«حلب الجديدة».. مشروع مهندس ألماني لإيواء اللاجئين السوريين

قال إنها فرصة كي يحقق حلمًا كان يراوده

رسم تخيلي لمشروع مدينة «حلب الجديدة»
رسم تخيلي لمشروع مدينة «حلب الجديدة»
TT

«حلب الجديدة».. مشروع مهندس ألماني لإيواء اللاجئين السوريين

رسم تخيلي لمشروع مدينة «حلب الجديدة»
رسم تخيلي لمشروع مدينة «حلب الجديدة»

إلى جانب اللاجئين الذين فُرزوا للسكن في مبانٍ يتوفر فيها الحد الأدنى من الشروط المعيشية؛ فكل عائلة تسكن في غرفة واحدة وتتقاسم الحمّام والمطبخ مع عشرات من بلدان مختلفة، ما زال آلاف اللاجئين في ألمانيا يعيشون في حاويات أو خيم إلى حين البث بطلبات لجوئهم وإعطائهم الحق بالبقاء أو التسفير، ما يعني أن هذه الآلاف تحتاج قريبا وبسرعة إلى مئات، بل آلاف المساكن، فالمساكن المتوفرة حاليا لا تكفي لاستقبال نحو نصف مليون سوري وهو الرقم الذي ذكره مؤخرا وزير الداخلية الاتحادي توماس دي ميزيار. وهذا الوضع دفع أحد أشهر المهندسين المعماريين في ألمانيا لوضع خطط لمدينة خاصة باللاجئين السوريين بالتحديد.
مانفردي أوسترفيلد مهندس ومخطط إنشاء مدن بكاملها وفوق لوحة الرسم في مكتبه وضع مخططات لإنشاء الكثير من الأحياء في مدن كبيرة في إيران ولبنان والصين، وغيرها. وتوفرت له الفرصة الآن كي يحقق حلما كان يراوده، حسب قوله، ويساعد الهاربين من نيران الحروب كي يجدوا سقفا فوق رؤوسهم ولا يضطرون للانتقال إلى بيئة مختلفة تماما عن بيئتهم. المشروع السكني الذي وضعه المهندس أوسترفيلد يشكل بلدة صغيرة فيها كل ما يحتاجه السوري لحياته كما في البلاد، وسماها «مدينة البيت الذكي» أو «حلب الجديدة» لتنظيم المهاجرين حياتهم الجديدة في أوروبا إلا أنه لم يتم تحديد مكانه بعد. ويريد المهندس الألماني تزويد «حلب الجديدة» التي يمكن إسكان 30 ألف شخص فيها بكل المرافق الحيوية، بشقق للسكن ومدارس ومستشفيات وأماكن للرياضة وقاعات سينما وورشة عمل ومحلات تجارية والكثير من المساحات الخضراء وشوارع ومقاهٍ ومكان لبناء مسجد، وكل ذلك كي يشعر اللاجئون السوريون بارتياح. ليس هذا فقط، بل سوف يدعون للمساهمة بالتخطيط والبناء والإدارة، بعد تأهيلهم وتحضيرهم عبر برامج معينة لكيفية تقبل الواقع الألماني وحياتهم الجديدة. وحسب قول المهندس فسوف تصمم «مدينة البيت الذكي» بألوان حيوية مختلفة يضاف إليها بعض المعالم الهندسية من الوطن كي يعثر الساكن فيها على هويته من جديد. ومع أن السلطات المسؤولة أعطت الضوء الأخضر لهذه المشروع فإنها لم تعلن عن استعدادها لتحمل تكاليف تنفيذه وتصل إلى 500 مليون يورو، لكن إذا أبدى مستثمرون استعدادا للتمويل فإن أول ساكن سيدخل شقته خلال عام من بدء البناء، بعدها يجب التحاقه بدورات تعلم اللغة الألمانية والاندماج في المجتمع الجديد. وما يجدر ذكره أن ألمانيا تحتاج لهذا العام وبسرعة إلى أكثر من 270 ألف مسكن جديد من أجل إسكان من تتم الموافقة على طلب لجوئه، وتدخل وزارة البناء في الحسبان أن تكون الحاجة للعام المقبل 350 ألف مسكن، لكن أين سوف تبنى هذه المساكن وكيف؟ جواب لم تعطِ الحكومة الألمانية ردا عليه. عدا عن ذلك ينظر المسؤولون في بلديات المدن والبلدات، حيث وجود اللاجئين وبالأخص السوريين، بتشاؤم إلى مشروع «حلب الجديدة»، حتى إنهم لا يفكرون به، فما يشغلهم الآن هو تنظيم أوضاع الموجودين أو الآتين إليهم وتوفير أماكن مبيت لهم بسرعة مع اقتراب موسم الشتاء القارس، إذا يكاد يتوفر الوقت للتفكير في المستقبل وسكن دائم، ولا سيما أنه من المتوقع تزايد عدد اللاجئين أيضًا في فصل الشتاء. وبدأ المهندسون والمخططون الآن بوضع خطط لترميم المباني التي هجرها سكانها منذ سنوات أو البحث عن مساكن.
وعدا عن الأسئلة حول تكاليف المشروع وموقعه والجهة الممولة له ينظر إليه الكثير من المواطنين في ألمانيا بعين الريبة كما يقول بعضهم إنه سوف يكون هدفا للمجموعات اليمنية المتطرفة، فكل يوم تقريبا يحرق مأوى أو مخيم للاجئين، وهنا حذر كريستيان لانغنيفيلد رئيس مجلس الخبراء في المؤسسة الألمانية للاندماج ورعاية شؤون المهاجرين منه أو من إنشاء أحياء خاصة باللاجئين، إذ من المهم اندماجهم بسرعة في المجتمع الألماني وإنشاء علاقات بينهم وبين السكان المحليين ومشاركتهم في الحياة اليومية ويجب أن ينعكس ذلك على الأماكن التي سوف يسكنون فيها. وبدلا من تخصيص الملايين من أجل بناء مشروع المدينة الذكية بالإمكان الاستعانة بمبانٍ قائمة حاليا وجزء كبير منها غير مسكون منها مبنى من 11 طابقا في برلين العاصمة وهو خالٍ منذ عشرة أعوام، إذ يمكن بأموال قليلة إصلاحها وإسكان اللاجئين فيها بدلا من بناء مبانٍ جديدة. كما حذر لانغنيفيلد أيضًا من أعمال بعض المالكين الذين أصبحوا يجبرون ساكنين على إخلاء شققهم وإسكان لاجئين فيها لأن الإيجار يرتفع، منها شقق في برلين وبريمن وهامبورغ يسكنها متقاعدون أجبروا على إخلائها ويسكن فيها اليوم لاجئون من سوريا. وبرأيه هذا العمل أجج الحقد في نفوس الكثيرين ضد اللاجئين. ويقول: «في الوقت الذي لا يجد فيه مشردون ألمان سقفًا يحميهم من برد الشتاء تفكر الحكومة بإنشاء مدينة للاجئين تتكلف الملايين».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.