادمة من الاتحادات الآسيوية التي تلعب مع المنتخب السعودي في ذات المجموعة قد تضطر فيفا إلى إعادة النظر في قراره باعتماد مباراة فلسطين والسعودية المقررة غدا الخميس في رام الله ونقلها إلى ملعب محايد ما دام أن ثلاثة منتخبات (السعودية وماليزيا وتيمور الشرقية) يرفضون السفر إلى رام الله لدواعٍ أمنية.
وأكثر ما يخشاه السعوديون بعد قرار الاعتذار عن خوض المباراة وإصرار فيفا على اعتباره خاسرا أن لا تكتفي لجنة الانضباط في الاتحاد الدولي لكرة القدم بعقوبة خسارة المباراة 3 – 0 وغرامة مالية، وذلك وفق المادة الـ56 الفقرة الأولى، وأن يذهب رئيس وأعضاء لجنة الانضباط إلى الفقرة الثانية من ذات المادة التي تشير إلى الإبعاد عن التصفيات كون هذه الخطوة تعني تغييب المنتخب السعودي عن تصفيات كأس العالم والمونديال 2018 وكذلك تغييبه عن كأس آسيا في الإمارات 2019 وعدم خوضه أي مباراة رسمية دولية حتى 2020.
وكشف مصدر موثوق في الاتحاد السعودي لكرة القدم لـ«الشرق الأوسط» أنهم يملكون خطابات رسمية تدين اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي راوغ كثيرا وسعى إلى المماطلة في اتخاذ أي قرار بهدف كسب مصالح سياسية على حساب «كرة القدم»، فضلا عن موافقات رسمية قام بإرسالها للاتحاد السعودي لكرة القدم تضمنت «موافقات حاسمة باللعب في المكان الذين يحدده السعوديون»، لكنه كان يتراجع ويخل بوعوده عشرات المرات خلال مفاوضاته مع المسؤولين في اتحاد الكرة. ويشدد المصدر: «طلب إقامة المباراة في الجزائر ووافقنا بخطابات رسمية لكنها تراجع عن هذه الخطوة كما وافق على إقامتها في ملاعب محايدة ووافقنا، لكنه تراجع أيضًا، كما وافق على إقامة المباراتين حتى في السعودية وتراجع، وهو ما يعني أنه كان غير صادق في كثير من تصريحاته وخطاباته الرسمية».
من ناحيته، قال عدنان المعيبد، عضو الاتحاد السعودي والمتحدث الرسمي: «تقدمنا بخطاب رسمي نعلن فيه الانسحاب من المباراة أمام منتخب فلسطين، التي كان من المفترض أن تقام غدا الخميس على ملعب الشهيد فيصل الحسيني في رام الله في الجولة الخامسة لمنافسات المجموعة الأولى للتصفيات المزدوجة».
وباءت محاولات الاتحاد السعودي لنقل المباراة إلى ملعب محايد بالفشل بعد تمسك مسؤولي الاتحاد الفلسطيني بإقامة المباراة في رام الله.
يذكر أن المنتخب السعودي يتصدر المجموعة الأولى برصيد 12 نقطة بعد اعتباره فائزًا بنتيجة 3 - صفر في مباراة ماليزيا التي شهدت أعمال شغب من الجمهور الماليزي.
وجاء قرار فيفا بعد اجتماع اللجنة المختصة بتصفيات كأس العالم برئاسة خوان انخل نابوت، علما بأن الاتحاد الدولي قرر في بادئ الأمر إقامة المباراة على ملعب محايد، لكن الاتحاد الفلسطيني اعتبر القرار «ظالما»، فاستضاف فيفا بعدها رئيسي الاتحادين الفلسطيني جبريل الرجوب والسعودي أحمد عيد لبحث الموضوع قبل أن يتخذ قرارا ثانيا بتأجيل المباراة التي كانت مقررة في الثالث عشر من الشهر الماضي إلى موعد لاحق بعد اعتراض السعودية على إقامتها في رام الله والخضوع للإجراءات الإسرائيلية من أجل المرور إلى الضفة الغربية.
وكان للاتحاد الإماراتي لكرة القدم موقف من هذه المباراة كون منتخبه يلعب في المجموعة ذاتها، وهو طالب فيفا بإقامتها في أسرع وقت ممكن، وذلك حفاظا على مبدأ التكافؤ بين جميع منتخبات المجموعة الأولى.
وسبق للإمارات أن لعبت مع فلسطين على ملعب فيصل الحسيني في رام الله وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، وهي ترى أن إقامة مباراة السعودية مع فلسطين في ملعب محايد يضر بمبدأ تكافؤ الفرص.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».