هل ينجح الفيل الهندي في إزاحة التنين الأصفر عن الساحة الأفريقية؟

تشمل التزامًا باستثمار 5.‏7 مليار دولار في 137 مشروعًا للبنية التحتية في القارة السمراء

هل ينجح الفيل الهندي في إزاحة التنين الأصفر عن الساحة الأفريقية؟
TT

هل ينجح الفيل الهندي في إزاحة التنين الأصفر عن الساحة الأفريقية؟

هل ينجح الفيل الهندي في إزاحة التنين الأصفر عن الساحة الأفريقية؟

«مصائب قوم عند قوم فوائد»، تنطبق هذه المقولة على ما نشهده حاليا من جهود الهند الحثيثة للانطلاق باستثماراتها في القارة الأفريقية، مستغلة ما يعانيه اقتصاد الصين، أكبر شريك تجاري لأفريقيا، من تباطؤ.
وفى إطار هذه الجهود تأتي استضافة الهند قمة رئيسية مع دول القارة الأفريقية، تحت اسم «منتدى الهند - أفريقيا» في إطار مساعيها لدعم العلاقات التجارية والسياسية مع القارة مع تباطؤ الاقتصاد الصيني، حيث يسعى رئيس الوزراء ناريندرا مودي لتحسين صورة بلاده عالميا.
ومن المتوقع أن تشارك أكثر من 50 دولة أفريقية في قمة «منتدى الهند - أفريقيا» في الفترة من 26 حتى 29 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وهذا أكبر تجمع للزعماء الأجانب في الهند منذ ثمانينات القرن الماضي، مما دفع السلطات إلى تحويل أحد الاستادات إلى مركز مؤتمرات مؤقت.
ويتصدر جدول أعمال المنتدى قضايا توسيع نطاق التبادل التجاري وتعزيز الطاقة والعلاقات الأمنية وإصلاحات الأمم المتحدة وتغير المناخ.
ويقول محللون إن التركيز الرئيسي سيتمثل في مساعي الهند لاقتناص الفرص في أفريقيا، التي تعد أكبر شريك تجاري للصين حاليا.
وقالت كاترين ماكوكيرا من معهد «الدراسات الأمنية» ومقره بريتوريا (جنوب أفريقيا) إن حجم المشاركة في القمة يعد مؤشرا واضحا على عزم الهند على تعزيز دبلوماسيتها الاقتصادية. وأضافت: «تتيح القمة فرصة للبناء على الروابط بين الجانبين التي تشهد طفرة جديدة حدثت مؤخرا في أعقاب تباطؤ الاقتصاد الصيني».
وقالت ريتشا سيخاني إخصائية شؤون أفريقيا بهيئة «أوبزرفر ريسيرش فونديشن» في دلهي إن الهند يمكن أن تحقق بديلا قابلا للتطبيق للصين بالنسبة للاقتصادات الأفريقية. وأضافت أن أفريقيا هي المنطقة الأكثر تضررا بسبب الانكماش الاقتصادي الصيني.
وتعتمد الصين بشكل كبير على القارة الأفريقية في الحصول على مواردها المعدنية ونفطها وعمالتها الرخيصة. وشهدت الأشهر الأخيرة تدهورا في الميزان التجاري لأفريقيا مع الصين. وتابعت سيخاني: «ستكون القمة اختبارا للهند لتحقيق أفضل استفادة من هذه الظروف».
وتستثمر الصين في مشروعات بنية تحتية رئيسية في أفريقيا مثل الطرق السريعة والمطارات، وسجلت التجارة الثنائية 200 مليار دولار. لكن تجارة الهند قفزت 20 ضعفا لتصل إلى 70 مليار دولار في الأعوام الـ15 الماضية.
وتتجسد الطاقة بشكل بارز في المحادثات داخل أروقة منتدى الهند وأفريقيا، حيث تواجه الهند عجزا ضخما في الطاقة وتستورد 70 في المائة من النفط، من الشرق الأوسط المضطرب سياسيا بالأساس.
وقال روشيتا بيري من معهد «الدراسات والتحليلات الدفاعية» في دلهي إن «الحقيقة تتمثل في أن عدة دول مثل الصين والبرازيل وأميركا وماليزيا ترتبط بعلاقات تجارية مع أفريقيا، التي تضم سبعة من أسرع عشرة اقتصادات نموا في العالم. وهناك مساحة كافية لجميع الدول لتحقيق تقدم على الساحة الأفريقية».
وألقى الدبلوماسي الهندي البارز نافتيج سارنا بالضوء على العلاقات التاريخية مع أفريقيا. وقال سارنا: «خلال فترة الكفاح من أجل استقلال أفريقيا ضد الاستعمار وضد التمييز العنصري وضد التمييز.. كنا رفاق سلاح».
وتشمل مساعدة الهند لأفريقيا التزاما باستثمار 5.‏7 مليار دولار في 137 مشروعا للبنية التحتية في 41 دولة أفريقية. وتعهدت الهند أيضًا بإقامة مائة معهد تدريب في مجالات تتراوح بين الزراعة وتكنولوجيا المعلومات ولديها 4500 جندي في أربع عمليات حفظ سلام رئيسية في أفريقيا. ويستأجر المزارعون الهنود أراض في إثيوبيا، بينما تتطلع شركات نفط وغاز رئيسية في البلاد للاستثمار في دول أفريقية.



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.