شهدت واشنطن حفلا غنائيا، اشترك فيه نجوم غناء وموسيقى مشهورون، ضد الحروب، التي خاضتها الولايات المتحدة منذ أول تدخل عسكري أميركي عام 1991. قاد الحفل المغني روجر ووترز (72 عاما) المشهور بأغانيه التقدمية منذ فترة الستينات من القرن الماضي.. ومؤخرا المشهور بأغانيه ضد الحروب.
كان متوقعا أن يحضر الحفل المغني بروس سبرنغستين، نجم الأغاني المعارضة للحروب. في الحفل، كان هناك شيئان غير عاديين.. أولا: أقيم الحفل في «كونستتيوشنال هول»، القاعة التاريخية التابعة لجمعية «دوترز أوف أميركان ريفوليوشن» (بنات الثورة الأميركية). هؤلاء هن حفيدات الذين حاربوا الاستعمار البريطاني في نهاية القرن الثامن عشر (حتى نالت أميركا الاستقلال). وهن من أهم الجمعيات الأميركية المحافظة، الفخورة بقوة أميركا، والداعية لمزيد من الدور الأميركي في الخارج، سلما أو حربا. وها هو ووترز يقيم حفلا معارضا للحروب في القاعة نفسها. ثانيا: أقيم الحفل لصالح الجنود الأميركيين الجرحى العائدين من حروب أفغانستان، والعراق. وكما قال ووترز: «حفل ضد الحرب لضحايا (لا أبطال) الحرب».
نظمت الحفل منظمة «ميوزيك كور» (القوات الموسيقية)، وأقيم الحفل تحت شعار «ميوزيك هيلز» (الموسيقى تشفي). هذه منظمة جريئة، كما يبدو من اسمها («القوات الموسيقية» ليست أقل أهمية من القوات الجوية، أو البحرية، أو الخاصة). وظهرت جرأتها عندما وضعت على المسرح عشرة من الجنود المعاقين.. فقد واحد رجليه، وفقد آخر يديه، وثالث يدا، ورابع رجلا، وهكذا. في بداية الحفل، قال ووترز، مشيرا إلى المعاقين: «ها هم رصيد الحروب. ها هم نتيجة الحروب. ولهذا السبب، نحن نعارض الحروب».
ثم شاهد الحاضرون فيديو عن الجنود المعاقين.. كيف أصيبوا بجروحهم، وكيف أصابتهم «قنابل بدائية»، مصنوعة «في أكواخ من الطين»، وكيف أنهم «ذهبوا إلى الحرب، وهم مستعدون ليعودوا منها أبطالا، سواء أحياء، أو أمواتا.. وها هم يعودون قطعا قطعا». وقال واحد من الجنود: «نسبة الانتحار عالية وسطنا».
على أي حال، أشاد الجنود بما تقوم به منظمة «القوات الموسيقية». وغنى ووترز أغانيه ضد الحرب. وغنى أغاني تعود إلى فرقته سابقا «بينك فلويد»، التي اشتهرت أيضا بالأغاني ضد الحرب والرأسمالية في ستينات القرن الماضي. وغنى جندي عائد معاق، فقد رجليه، وجزءا من يده، أغنية «عندما خرجت النمور من أقفاصها». ثم غنى الأغنية الدينية «هالالويا» («سبحان الله»).
لم يحضر الحفل المغنى التقدمي بروس سبرنغستين. لكن، غنى مغن أغنيته: «شبح توم رود». هذه أغنية قديمة، تهكم فيها سبرنغستين على الرئيس الأميركي الأسبق بوش الأب، في نهاية الثمانينات، عندما أعلن بوش شعار «النظام العالمي الجديد». تقول الأغنية: «رجال فقراء يسيرون. ذاهبون إلى غير عودة. تتابعهم طائرات الشرطة. تحت الكوبري. يشعلون نارا، ويصنعون شوربة ساخنة. صفوف الجوعى. صفوف المشردين. مرحبا بكم في النظام العالمي الجديد».
وغنى ووترز نفسه أغنيته «موني» (المال). تقول الأغنية: «المال. اجمع منه قدر ما تقدر. اشترِ سيارة (جاغوار). اشترِ (كافيار). اشتر فريقا لكرة القدم. أحذرك، لا تلمس مالي. لا تثن عليّ. أنا في السماوات العلا. لأشتري طائرة خاصة بي. المال هو الشر. لكن، عندما تطلب زيادة في راتبك، يقولون لك لا.. لا.. يعطونك الشر.. يحسدونك عليه».
وغنى واحد أغنية «إفري ون غن تو وور» (الجميع ذهبوا إلى الحرب)، وهي عن حرب تحرير الكويت. تقول الأغنية: «ذهب كل واحد إلى الحرب. لكنهم لا يعرفون لماذا يحاربون. لا تقولوا لي: هذه حرب تستحق القتال فيها. ليس هناك ما تستحقه أي حرب».
وكانت مسك الختام أغنية أخرى غناها سبرنغستين عام 2005، بعد عامين من غزو العراق. الأغنية على لسان جندي أميركي حائر اشترك في الحرب، ولم يقدر على أن يقنع نفسه بأن غزو العراق يستحق تضحيته بحياته. تقول الأغنية: «الله يقف بجانبي. أريد أن أحيا. أريد أن أعود إلى وطني سالما. كيف أحيا؟ أقتل كل من أرى. ليس هناك أقوى من الخوف».
حفل «الموسيقى تشفي» ضد الحروب تستضيفه واشنطن
يقوده روجر ووترز عضو فرقة «بينك فلويد» الشهيرة
حفل «الموسيقى تشفي» ضد الحروب تستضيفه واشنطن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة