تأجيل محاكمة مرسي لليوم.. والنيابة تكشف لأول مرة عن مقر احتجازه بعد عزله

المتحدث العسكري: مقتل وإصابة 20 من عناصر «الإخوان» الخطرة بشمال سيناء

تأجيل محاكمة مرسي لليوم.. والنيابة تكشف لأول مرة عن مقر احتجازه بعد عزله
TT

تأجيل محاكمة مرسي لليوم.. والنيابة تكشف لأول مرة عن مقر احتجازه بعد عزله

تأجيل محاكمة مرسي لليوم.. والنيابة تكشف لأول مرة عن مقر احتجازه بعد عزله

أجلت محكمة جنايات القاهرة أمس محاكمة الرئيس المصري السابق محمد مرسي و14 متهما آخرين من قيادات وأعضاء تنظيم الإخوان المسلمين في قضية اتهامهم بقتل المتظاهرين المعروفة إعلاميا باسم «أحداث قصر الاتحادية»، إلى جلسة اليوم (الأحد)، وقررت المحكمة إرسال أسطوانة مدمجة قدمها دفاع المتهمين في الجلسة حول تسجيلات تمت بين المتهمين في قفص الاتهام، إلى النيابة العامة مرفقة بصورة من محضر الجلسة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بشأنها، كما قررت إرسال الأسطوانة حول تسجيلات الأحداث إلى اللجنة الفنية المختصة لفحصها وتقديم تقريرها اليوم.
في حين قال العقيد أركان حرب أحمد علي، المتحدث العسكري، إن «عناصر من الجيش والشرطة قامت أمس، بمداهمة مناطق بالعريش والشيخ زويد ورفح، وتمكنت من قتل عشرة وإصابة عشرة آخرين من العناصر التكفيرية الخطرة التابعة لجماعة الإخوان، إلى جانب القبض على 11 آخرين من بينهم رباع سليم رباع مسلم، أحد العناصر التكفيرية شديدة الخطورة.
ويحاكم مرسي وعدد من قيادات الإخوان؛ أبرزهم عصام العريان ومحمد البلتاجي، بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين السلميين أمام قصر الاتحادية الرئاسي في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) 2012، على خلفية المظاهرات التي اندلعت رفضا للإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، المتضمن تحصينا لقراراته من الطعن عليها قضائيا.
وحضر مرسي، المحبوس على ذمة ثلاث قضايا أخرى تتعلق باقتحام السجون إبان ثورة 25 يناير 2011، والتخابر، وإهانة السلطة القضائية، جلسة المحاكمة التي عقدت بمقر أكاديمية الشرطة (شرق القاهرة) في قفص الاتهام أمس.
وعقب دخول المتهمين قفص الاتهام أشاروا بعلامة رابعة. وقال علي كمال، أحد أعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين، إن هيئة الدفاع تشاورت فيما بينها على فكرة الانسحاب من الجلسة في حالة عدم استجابة المحكمة للطلبات المقدمة منهم.
وأوضح أن تلك الطلبات هي رد النيابة على اختفاء 100 ورقة من أوراق قضية الاتحادية، وإزالة القفص الزجاجي، وأخيرا رد المحكمة حول طلبهم بالتحقيق في تسريبات حديث الرئيس السابق ورئيس هيئة الدفاع الدكتور سليم العوا.
من جهته، أكد المستشار إبراهيم صالح، ممثل النيابة العامة، ردا على ادعاء قيادات الإخوان حول اختفاء 100 ورقة من أوراق القضية، بأنه زعم غير صحيح، حيث إن النيابة تؤكد أن جميع أوراق الدعوى موجودة حتى القصاصات، وحسب ما أقرته محكمة استئناف القاهرة فإن الصفحات المزعوم فقدانها هي خطأ مادي في الترقيم ودعوا هيئة الدفاع لتحري الدقة في قراءة الأوراق.
وقدم ممثل النيابة، صورة من تلك المذكرة للمحكمة بما ينفي ادعاء هيئة الدفاع بإخفاء تلك الأوراق بالقضية، حيث إنها لم تكن مرفقة أصلا بالأوراق.
كما كشف ممثل النيابة عن أنه بناء على طلب دفاع المعزول في الجلسة السابقة حول الكشف عن مكان احتجاز الرئيس السابق وقت التحقيق معه، فإنه كان محتجزا بعد عزله في قاعدة عسكرية بمنطقة «أبو قير» بمحافظة الإسكندرية بسجن عمومي شديد الحراسة، وذلك بناء على قرار وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، مضيفا أن ادعاء دفاع الإخوان بأن هناك أوراقا ناقصة من أوراق الدعوى هو قول «باطل أريد به باطل»، حيث إن موقف النيابة العامة كان دائما في نصرة الحق، فلم تباشر التحقيق في القضية وفق الظروف السياسية، حيث إنه في وقت أن كان مرسي رئيسا للبلاد قامت النيابة العامة بإخلاء سبيل المتهمين المضبوطين في القضية، مشيرا إلى أنه إذا كانت النيابة تسير وفق الأهواء الشخصية والسياسية كانت ستأمر بحبس المتهمين.
في سياق مواز، قالت مصادر عسكرية، إن «طائرات الجيش قصفت أمس، عددا من الأهداف الحيوية للبؤر الإرهابية جنوب مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء»، فيما تواصلت حالة الاستنفار الأمني بمختلف أنحاء شمال سيناء تحسبا لوقوع عمليات إرهابية جديدة ضد منشآت وارتكازات أمنية.
ومنذ أن قاد الجيش عملية عزل مرسي عن الحكم في الثالث من يوليو (تموز) من العام الماضي بعد احتجاجات شعبية واسعة ضده، دخلت جماعة الإخوان، المصنفة رسميا على أنها «تنظيم إرهابي»، في صراع عنيف مع السلطة الحالية من أجل عودة ما تعده «الشرعية»، حيث تشهد البلاد تفجيرات وأعمال عنف مسلحة، قتل خلالها المئات من الأشخاص بينهم عناصر تابعة للجيش والشرطة، كما جرى اعتقال الآلاف من قيادات وأنصار جماعة الإخوان.
وقالت مصادر عسكرية وشهود عيان، إن «الطائرات قصفت بشكل مكثف أهدافا متعددة أمس، يرجح أن تكون الأهداف هي منازل مسلحين وعناصر تكفيرية مطلوبة أمنيا»، فيما أكدت مصادر أمنية بشمال سيناء، أن أجهزة الأمن رصدت محاولات لفلسطينيين لحفر أنفاق أرضية جديدة في رفح بين مصر وقطاع غزة بديلا عن التي جرى تدميرها في غضون الأشهر الستة الماضية، تمتد لمسافة تصل إلى كيلومتر واحد داخل الأراضي المصرية، وتنتهي بمخارج وسط كتل سكنية ومزارع بعيدة عن وجود القوات المرتكزة على المنطقة الحدودية.
من جهته، أوضح المتحدث العسكري، العقيد أحمد محمد علي أمس، أنه جرى تدمير خمسة أنفاق بمناطق «صلاح الدين والصرصورية والدهنية»، ليصبح إجمالي الإنفاق التي دمرت خلال الفترة من 22 فبراير (شباط) الماضي حتى الأول من مارس (آذار) الحالي، نحو 39 نفقا.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.