الأفلام العربية في مهرجان آسيا.. كلها عن الحروب وتبعاتها

ينطلق بعد أسبوع لأول مرّة

لقطة من الفيلم اللبناني «وينن»
لقطة من الفيلم اللبناني «وينن»
TT

الأفلام العربية في مهرجان آسيا.. كلها عن الحروب وتبعاتها

لقطة من الفيلم اللبناني «وينن»
لقطة من الفيلم اللبناني «وينن»

ستة أفلام عربية تحتشد في الدورة الأولى من «مهرجان العالم الآسيوي» الذي سينطلق في السادس والعشرين من هذا الشهر ولغاية الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
هي ذاتها الأفلام الستة التي تم إرسالها لتنضم إلى الأفلام الـ81 التي تؤلّـف قائمة الإنتاجات الأجنبية (أي غير الناطقة بالإنجليزية) المرسلة إلى أكاديمية العلوم والفنون السينمائية في لوس أنجليس بغية الفوز بمقعد أمامي في الترشيحات النهائية لأوسكار أفضل فيلم أجنبي. وتأتي عروضها في هذه الدورة الأولى من المهرجان الجديد لتسد فراغًا ساد كل السنوات السابقة عندما يأتي الأمر إلى مصير الفيلم الأجنبي المرشّـح للأوسكار أو للغولدن غلوبس أو لسواها من جوائز الموسم الكبيرة.
يوضح المدير التنفيذي للمهرجان، المخرج اللبناني جورج شمشوم، هذه الناحية قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «كما يعلم الجميع الأفلام الأجنبية قلّـما تشهد اهتمامًا خارج إطار العروض المبرمجة من قبل الأكاديمية أو جمعية مراسلي هوليوود الأجانب مانحة جوائز غولدن غلوبس لأعضائها. الفكرة وردت من رغبة المنتج والمخرج القرغيزي صادق شر - نياز في ترويج الأفلام الآسيوية. حين سألني كيف يمكن لنا ذلك، اقترحت عليه فكرة إقامة مهرجان خاص بكل الدول الآسيوية وليس فقط بدول المنطقة الآسيوية الوسطى».
* هل تكمن الغاية في ترويج هذه الأفلام في لوس أنجليس؟ ما الفائدة المتوقعة؟
«تعلم أن هناك الكثير من الأفلام الأجنبية التي لا تملك هذه الأيام ميزانية تمكنها من عملية الترويج. الغاية هي في الأساس تعريفية بأعمال نحو خمسين دولة وهذا التعريف لا بد له إما من عملية ترويج باتت اليوم تكلّـف ما يقارب ميزانية الفيلم أو تتجاوزه بالنسبة للكثير من الأفلام الآسيوية، أو من هذا المهرجان الذي سيعرضها للجمهور مقابل سعر زهيد (سبعة دولارات للتذكرة والطلاب مجانًا).
* ما بعد الحرب وخلالها
الأفلام العربية الستة التي سيعرضها المهرجان هي «من ألف إلى باء» للمخرج الإماراتي علي مصطفى و«الساعة الرابعة في الفردوس» للسوري محمد عبد العزيز و«المطلوبون الـ18» للفلسطيني عامل شومل (بالاشتراك مع الكندي بول كووان) و«ذكريات على الحجر» لشوكت أمين كوركي (العراق) والفيلم اللبناني «وينن» وهو من إخراج ثمانية مخرجين يلقون الضوء على نساء فقدن أزواجًا أو أولادًا تم خطفهم خلال الحرب الأهلية ويعيشون الآن تبعات ذلك. الفيلم السادس هو «ذيب» للأردني ناجي أبو نوار، الذي منح مؤخرًا الجائزة الأولى من مهرجان مالمو للسينما العربية لكي تنضم لما سبق أن ناله من جوائز سابقة. وفي حين أن «وينن» يتعاطى مع تبعات ما بعد الحرب اللبنانية (تختلف مستوى الحكايات الواردة باختلاف سارديها من المخرجين) فإن الفيلم السوري (الوحيد الذي لم يتسن لهذا الناقد مشاهدته بعد) يتعامل مع المواطنين الذين يواجهون ضراوة الحرب الدائرة.
