التغيرات الميدانية في سوريا بعد شهر من التدخل العسكري الروسي

الغارات حصدت نحو 600 قتيل في 10 محافظات ونفذ سلاح الجو الروسي 1391 طلعة ودمر 1623 هدفا

التغيرات الميدانية في سوريا بعد شهر من التدخل العسكري الروسي
TT

التغيرات الميدانية في سوريا بعد شهر من التدخل العسكري الروسي

التغيرات الميدانية في سوريا بعد شهر من التدخل العسكري الروسي

بعد شهر كامل من شن طائرات سلاح الجو الروسي غارات جوية في سوريا، وتوفيرها غطاء جويًا للعمليات البرية التي ينفذها جيش النظام السوري في البلاد، أفاد تقرير بأن الغارات الروسية طالت معظم المحافظات، وتسببت بمقتل نحو 600 شخص.
حسب التقرير، الذي نشرته «وكالة الصحافة الفرنسية» شنت الطائرات الروسية غارات في عشر محافظات من أصل 14 محافظة، بينها الرقة ودير الزور معقلا تنظيم داعش في شمال سوريا وشرقها. غير الغارات تركزت بشكل أساسي على محافظات حماه (وسط) وإدلب (شمال غرب) واللاذقية (غرب) وحلب (شمال) وحمص (وسط)، حيث بدأت قوات النظام بإسناد جوي روسي عمليات برية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ضد الفصائل الإسلامية والمقاتلة. وخلال الأسبوع الحالي، استهدفت طائرات حربية روسية للمرة الأولى محافظة درعا (جنوب)، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، حيث لا وجود لـ«داعش»، موسعة بذلك نطاق عملياتها الجوية.
وفي المقابل، بقيت أربع محافظات بمنأى عن الغارات الروسية، هي الحسكة (شمال شرق) الخاضعة بمجملها لسيطرة الميليشيات الكردية، فيما تتمركز قوات النظام في مركز المحافظة أي مدينة الحسكة، ومحافظتي السويداء (جنوب) ذات الغالبية الدرزية، وطرطوس (غرب)، اللتين تسيطر عليهما قوات النظام، بالإضافة إلى محافظة القنيطرة في هضبة الجولان حيث تتقاسم فصائل معارضة وإسلامية وقوات النظام السيطرة.
من جهة ثانية، أورد التقرير أن سلاح الجو الروسي نفّذ منذ بدء حملته 1391 طلعة جوية ودمّر 1623 هدفًا – وصفتها الجهات الحكومية في موسكو بـ«الإرهابية» – كما جاء على لسان قائد العملية العسكرية في سوريا الجنرال آندريه كارتابولوف، بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية أمس. وتجدر الإشارة إلى أن لدى روسيا اليوم منشآت لوجستية عسكرية في ميناء طرطوس، على البحر الأبيض المتوسط، لكنها تتخذ من مطار حميميم إلى الجنوب من مدينة اللاذقية قاعدة عسكرية لعملياتها الجوية.
وبحسب بيانات وزارة الدفاع الروسية، تستخدم موسكو طائرات حربية من طراز «سوخوي سو - 24» و«سوخوي سو - 25» و«سوخوي سو - 30» و«سوخوي سو - 34». ووفقًا للوزارة الروسية فإن هليكوبترات حربية روسية منشورة أيضًا في سوريا، لكنها لم تتطرق إلى استخدامها أم لا، في البيانات التي تصدرها حول الغارات الجوية.
وعلى صعيد آخر، في السابع من أكتوبر، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن أربع سفن من أسطول بحر قزوين أطلقت 26 صاروخًا على 11 هدفًا لتنظيم داعش في سوريا. وأرسلت روسيا كذلك المئات من المظليين وعناصر القوات البحرية لضمان أمن منشآتها في طرطوس واللاذقية، في محافظتي طرطوس واللاذقية حيث تتركز الأقلية العلوية التي ينتمي إليها رئيس النظام السوري بشار الأسد، من دون أن يشارك هؤلاء في العمليات العسكرية على الأرض، على حد قولها.
