رغم قلة الأعداد.. المرأة المصرية ما زالت بطلة المشهد الانتخابي

مشاركتها بلغت أربعة أضعاف الرجال.. ودورها في المدن الكبرى أساسي

سيدة مصرية ترفع إصبعها بالحبر الفوسفوري بعد تصويتها في لجنة انتخابية في الوراق بالجيزة أمس (رويترز)
سيدة مصرية ترفع إصبعها بالحبر الفوسفوري بعد تصويتها في لجنة انتخابية في الوراق بالجيزة أمس (رويترز)
TT

رغم قلة الأعداد.. المرأة المصرية ما زالت بطلة المشهد الانتخابي

سيدة مصرية ترفع إصبعها بالحبر الفوسفوري بعد تصويتها في لجنة انتخابية في الوراق بالجيزة أمس (رويترز)
سيدة مصرية ترفع إصبعها بالحبر الفوسفوري بعد تصويتها في لجنة انتخابية في الوراق بالجيزة أمس (رويترز)

منذ الاستفتاء على الدستور المصري عقب ثورة 30 يونيو (حزيران)، الذي شهدته مصر في مطلع شهر يناير (كانون الثاني) من عام 2014 كخطوة أولى من المراحل الثلاث لخريطة الطريق السياسية، مرورًا بالانتخابات الرئاسية العام الماضي، تصدرت المرأة المصرية المشهد الانتخابي، سواء من حيث نسب المشاركة، أو حتى من حيث دفع أفراد أسرتها، سواء زوج أو أبناء، وحثهم على تفعيل حقهم الدستوري في الانتخاب.
ورغم قلة نسب المشاركة بشكل عام في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية في مصر، التي جرت على مدار اليومين الماضيين في 14 محافظة، فإن التفوق لا يزال يصب في مصلحة النساء بشكل عام، مما دعا عددًا كبيرًا من المؤسسات والمراقبين للإشادة بدور المرأة في الحياة السياسية. وعلقت ميرفت التلاوي، رئيس المجلس القومي للمرأة، على ذلك قائلة في تصريح إعلامي، أمس، إن «مشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية وصلت لأربعة أضعاف مشاركة الرجال، وهو ما يعكس مدى الوعي السياسي لديها، حيث حمّل النساء مسؤولية خروج مصر من عنق الزجاجة في ظل ظروف صعبة اقتصادية واجتماعية».
وكان من الملاحظ أن يتوجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برسالة للمرأة المصرية على وجه الخصوص، خلال دعوته الناخبين للمشاركة في الانتخابات قبل ساعات من فتح باب الاقتراع.
وقال السيسي في خطابه: «أدعو المرأة المصرية والأم والزوجة والأخت والابنة، وبحق كل امرأة مصرية قدمت الابن والأخ والزوج شهيدًا من أجل الوطن، للاصطفاف والنزول للتصويت ورسم لوحة وطنية تليق بمصر». وظهرت المرأة بقوة في المحافل الانتخابية خلال الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية، وأشارت جهات رقابية كثيرة إلى أن عدد النساء فاق عدد الرجال في المرتين في الكثير من الدوائر، بل وصلت إلى 55 في المائة خلال الانتخابات الرئاسية بحسب مصادر غير رسمية، وهو ما يؤكد دور المرأة الإيجابي في المجتمع المصري.
لكن المشهد العام للجان الانتخابات شبه الخاوية خلال اليومين الماضيين، لم يشذ عن هذه القاعدة؛ فظلت مشاركة المرأة أكبر نسبيًا في الدوائر الحضرية على غرار الجيزة والإسكندرية ومدن محافظات غرب الدلتا الكبرى.. ولكن المشاركة كانت أقل نسبيًا في محافظات الصعيد والمدن الريفية.
وأشار مراقبون إلى أن مشاركة المرأة بوجه عام في مجتمعات الريف والصعيد أقل نسبة من المجتمعات الحضرية، نظرًا للعادات والتقاليد، ولكن المشاركة لا تنعدم بصورة كاملة. ويقول المراقبون إن المرأة أظهرت أنها الأكثر حرصًا على الوطن خلال العامين الأخيرين بشكل خاص، محللين ذلك بأنها ربما الأعلى شعورًا بالخطر بحكم طبيعتها الأنثوية كأم.
ويأتي ذلك في وقت تضاربت فيه المعلومات بشدة حول النسب العامة للمشاركة في المرحلة الأولى للانتخابات، وأثار تصريح لرئيس نادي قضاة مصر لغطًا كبيرًا، حين قال المستشار فتحي عبد الله معلقًا على أعمال اللجان في اليوم الأول إن غرفة عمليات نادي القضاة لن ترصد مخالفات أو مخالفات كبيرة في العملية الانتخابية، مرجعًا ذلك إلى أنه «لا توجد تجاوزات.. ولا يوجد ناخبون من الأساس».
وبدوره أكد المستشار عمر مروان، المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات، أن اللجنة لم تصدر أي أرقام أو بيانات عن نسب المشاركة في الانتخابات، مشيرًا إلى أن كل النسب التي تداولتها الصحف لا أساس لها من الصحة. وأضاف مروان، خلال مؤتمر صحافي عقدته اللجنة، مساء أول من أمس، أن اللجنة لا يمكنها تحديد نسبة المشاركة في الانتخابات إلا مع نهاية اليوم الثاني من الانتخابات بعد فرز الأوراق، لأن التصويت ليس إلكترونيًا لكي تتمكن اللجنة من معرفة عدد المصوتين أولاً بأول.
لكن مؤشرات عامة وتصريحات لمسؤولين مصريين قدرت نسب المشاركة بنحو 15 إلى 20 في المائة ممن يحق لهم التصويت. وقال اللواء رفعت قمصان، مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات، إن نسب الحضور في اليوم الأول سجلت في حدود من 15 إلى 17 في المائة.. بينما كانت حتى عصر اليوم الثاني تتراوح ما بين 11 إلى 12 في المائة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».