في الوقت ذاته، يصل الفيلم الإماراتي «من ألف إلى باء» لمشارف الوضع السوري عبر حكاية ثلاثة أصدقاء يقررون الانطلاق برحلة بالسيارة من أبوظبي (حرف أ) إلى بيروت (ب) مرورًا بالسعودية والأردن وسوريا. حينذاك، في الجزء السوري، يتسنّى للفيلم، ضمن هامشه الضيق، التعرض للوضع القائم بعض الشيء إذ يتم إيقاف أبطاله من قِـبل جيش المعارضة أولاً، ثم من قبل الجيش النظامي ثانيًا ليتلقف المشاهد بعض المواقف الواضحة في معطياتها التي كانت، في الواقع، تستحق فيلما خاصّـا بها أو أن تحتل، على الأقل، الوقت الزمني الأطول من الفيلم.
* مهرجان غير مألوف
وضعان سياسيان آخران يطلان على تلك المجموعة من الأفلام العربية التي تسعى لتصل إلى الترشيحات الرسمية. الوضع الأول هو فلسطيني. فيلم «المطلوبون الـ18» مزج ما بين الحي والرسوم المتحركة مستخلص من واقعة حقيقية: بعدما اشترى فلسطينيو إحدى القرى 18 بقرة من المستوطنين الإسرائيليين بهدف تكوين صناعة ألبان خاصّـة بهم، يدهم الجيش الإسرائيلي القرية بحثًا عن تلك الأبقار برغبة منع هذا النوع من الاستقلالية الصناعية والاقتصادية من الحدوث. الفيلم ليس كوميديًا، بل ساخرًا (جدًا) وبتهذيب. عرضه في هذا الوقت تحديدًا سيسهم في تعريف (من لم يعرف بعد) إلى أي مدى ستذهب إسرائيل في محاولاتها وضع الفلسطينيين تحت إبهامها.
الفيلم الآخر هو «ذكريات على حجر» وهو إنتاج كردي - عراقي مع مساهمة غربية. المخرج شوكت أمين كوركي يتناول أحداثًا من اليوم تمر من خلال فلتر الذاكرة المؤلمة للأمس القريب. في الفيلم هناك شخصية مخرج كردي يسعى لتحقيق فيلم عن اعتداءات النظام السابق على الأكراد ولدور البطولة يطلب ممثلة تقود القصّـة التي وضعها تبعًا لذكرياته الشخصية عن تلك الفترة. لكن هي أيضًا لديها ذكريات مشابهة ما يجعل الفيلم (داخل الفيلم) وجدانيًا لولا أن والدها وابن عمّـها الموعود بالزواج منها يعتبران أن السينما والتمثيل عيب ويمنعان الفتاة من الاستمرار مع عواقب وخيمة. وإلى حد معيّـن يتعامل «ذيب» مع الحرب بمفهوم عريض. فأحداثه تقع في البادية الصحراوية الأردنية أيام ما كان الاحتلال العثماني جاثمًا والوجود البريطاني المتمثل بمواقع أخرى في العالم العربي يحاول زحزحة القوّة العثمانية وإضعافها. بطل الفيلم الصبي لا علاقة له بتلك الأوضاع مطلقًا. كل ما يبغيه هو الانتقام من المجرم الذي قتل أخاه.
* جورج شمشوم مرّة أخرى
«هذا مهرجان غير مألوف. الصدى الإيجابي كبير حتى من قبل افتتاحه لأنه مختلف تمامًا عن المهرجانات الأخرى وما أكثرها. يكفي أن أفلام آسيا جميعًا ستلتقي في عاصمة السينما العالمية».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.