النظام يعلن تقدمه في القلمون.. والمعارضة تسقط طائرة في يبرود

مقتل عناصر من النظام وحزب الله.. واشتباكات في محيط سجن درعا

مقاتل في المعارضة يلقي قنبلة على قوات موالية للنظام السوري خلال اشتباكات في مدينة حلب أمس (أ.ف.ب)
مقاتل في المعارضة يلقي قنبلة على قوات موالية للنظام السوري خلال اشتباكات في مدينة حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

النظام يعلن تقدمه في القلمون.. والمعارضة تسقط طائرة في يبرود

مقاتل في المعارضة يلقي قنبلة على قوات موالية للنظام السوري خلال اشتباكات في مدينة حلب أمس (أ.ف.ب)
مقاتل في المعارضة يلقي قنبلة على قوات موالية للنظام السوري خلال اشتباكات في مدينة حلب أمس (أ.ف.ب)

بينما أعلنت قوات النظام السوري تقدمها في منطقة القلمون، قال ناشطون سوريون في المنطقة إن كتائب مقاتلة في مدينة يبرود تمكنت من إسقاط طائرة حربية من نوع «ميغ» تابعة لقوات النظام كانت تحلق في أجواء المدينة بعد أن كانت شنت عدة غارات، بعضها طال مدنا على الحدود السورية - اللبنانية.
وأفاد المركز الإعلامي في القلمون بمشاهدة دخان كثيف يتصاعد من الطائرة المستهدفة لدى سقوطها في منطقة «دنحا». وقال «اتحاد التنسيقيات» إن الطيران الحربي النظامي كثف من غاراته على بلدات فليطة والسحل والجراجير ومنطقة ريما، التي تشهد اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل عدد من قوات النظام وعناصر من حزب الله وجرح العشرات منهم.
وأفاد المركز الإعلامي في القلمون بمقتل عدد من عناصر حزب الله اللبناني، الذي يقاتل عناصره إلى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في اشتباكات أمس في محيط مدينة يبرود، وعرف منهم أحمد مستو وعمار الزين بالإضافة إلى مقتل النقيب في الحرس الجمهوري السوري حسام ونوس، حسب الناشطين، الذين أكدوا أن قوات النظام لم تتمكن من سحب الجثث من أرض المعركة بسبب كثافة النيران.
وتأتي هذه التطورات في اليوم الـ18 من الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام مدعومة بميليشيا حزب الله على مدينة يبرود في محاولة للتقدم نحو المدينة الخارجة عن سيطرتها عبر محاور مختلفة. وتركز القتال أمس على محور القسطل.
وفي سياق متصل، أكد ناشطون أن عناصر الجيش السوري الحر فجروا أمس حاجزا لحزب الله على تخوم مدينة دير عطية مما خلف قتلى وجرحى. كما تمكنوا من تدمير دبابتين لقوات النظام بالقرب من يبرود، فيما يشن طيران النظام الحربي غارات جوية على تلال قرية «السحل» في القلمون بريف دمشق التي هجر النظام معظم سكانها بعد استهداف منازلهم بقذائف الطيران والمدفعية الثقيلة.
وكانت مصادر في مدينة يبرود بريف دمشق نفت ما تناقلته وسائل إعلام موالية للنظام السوري عن إحراز قوات النظام المدعومة بميليشيا حزب الله اللبناني تقدما على جبهة يبرود خلال المعارك الدائرة منذ أكثر من أسبوعين في منطقة القلمون.
من جانبها، نقلت وكالة سانا عن مصدر عسكري قوله إن قوات النظام «أحكمت سيطرتها على مرتفع الكويتي وبعض المرتفعات المحيطة بيبرود وقضت على عشرات الإرهابيين وأصابت آخرين». وأضاف المصدر العسكري أنه قضي «في عملية نوعية» على «مجموعة إرهابية مسلحة بكامل أفرادها تسللت من منطقة عسال الورد إلى مزارع ريما في يبرود ومن بين القتلى محمود عز الدين الحولاني ونضال علي سرور وفاضل محمد خلوف».
