أثارت تصريحات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمس، التي قال فيها إنه خرج بتفاؤل حذر من المحادثات المارثونية التي أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول تدهور الأوضاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، انتقادات مؤيدي نتنياهو وحلفائه في اليمين المتطرف. وبعد تهديدات الوزير أوري آرييل بإسقاطه، أسمع نواب آخرون من حزب «البيت اليهودي» وحتى من حزب الليكود تهديدات مماثلة.
وقال النائب بتسلئيل سموتريتش، إن «الأنباء الواردة من برلين، حيث التقى نتنياهو كيري، تسمم أجواء الائتلاف الحكومي، وتشعرنا بأن هناك بوادر انهيار للإنجازات الإسرائيلية في استعادة مكانة اليهود في جبل البيت (هكذا يسمون الحرم القدسي الشريف بالعبرية)». وأضاف: «لن نسمح بحرمان اليهود من حقهم في زيارة الحرم». وطلب عضو الكنيست يانون مغال من الحزب نفسه (البيت اليهودي)، توضيحا من نتنياهو بشأن «اقتراح إسرائيل على الأردن والفلسطينيين تخفيف عدد الزوار اليهود وغير المسلمين إلى الحرم القدسي، في سبيل تهدئة الأوضاع». وقال مغال من على منصة الكنيست (البرلمان الإسرائيلي): «أنا لا أصدق أن رئيس الحكومة قدم مثل هذا الاقتراح. فهو الذي قال هنا على هذا المنبر إنهم لن يحصلوا على شيء مقابل العنف. أنا لا اصدق أنه سيمس بحرية العبادة لليهود، ولكنني أطالب بتوضيح من نتنياهو يقول إن هذا ليس صحيحا، لأننا كجزء من الائتلاف لا نستطيع العيش مع قرار كهذا».
كما تطرق الوزير نفتالي بينت، رئيس الحزب، إلى هذا الموضوع، وقال: «لا أصدق أن رئيس الحكومة طرح مثل هذا الاقتراح، ولن يتم تقديم اقتراح كهذا». وأضاف: «إذا خرج الإرهابيون بإنجازات من هذه الجولة فستكون الجولة المقبلة أكثر قتلا وإيلاما. الضعف في الشرق الأوسط ليس سياسة». وحسب نائب وزير الدفاع، ايلي بن دهان، فقد تم طرح اقتراح كهذا في زمن ديفيد بن غوريون، لكنه رفضه بشكل مطلق، و«لهذا فأنا متأكد من أن رئيس الحكومة من المعسكر اليميني لن يقترح تقليص عدد اليهود الذين يزورون الحرم. نحن لن نوافق أبدا على التخلي عن أي شيء في سيادتنا على الحرم». وجاء من ديوان رئيس الحكومة نتنياهو أنه لم يتم أبدًا طرح مثل هذا الاقتراح.
وكان كيري قد عقد اجتماعا مطولا دام أربع ساعات مع نتنياهو، أمس، في العاصمة الألمانية. ولم يصدر عن الاجتماع أي بيان. ولكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، قال كيري: «يمكنني أن أقول عن المشاورات مع نتنياهو، إنها منحتني شيئًا من التفاؤل الحذر بإمكان طرح شيء على الطاولة خلال الأيام المقبلة»، من أجل «تهدئة الوضع والمضي قدما». وأعرب كيري عن ثقته بأن «مختلف الأطراف يرغبون في المساهمة في التهدئة»، مبديا أمله في «أن يتحقق ذلك». وأضاف كيري: «أتطلع بفارغ الصبر إلى لقاء الملك عبد الله والرئيس عباس، وآمل أن نتمكن من اغتنام الفرصة والتراجع عن حافة الهاوية».
وذكرت مصادر إسرائيلية، أمس، أن محادثات سرية تجري منذ أسبوع بين إسرائيل والأردن، بمعرفة ومتابعة السلطة الفلسطينية، تحاول من خلالها الأطراف التوصل إلى صيغة مكتوبة لاتفاق حول الترتيبات الممكنة للزيارات في الحرم القدسي. ويدير الاتصالات مسؤولون كبار في الجهاز الأمني، وكذلك بواسطة مبعوث نتنياهو الخاص، يتسحاق مولخو.
وأضافت هذه المصادر أن هناك موافقة إسرائيلية أولية على تخفيف زيارات اليهود إلى الأقصى بشكل عام، وخصوصا أعضاء الكنيست والوزراء. لكن الفلسطينيين والأردنيين يطالبون بمنعها تماما. إلا أن الأطراف الثلاثة تبدي رغبة في وقف التدهور الأمني.
وقبيل الاجتماع بين كيري ونتنياهو، صباح أمس، دعا كيري إلى إنهاء العنف و«التحريض» عليه بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وصرح كيري أمام نتنياهو بأنه «لا بد من وضع حد لكل أعمال التحريض والعنف، وإيجاد سبيل تفضي إلى عملية أكبر، وهو ما لا يحصل اليوم». وأما نتنياهو فقال إن «موجة الهجمات نتيجة مباشرة لتحريض صادر عن حماس والحركة الإسلامية في إسرائيل أيضا، ومع الأسف، عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس والسلطة الفلسطينية». وأضاف: «أعتقد أن الوقت حان كي يطلب المجتمع الدولي بوضوح من الرئيس عباس، وقف الأكاذيب بخصوص إسرائيل»، في إشارة إلى قواعد الوضع الحالي المطبّقة في الحرم القدسي. وتوجه كيري بالحديث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤكدا له «الإيمان بقدرتنا على إحداث فرق وأتمنى أن نحرز تقدما في هذا الحديث».
واجتمع نتنياهو مع مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيرني، وأطرى على المساعي التي تبذلها من أجل تهدئة الأوضاع في المنطقة.
كيري متفائل بحذر تجاه توقيع اتفاق جديد مكتوب حول المسجد الأقصى
حلفاء نتنياهو في اليمين المتطرف يهددونه بإسقاط حكومته
كيري متفائل بحذر تجاه توقيع اتفاق جديد مكتوب حول المسجد الأقصى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة