حماس: إيران أوقفت الدعم العسكري بسبب سوريا

بركة لـ {الشرق الأوسط}: لا نريد انزلاق المخيمات الفلسطينية في المعارك المذهبية

حماس: إيران أوقفت الدعم العسكري بسبب سوريا
TT

حماس: إيران أوقفت الدعم العسكري بسبب سوريا

حماس: إيران أوقفت الدعم العسكري بسبب سوريا

أكد علي بركة، ممثل حركة حماس في لبنان، لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة الإيرانية كفت دعمها المالي عن الحركة منذ عام 2012، إثر الخلاف السياسي بينها وبين حماس حول الموقف من الأزمة السورية، مضيفًا أن الدعم الإيراني كان قبل ذلك في مجال تسليح حماس في الداخل الفلسطيني، والإسهام في ميزانية الحكومة، كما أنها نقلت عتادًا حربيًا عبر أنفاق سيناء لقطاع غزة.
وشدد على أن المخيمات الفلسطينية لم تتدخل في الأحداث التي جرت بين الشيخ أحمد الأسير والجيش اللبناني في عام 2013، رغم المحاولات التي جرت لتوريط المخيمات في الأزمة، مبينًا أن ما سمعوه من الأجهزة اللبنانية أفاد بأن مخيم عين الحلوة كان آخر محطات الأسير ومنه انتقل إلى مطار بيروت حين أراد السفر خارج لبنان، لافتًا إلى أن هناك معلومات كشفت أن الأسير أقام في طرابلس وصيدا أيضًا، ودخوله لمخيم عين الحلوة لا يعني أنه وجد ترحيبًا من الفصائل الفلسطينية.
وأوضح بركه أن هناك حالات فردية قليلة لعناصر فلسطينية التحقت بساحة القتال في سوريا، مؤكدًا أنهم لا يستطيعون أن يضعوا شرطيًا على كل لاجئ فلسطيني أو يحجروا على عقول الناس، مضيفًا أن ذلك لا يعني قبولهم أن تتحول المخيمات إلى ساحة تؤثر على استقرار المنطقة، كما أنهم ليسوا في حاجة لخسارة المزيد من المخيمات كما جرى في نهر البارد في عام 2007، أو ما جرى في مخيم اليرموك في سوريا.. «ومشروعنا هو العودة لفلسطين، وليس لدينا أطماع سوى العيش بأمان وسلام».
وذكر أن الفصائل الفلسطينية في لبنان تدرك تعقيدات الموقف على الساحة، وتداعيات الأزمة السورية على الواقع اللبناني، مشددًا على أنها تفاهمت على تحييد المخيمات عن الصراعات، لأن اللاجئ الفلسطيني لا يستطيع أن يتحمل المزيد من الخسائر. وأضاف أنهم دفعوا أثمانًا باهظة في السابق، سواء من ناحية الصراع مع الكيان الصهيوني أو التورط في الأزمة اللبنانية قبل عام 1982.
وقال إنهم شكلوا قيادة سياسية للقوى الفلسطينية كافة، تشارك فيها حماس وفتح و«الجهاد الإسلامي»، تعقد اجتماعًا شهريًا في السفارة الفلسطينية في بيروت، وبدأ العمل على تشكيل قوة أمنية كالشرطة الفلسطينية المشتركة بالتعاون مع الدولة اللبنانية، مهمتها ضبط الأمن داخل المخيمات، وعدم الانزلاق إلى معارك ذات طابع مذهبي، وخصوصًا أن لبنان يضم أكثر من 17 طائفة.
وأشار إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يصل إلى 450 ألف لاجئ أخرجوا من ديارهم في عام 1948، ويعانون بالإضافة للنكبة والتهجير، من الحرمان من حقوقهم الإنسانية والمدنية والاجتماعية، حيث لا يسمح لهم بالعمل بالمهن الحرة في لبنان كالطب والهندسة، إضافة إلى 70 مهنة محظورة على اللاجئين.
وأضاف أن تراجع خدمات وكالة الأمم المتحدة «الأونروا» المعنية بإغاثة وتشغيل اللاجئين زاد من المعاناة أيضًا، إضافة إلى منع أنشطة منظمة التحرير في المجالات الاجتماعية والاقتصادية في لبنان منذ عام 1982، مما قلل فرص العمل وبلوغ نسبة البطالة في المخيمات إلى 65 في المائة، الأمر الذي فاقم الأزمة الناتجة بالأساس من الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.