عسيري : قوات التحالف استهدفت مزرعة في صعدة لا مستشفى

قال: لم تتواصل معنا منظمات محايدة للوصول إلى الحقائق

عسيري : قوات التحالف استهدفت مزرعة في صعدة لا مستشفى
TT

عسيري : قوات التحالف استهدفت مزرعة في صعدة لا مستشفى

عسيري : قوات التحالف استهدفت مزرعة في صعدة لا مستشفى

أكدت قوات التحالف العربي، لإنقاذ الشرعية اليمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن طائرات تحالف الأمل، استهدفت مزرعة فيها مجاميع وعربات عائدة للميليشيات الحوثية، ولم تستهدف مستشفى، مشيرة إلى أن استراتيجيات التحالف منذ عاصفة الحزم، لم تستهدف المدنيين والمستشفيات، خصوصا أن منظمة أطباء بلا حدود، أبلغتنا منذ أسبوع واحد، عن مكان تواجدهم في صعدة.
وأوضح العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن منظمة أطباء بلا حدود، أبلغت قوات التحالف عن موقع تواجدها داخل محافظة صعدة، وأرفقت إحداثيات مكان المستشفى، وذلك قبل أسبوع واحد، مؤكدًا أن طائرات إعادة الأمل، على دراية كاملة بمكان تواجدهم، فمن غير الطبيعي أن نستهدفهم، وأن إلحاق التهمة بالقوات التحالف، هي محاولة يائسة ومتكررة. وكان بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، أدان بالأمس، الغارات الجوية التي أدت مساء الاثنين لتدمير مستشفى لمنظمة أطباء بلا حدود في محافظة صعدة بشمال اليمن والتي حمل مسؤوليتها للتحالف الذي تقوده الرياض في اليمن، إلا أن العميد عسيري قال في اتصال هاتفي، إن الغارات الجوية على محافظة صعدة، مستمرة، ونضرب أهدافا بعد أن نتحقق منها على الأرض حسب المعلومات الدقيقة، حيث استهدفنا مزرعة في صعدة، يوجد فيها مجموعة من الحوثيين، وكذلك عربات، يحاولون استهداف الحدود السعودية مع اليمن.
وأضاف: «استراتيجيات قوات التحالف منذ أن بدأت عاصفة الحزم، عدم استهداف المساكن المدنية، والمستشفيات، نهائيًا، بل التركيز على مواقع المتمردين، ومراكز القيادة والسيطرة، ومخازن الأسلحة». وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أنه لم تتواصل معنا أي منظمة حقوقية محايدة ترغب في الوصول إلى الحقائق، وقال: «نناشد للمرة الألف، المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، بالتواجد على الأرض لرصد المخالفات الميليشيات الحوثية، بحيث تكون تلك المنظمات لديها مختصون في التسليح، لمعرفة أنواع القذائف التي تتعرض لها المباني، جراء القصف الحوثي، ثم تلصق التهمة بعد ذلك في التحالف».
وأضاف: «حينما تواجدت الأمم المتحدة في تعز، رصدت مخالفات من استهداف للمدنيين هناك، ومصادرة قافلة تابعة لأطباء بلا حدود من قبل الميليشيات الحوثية». وذكر أن الزوارق التي ضبطت في المياه الإقليمية، كانت بناء على معلومات وردت لقوات التحالف، حيث جرى تدميرها، وحجم الانفجار في البحر، هو خير دليل لما تحمله من الأسلحة على متنها، خصوصا أنه جرى أيضًا تدمير الشحنات التي وصلت إلى الشاطئ، وكان حجم الانفجار كبيرا جدًا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».