تركيا تعتقل عضوًا سابقًا في «الائتلاف» السوري بتهمة التعامل مع نظام الأسد.. و«داعش» يقتل ناشطين في مدينة أورفا

معلومات عن أن وليد العمري كان يستعد لتنفيذ عمليات عبر فريق مهرب

تركيا تعتقل عضوًا سابقًا في «الائتلاف» السوري بتهمة التعامل مع نظام الأسد.. و«داعش» يقتل ناشطين في مدينة أورفا
TT

تركيا تعتقل عضوًا سابقًا في «الائتلاف» السوري بتهمة التعامل مع نظام الأسد.. و«داعش» يقتل ناشطين في مدينة أورفا

تركيا تعتقل عضوًا سابقًا في «الائتلاف» السوري بتهمة التعامل مع نظام الأسد.. و«داعش» يقتل ناشطين في مدينة أورفا

اعتقلت السلطات التركية، أمس، عضو الائتلاف السوري المعارض السابق، وليد العمري، إضافة إلى شاب سوري، في مدينة إسطنبول، يشتبه بأنهما يعملان لصالح استخبارات النظام السوري، وفق ما أكّدت مصادر في المعارضة، بينما عثر صباحا، على أحد أعضاء «تجمّع الرقة تُذبح بصمت» المناهض لـ«داعش»، وناشط سابق معها مقطوعي الرأس داخل منزل أحدهما في مدينة أورفا، بجنوبي تركيا. ولقد تبنى التنظيم في وقت لاحق العملية، قائلا إنها أتت ردّا على إعلان «ثوار الرقة» عن اقتراب ساعة الصفر لتحرير منطقتهم.
وفي حين أشارت مصادر في المعارضة السورية، لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ شكوكا كانت تحيط بوليد العمري لجهة تواصله مع النظام، قالت «وكالة أناضول» التركية إن المشتبهين الذين اعتقلتهما السلطات التركية، وسمتهما أحمد د. ووليد آ. أوقفا في عمليتين أمنيتين في منطقتي زيتين بورنو، وبي أوغلو في مدينة إسطنبول، بالتعاون بين فرق مكافحة الإرهاب والمخابرات التركية.
هذا، ضبطت السلطات التركية بحوزة المشتبه أحمد د. جهازًا إلكترونيًا وخريطة لمدينة إسطنبول، وتبين بحسب «الأناضول» إرسال إحداثيات مناطق في محيط بعض القنصليات في حي بايوغلو، إلى مركز في دمشق عبر قمر صناعي، وفق المعطيات التي توصل إليها خبراء فحصوا الجهاز.
وأوضحت الوكالة أن وليد أ. الذي أوقف في حي زيتين بورنو، كان «يعد لتنفيذ عمليات في عموم تركيا ترمي لإثارة الرأي العام، عبر فريق خاص سيأتي من سوريا، تواصل مع مهرّبين بغية تسريع دخول الفريق».
ما يستحق الذكر أن «الائتلاف» المعارض كان أسقط في يونيو (حزيران) الماضي عضوية العمري بعد خلافات وصلت للتضارب بينه وبين رئيس «الائتلاف» خالد الخوجة. وقال «الائتلاف» في حينه، إنّه «بسبب تجاوز القواعد الأساسية لاجتماعات الهيئة العامة بما يخالف القانون الداخلي ويتعدى على احترام القواعد والقوانين الديمقراطية الناظمة لعمل مؤسسة الائتلاف، وبشكل لا يليق بتمثيل الثورة السورية».
في غضون ذلك، ذكرت وكالة الأنباء التركية أنه عثر على «صحافيين سوريين مقطوعي الرأس»، مشيرة إلى أن الشرطة التركية أوقفت سبعة سوريين.
