ليبيا: «المؤتمر الوطني» يؤكد التزامه بالديمقراطية رغم أعمال العنف

تقارير أفادت بوقوع هجوم مسلح على منزل اللواء خليفة حفتر القائد العام السابق للجيش الليبي

ليبيا: «المؤتمر الوطني» يؤكد التزامه بالديمقراطية رغم أعمال العنف
TT

ليبيا: «المؤتمر الوطني» يؤكد التزامه بالديمقراطية رغم أعمال العنف

ليبيا: «المؤتمر الوطني» يؤكد التزامه بالديمقراطية رغم أعمال العنف

أكد المؤتمر الوطني العام في ليبيا، أعلى سلطة سياسية بالبلاد، اليوم الاثنين، أنه مصمم على مواصلة العملية الديمقراطية، رغم أعمال العنف التي استهدفت نوابا وأعضاء في مجالس محلية.
وقال رئيس المؤتمر، نوري أبو سهمين، في خطاب بثه التلفزيون: «أؤكد لكم أننا مصممون على مواصلة طريق ثورة 17 فبراير (2011 التي أطاحت نظام معمر القذافي) وماضون على المسار الديمقراطي».
وكان أبو سهمين يتحدث بعد ساعات على اقتحام عشرات المتظاهرين مقر المؤتمر الوطني العام في طرابلس، حيث جرح نائبان.
ويطالب المتظاهرون بحل «المؤتمر العام»، ويحتجون على «خطف» متظاهرين السبت من المشاركين في اعتصام أمام مقر المؤتمر بوسط العاصمة الليبية.
وعبر أبو سهمين عن أسفه لاقتحام البرلمان، عادا إياه «اعتداء صارخا تعرض له المؤتمر الوطني العام مقر السيادة الشرعية، المؤتمر الذي انتخبه الشعب».
ودعا الثوار السابقون الذين قاتلوا نظام القذافي إلى حماية العاصمة ومؤسسات الدولة، وقال شهود عيان إن مجموعة من «الثوار» تساندهم سيارات بيك آب مزودة بمدفعيات مضادة للطيران انتشروا حول مقر المؤتمر الوطني العام اليوم.
من جهة أخرى، أفادت تقارير ليبية اليوم الاثنين بوقوع هجوم مسلح على منزل اللواء خليفة حفتر القائد العام السابق للجيش الليبي، الذي هدد باعتقال رئيسي السلطتين التشريعية والتنفيذية في البلاد وأعضائها إذا حاولوا دخول المنطقة الشرقية لليبيا.
ونقلت وسائل إعلام ليبية عن مصدر قوله إن مجموعة مسلحة قامت بقصف منزل حفتر بحي الزيتون في مدينة بنغازي من الخارج، مشيرا إلى أن منفذي الهجوم لاذوا بالفرار.
يشار إلى أن اللواء خليفة حفتر دعا إلى عدد من الخطوات التي وصفت بـ«الانقلاب العسكري» أخيرا، حيث دعا الشهر الماضي في تسجيل مصور وهو يرتدي الزي العسكري، إلى تعليق عمل «المؤتمر الوطني» وتشكيل هيئة رئاسية تتولى حكم البلاد إلى أن تجرى انتخابات جديدة، ووصف دعوته بأنها «خريطة طريق» وليست محاولة للانقلاب، وأطلق تهديدات توعد فيها باعتقال أعضاء المؤتمر الوطني العام، وحكومة رئيس الوزراء علي زيدان، وهدد من يحاول الهرب عبر المطارات بإلقاء القبض عليه.
ولم يصدر أي بيان أو تصريح رسمي من البرلمان أو الحكومة الانتقالية التي يترأسها زيدان، بينما قالت السلطات الليبية في وقت سابق إن المدعي العام العسكري قد أصدر رسميا مذكرة باعتقال حفتر بتهمة السعي لتدبير انقلاب عسكري والسيطرة على السلطة بالقوة.
وكان عمر حميدان، الناطق الرسمي باسم «المؤتمر الوطني»، قال في وقت سابق إن مسألة اعتقال حفتر هي مسألة وقت فقط، مؤكدا أنه لا يمثل أي خطر على المؤسسة العسكرية أو الوضع السياسي في البلاد. لكن مصادر رسمية ونشطاء في بنغازي تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» عن «صعوبة تنفيذ هذا الاعتقال، نظرا إلى شعبية حفتر في المدينة، بالإضافة إلى وجود قوات عسكرية تتولى تأمينه».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.