ويشار إلى أن الكتائب المسلحة في منطقة القلمون أعلنت، منذ بدء الحملة العسكرية للنظام على يبرود، تشكيل غرفة عمليات موحدة في منطقة «بساتين ريما» المحاذية للمدينة. وتضم غرفة العمليات أكثر من 44 فصيلا من الثوار غالبيتهم مقاتلون من حمص والريف الدمشقي.
وفي ريف دمشق الغربي، فرضت قوات النظام حصارا خانقا على بلدتي قدسيا والهامة لليوم الثامن على التوالي، حيث منعت هذه القوات دخول الأغذية والمواد الطبية، فضلا عن قيام الحواجز العسكرية بإغلاق الطرق المؤدية للبلدتين ومنع خروج الأهالي منهما باستثناء الموظفين، علما بأن أكثر من 70 في المائة من المحال التجارية في البلدة مغلقة لقلة البضائع مع انعدام حركة النقل العام فيها.
ويأتي ذلك فيما تتعرض مدن دوما وكفر بطنا والمليحة في الغوطة الشرقية ومدينة داريا في الغوطة الغربية للقصف براجمات الصواريخ، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على أطراف الغوطة الشرقية في محيط إدارة الدفاع الجوي، أسفرت عن مقتل عدد من قوات النظام، حسب ناشطين.
وفي العاصمة دمشق، ذكر «مكتب دمشق الإعلامي» أن أحياء جوبر والعسالي والتضامن والحجر الأسود تعرضت لقصف مدفعي من جبل قاسيون واشتباكات على أطرافها، كما سقطت قذيفتا هاون على حي برزة، مما خلف جرحى مدنيين.
وفي درعا، اندلعت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في محيط سجن درعا المركزي، وذلك في محاولة من قبل القوات النظامية لفك الحصار عن حواجزها العسكرية المحيطة بالسجن.
ونقلت مواقع المعارضة الإخبارية عن مصدر إعلامي في لواء تحرير حوران التابع للجيش الحر قوله إن «القوات النظامية أرسلت رتلا عسكريا مؤلفا من دبابات وعربات مجنزرة وسيارات غادرت فرع الأمن الجوي شرق مدينة درعا باتجاه منطقة الصوامع المحاصرة، لكن كتائب المعارضة تصدت لها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة».
وفي درعا أيضا، قصفت الكتيبة 285 التابعة للجيش النظامي مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين وحي طريق السد. وبث ناشطون تسجيلات مصورة قالوا إنها تظهر قصف الطيران الحربي للمنطقتين بالبراميل المتفجرة، إذ بلغ عدد الغارات عليهما خمس غارات، حسب الناشطين.
وفي حماه، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» باندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المعارضة على أطراف بلدة كفرنبودة وفي محيط حاجز تل عثمان بريف حماه الشمالي، كما قصف الطيران النظامي مناطق في بلدة تل هواش في ريف حماه.
ويأتي ذلك بينما قتل العشرات من عناصر قوات النظام بعد اشتباكات وقعت في قرية العظيمات بريف حلب. وقالت مصادر ميدانية معارضة إن عشرات من قوات النظام قتلوا أمس إثر اشتباكات مع مقاتلي المعارضة في قرية العظيمات القريبة من خناصر بريف حلب، إضافة إلى تدمير أسلحة ثقيلة وآليات، قبل انسحاب المهاجمين منها، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.
من ناحية أخرى، أشارت المصادر إلى أن اشتباكات دارت بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في قرية الجفرة قرب مطار دير الزور العسكري، ما أسفر عن سقوط قتلى من الطرفين. وأضافت المصادر أنه أعقب ذلك استقدام قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى القرية، واستهداف القرى المحيطة بالمطار بقذائف المدفعية من قبل النظام.
ولفتت إلى أن حي الجبيلة شهد اشتباكات بين الطرفين قتل خلالها عنصران من قوات النظام، كما طال قصف الطيران الحربي قرية جزرة البوحميد بالريف الغربي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».