وأوضح أبو إبراهيم الرقاوي، مؤسّس تجمّع «الرقة تُذبح بصمت» خلال تصريح أدلى به لـ«الشرق الأوسط»: «نفّذ داعش تهديده لنا بقتل إبراهيم عبد القادر الذي كان لا يزال ناشطا في التجمّع، بينما سبق لفارس حمادي، أن ترك العمل في الحملة خوفًا على عائلته بعد تهديدات وصلت إليه من التنظيم». وجاءت هذه العملية بعد يومين من تكريم نظم في العاصمة الأميركية في واشنطن لمبادرة «الرقة تُذبح بصمت» التي ساهم عبد القادر في تأسيسها، وحصلت على جائزة America Abroad Media للصحافة.
وأوضح أبو إبراهيم: «منذ بدء حملتنا كنا نتلقى تهديدات من التنظيم وقد سبق له أن نفذ التهديد بقتله أعضاء في الرقة لكنها المرّة الأولى التي يقتلون فيها ناشطين خارج سوريا، ما يؤكد أنّ الحملة تؤثر سلبًا على داعش ولذا فهم يحاولون إيقافنا بكل الوسائل. لكننا لم ولن نتراجع عن حملتنا».
ورأى أبو إبراهيم: «إن الطريقة التي نفذت بها عملية القتل تبدو رسالة لنا، إذ بعدما تم قتلهما برصاصة في الرأس عادوا وقطعوا رأسيهما». وظهرًا، أطلق حساب مقرّب من «داعش»، باسم «سُراقة الشامي» في «تويتر» تغريدة تتبنى العملية، قال فيها: «خرج أمس المرتد أبو عيسى (قائد لواء ثوار الرقة) يقول بأن تحرير الرقة قريب وقد بدأت ساعة الصفر. فجاء رد المجاهدين بذبح اثنين من نشطائه في عقر دارهم».
من جهة ثانية، قال أبو محمد، وهو أحد مؤسسي «الرقة تُذبح بصمت» لوكالة الصحافة الفرنسية: «عثر على عبد القادر (20 سنة)، وهو أحد أعضاء فريقنا، وصديقه فارس حمادي مقطوعي الرأس في منزل الأخير في مدينة أورفا التركية». وأوضح أبو محمد أن صديقًا آخر للرجلين قصد منزل حمادي وطرق على الباب مرات عدة قبل أن يدخل إلى المنزل ويجدهما مضرّجين بدمائهما، مشيرا إلى أن عبد القادر يقيم في تركيا منذ أكثر من سنة، وهو وصديقه (وهو في العشرينات من عمره) يتحدران من مدينة الرقة، أبرز معاقل «داعش» في شمال سوريا.
وكانت حملة «الرقة تُذبح بصمت» قد اتهمت التنظيم بالوقوف خلف عملية القتل. وكتبت عبر صفحتها في «فيسبوك»: «فريق الرقة تُذبح بصمت ينعى استشهاد أحد أعضاء الحملة الشاب إبراهيم عبد القادر والصديق فارس حمادي بعدما وجدا منحورين على يد داعش الغدر في مدينة أورفا التركية».
هذا، وتنشط الحملة سرًا منذ أبريل (نيسان) 2014 في الرقة حيث توثق انتهاكات التنظيم المتطرف بعدما باتت المدينة محظورة على الصحافيين إثر عمليات خطف وذبح طالت عددا منهم. ولقد تعرض عدد من ناشطي الحملة للاعتقال والقتل داخل سوريا، لكنها المرة الأولى التي يجري فيها قتل أحد ناشطيها خارج سوريا. ولقد سبق أن قتل 5 ناشطين على يد «داعش» في الرقة، وفق أبو إبراهيم، لافتًا إلى أنّه جرى إعدام أحد المؤسسين واسمه المعتز بالله في مايو (أيار) 2014، وفي يوليو (تموز) 2015 نشر التنظيم فيديو يظهر اثنين من ناشطي الحملة، حمل عنوان: «هم العدو فاحذروهم»، وقبل نحو شهرين قتل «داعش» ناشطين ووالد أحدهما.
للعلم، سيطر التنظيم المتطرف على مدينة الرقة في يناير (كانون الثاني) عام 2014 بعد معارك عنيفة خاضها مع مقاتلي المعارضة الذين كانوا استولوا عليها من النظام في مارس (آذار) 2013.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».