عريقات يحذر من استحالة استمرار السلطة الفلسطينية في مفاوضات السلام

وزير الخارجية المصري قال إن «احتمالات النجاح محدودة»

صائب عريقات
صائب عريقات
TT

عريقات يحذر من استحالة استمرار السلطة الفلسطينية في مفاوضات السلام

صائب عريقات
صائب عريقات

قال كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات إن الجانب الفلسطيني سيلجأ إلى سيناريوهات بديلة في حال فشل المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بشأن الاتفاق الإطاري الذي يمهد لاتفاق سلام شامل بين الطرفين، محذرا من أن استمرارية السلطة الفلسطينية بالشكل الحالي مستحيلة في ظل الشروط التعجيزية التي يضعها المفاوض الإسرائيلي.
وأعرب عريقات خلال كلمته أمس أمام الاجتماع السابع لمجلس أمناء مؤسسة «ياسر عرفات» بمقر الجامعة العربية بالقاهرة عن اعتقاده بأن الجانب الإسرائيلي يهدف إلى «كسب الوقت» فقط، وهو تقدير شاركه فيه وزير الخارجية المصري نبيل فهمي الذي قال: إن «المعطيات الحالية تؤشر إلى أن احتمالات النجاح محدودة».
وأضاف كبير المفاوضين الفلسطينيين خلال كلمته أمام الاجتماع الذي حضره أمس الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، والرئيس الشرفي لمجلس الأمناء بالمؤسسة عمرو موسى، ووزير الخارجية المصري أنه «في حال فشل المفاوضات والمقرر نهايتها في 29 أبريل (نيسان) المقبل برعاية أميركية سنذهب إلى المؤسسات الدولية لتصبح فلسطين دولة تحت الاحتلال وتحويل المجلس الوطني الفلسطيني إلى برلمان».
وتدخل عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، منعطفا حاسما خلال الأسبوعين المقبلين بعدما دخل الرئيس الأميركي باراك أوباما، على خط المفاوضات مباشرة، في مسعى لإعطاء دفع لاتفاق إطاري بين الطرفين، بعد أن تعثر وزير خارجيته جون كيري في الوصول إلى صيغة يتفق عليها الجانبان.
وأكد عريقات خلال كلمته على ضرورة مواجهة الجانب العربي لاستراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتي تقوم على «سلطة فلسطينية من دون سلطة واحتلال من دون تكلفة، والإبقاء على غزة خارج القطاع الفلسطيني».
وقال عريقات إن «المطلوب كسر هذه الاستراتيجية الإسرائيلية التي تشكل تحديا كبيرا للجانب الفلسطيني والعربي»، منبها إلى أن استمرارية السلطة الفلسطينية بالشكل الحالي مستحيلة في ظل الشروط التعجيزية التي تضعها إسرائيل في مفاوضاتها والتي تهدف منها فقط لكسب الوقت ومن ثم اتهام الجانب الفلسطيني بالتسبب في فشل هذه المفاوضات على غير الحقيقة.
وكشف عريقات أن الجانب الفلسطيني لم يتلق حتى الآن أي كتابات خطية من الإدارة الأميركية فيما يتعلق بأي بنود خاصة بـ«الاتفاق الإطار» مع الجانب الإسرائيلي. وبدأ نتنياهو أمس زيارة إلى الولايات المتحدة يلتقي خلالها أوباما. ومن المقرر أيضا أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، أوباما في 17 من الشهر الجاري.
وقال عريقات إن سلوك الإدارة الأميركية يرتكز على مسارين، الأول يقوم على ما يريد العرب سماعه فيما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967. والمسار الثاني يقوم على تسريب بالونات اختبار عبر وسائل الإعلام معظمها أكاذيب وليست حقيقة بهدف إثارة البلبلة.
وأكد عريقات أن المطلوب أن تكون هناك ركائز وأسس للمفاوضات وهو ما أكد عليه الرئيس الفلسطيني أبو مازن من خلال رسائل إلى كل من الرئيس الأميركي، ووزير خارجيته، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. وأشار عريقات إلى أن رسائل أبو مازن تتمثل في أنه لا يمكن القبول بقيام دولة فلسطينية من دون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لها، بالإضافة إلى قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين، والتأكيد على ما نص عليه القانون الدولي من حق العودة بجانب ضرورة الانسحاب التدريجي للاحتلال الإسرائيلي بحيث لن يقبل بوجود أي جندي إسرائيلي على الأرض الفلسطينية.
ولفت عريقات إلى معضلات تواجه المشروع الوطني الفلسطيني خاصة ما يتعلق بقطاع غزة، عادا أنه لا دولة فلسطينية من دون قطاع غزة وأنه لا دولة في قطاع غزة. وأوضح أن بقاء حماس في قطاع غزة كان يعتمد على نظام الإخوان المسلمين في مصر، متسائلا: «على من تعتمد حماس بعد سقوط الإخوان؟». وأجاب: «تعتمد على إسرائيل».
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري خلال كلمته إن الشعوب العربية من خلال إصرارها على ممارسة دورها في صياغة مستقبلها، ستأخذ موقفا حاسما كي ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة نحو إقامة دولته المستقلة علي كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية.
وقدم الوزير فهمي عرضا خلال النقاش للرؤية المصرية للمسار الحالي للمفاوضات وكذلك لمواقف وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة من واقع اتصالاته معهما، وأضاف فهمي أنه أكد خلال حديث المطول مع نظيره الأميركي على أهمية الالتزام بالمبادئ الرئيسية الخاصة بقضايا القدس والأمن والحدود واللاجئين، موضحا أن كيري لم يصل حتى الآن إلى نقطة تقريبية بين المواقف الفلسطينية والإسرائيلية.
وحث الوزير فهمي الجانب الفلسطيني على أن يستمر في التفاوض حتى انتهاء الإطار الزمني المتفق عليه، آخذا في الاعتبار أن المعطيات الحالية تؤشر إلى أن احتمالات النجاح محدودة، وأنه من الأهمية بمكان أن يضع الجانب الفلسطيني استراتيجية ورؤية واضحة لمرحلة ما بعد التفاوض، وأن يأتي ذلك بالتنسيق الكامل مع الدول العربية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.