بريدها الإلكتروني وبنغازي عقبتان في طريق كلينتون للرئاسة

بريدها الإلكتروني وبنغازي عقبتان في طريق كلينتون للرئاسة
TT

بريدها الإلكتروني وبنغازي عقبتان في طريق كلينتون للرئاسة

بريدها الإلكتروني وبنغازي عقبتان في طريق كلينتون للرئاسة

تدلي هيلاري كلينتون يوم غد (الخميس) في الكونغرس الاميركي بافادتها حول الهجمات التي استهدفت الطاقم الدبلوماسي الاميركي في مدينة بنغازي شرق ليبيا يوم الذكرى الحادية عشرة لاعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001. حيث كانت المرشحة الديمقراطية للبيت الابيض وزيرة للخارجية حينذاك.
ويرى الديمقراطيون ان هذه القضية تجعلها غير مؤهلة للرئاسة، بينما يطالب الديمقراطيون بحل لجنة التحقيق البرلمانية التي يتهمونها بالعمل لأغراض حزبية. فخلال مجريات التحقيقات، أدان تقرير داخلي لوزارة الخارجية الاميركية أعده دبلوماسيون معروفون في ديسمبر ( كانون الاول) 2012 الخلل في العمل البيروقراطي وإهمال هرم السلطة التي رفضت قبل اشهر تعزيز الامن في بنغازي على الرغم من تزايد الهجمات على منظمات دولية ودبلوماسيين أجانب.
يذكر ان قنبلة احدثت فجوة في سور المجمع الاميركي قبل ثلاثة اشهر بينما تعرض موكب السفير البريطاني لهجوم بقاذفة قنابل ما ادى الى اغلاق البعثة البريطانية في بنغازي. وكان الكونغرس اطلق تحقيقات واستجوب كلينتون ليوم كامل في يناير (كانون الثاني) 2013. وقد كررت مرارا انها تتحمل المسؤولية الكاملة، لكنها شددت على ان الطلبات المتعلقة بالأمن لا تمر عبرها.
وبما ان الجمهوريين الذين يشكلون أغلبية في مجلس النواب لم ترضهم ردودها، فقد انشأوا لجنة خاصة للتحقيق حول بنغازي في مايو (ايار) 2014.
وعندما طلبت اللجنة التي يرأسها المدعي السابق تري غاودي كل الوثائق والرسائل المتعلقة بليبيا، ادرك المحققون البرلمانيون حينذاك ان هيلاري كلينتون كانت تستخدم حسابا خاصا في منصبها الرسمي بدلا من العنوان الحكومي.
بدورها، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" في مارس (آذار) الماضي قضية البريد الالكتروني لوزيرة الخارجية السابقة. وتفاقمت القضية وظهرت قضايا تتعلق بالامن المعلوماتي على خادمها.
وقد حصل صحافي على أمر قضائي يجبر وزارة الخارجية التي كانت كلينتون سلمتها في نهاية السنة الماضية 55 الف صفحة من الرسائل، على نشر المراسلات على الانترنت.
واكدت اللجنة التي استجوبت 54 شاهدا وحصلت على سبعين الف وثيقة، انها ليست مهتمة بغير قضية بنغازي. إلا انها استدعت الموظفة السابقة المكلفة الاهتمام لخادم وزيرة الخارجية السابقة. وقد اتهمتها بارسال او تلقي رسائل سرية على حسابها الخاص وهذا أمر محظور.
من جهة أخرى، بات الديمقراطيون يرون في ذلك مناورات واضحة للاضرار بترشيح هيلاري كلينتون. وقد ازدادوا قناعة بعد ان ربط الرجل الثاني في كتلة الجمهوريين في مجلس النواب كيفين ماكارثي اسهوا على ما يبدو انشاء اللجنة بالرغبة في خفض التأييد للمرشحة في استطلاعات الرأي.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.