هذا، وتزعم روسيا أن حملتها الجوية تستهدف تنظيم داعش ومجموعات أخرى تصفها بـ«إرهابية» أخرى، لكن دولا غربية وعربية عدة تتهمها بتعمد استهداف الفصائل المعارضة المعتدلة التي تواجه قوات النظام أكثر من تركيزها على الجماعات المتطرفة. وهنا نشير إلى أنه في الكثير من المحافظات التي تستهدفها الغارات الروسية، ومنها حماه وإدلب واللاذقية، لا وجود فعليا لتنظيم داعش. وحقًا، تتهم الفصائل المعارضة المعتدلة، المدعومة من الولايات المتحدة، موسكو باستهدافها، ومن بينها لواء «صقور الجبل» الذي أعلن في السابع من أكتوبر أن الغارات الروسية دمّرت مستودعاته الرئيسية في ريف حلب الغربي.
من جانب آخر، بدأ جيش النظام السوري والميليشيات الطائفية الموالية والتابعة له بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني في السابع أكتوبر، هجومًا بريًا بغطاء جوي روسي في ريف محافظة حماه الشمالي، واستهدف الهجوم بالذات مجموعة من القرى والبلدات القريبة من طريق دمشق - حلب الدولي. كذلك شهد ريف حماه الشمالي والشمالي الشرقي أول تنسيق عسكري بين قوات النظام والطائرات الروسية. وتمكن الجيش من السيطرة على قرى المغير والبحصة وعطشان، لكنه خسر قرى سكيك ولحايا ومعركبة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وفي ريف محافظة اللاذقية الشرقي، سيطرت قوات النظام على غالبية تلال الجب الأحمر باستثناء التل الأهم المشرف على سهل الغاب وجسر الشغور وريف محافظة إدلب الجنوبي الغربي. وتحظى منطقة سهل الغاب بأهمية استراتيجية وهي عبارة عن مثلث يصل محافظات حماه واللاذقية وإدلب.
وشمالاً، تمكنت قوات النظام في ريف محافظًا حلب الجنوبي من السيطرة وفق «المرصد» على ست قرى وعدد من التلال والمزارع المحيطة بها، بينما ادعى جيش النظام أنه سيطر «على خمسين قرية ومزرعة» في المنطقة تبلغ مساحتها «أكثر من 120 كيلومترًا مربعًا».
وفي المقابل، خسرت قوات النظام اثر هجوم عنيف شنه «داعش» جزءًا من طريق خناصر - أثريا الحيوي الذي تستخدمه لنقل إمداداتها من وسط البلاد باتجاه مناطق سيطرتها في مدينة حلب، حيث يعاني مئات الآلاف من السكان في الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام من حصار خانق.
أما فيما يتعلق بعدد الضحايا بعد التدخل الروسي، فقد أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» يوم أول من أمس (الخميس) أن مراسليه على الأرض سجلوا مقتل 595 شخصا جراء الغارات الروسية منذ انطلاقها، بينهم 185 مدنيا، 48 منهم من الأطفال. في حين يتوزع القتلى في صفوف المقاتلين البالغ عددهم الإجمالي 410 بين «279 مقاتلا من الفصائل المعارضة وجبهة النصرة و131 عنصرًا من تنظيم داعش». ومع ملاحظة أن روسيا أعلنت من جهتها أنها قتلت 300 «إرهابي» على الأقل في غارات على حلب والرقة فقط، من دون تفاصيل إضافية، في موازاة نفيها بشدة استهداف أو قتل مدنيين.
ومعلوم، أن الحملة الروسية تتزامن مع حملة غارات أخرى يشنها الائتلاف الدولي والعربي منذ 23 سبتمبر 2014 ضد تنظيم داعش.
وبحسب «المرصد» قُتل 3650 شخصًا على الأقل جراء غارات الائتلاف منذ انطلاقها حتى 23 أكتوبر 2015. ويتوزّع القتلى بين 226 مدنيًا و3276 مقاتلاً من «داعش» و136 مقاتلا على الأقل من «جبهة النصرة» و11 آخرين من فصائل معارضة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.