الفيلم: «المريخي» The Martian
إخراج: ريدلي سكوت (2015)
تمثيل: مات دامون، جسيكا شستين، كرستن ويغ، جف دانيالز، مايكل بينا، شون بين.
تقييم الناقد:(3*)(من خمسة)
* يخرج المشاهد من «المريخي»، فيلم ريدلي سكوت الجديد، وقد اكتسب معارف جديدة مثل أن كوكب المريخ يمكن له أن ينتج الماء وأن الرحلة منه وإليه، انطلاقًا من الأرض، تمتد لأربع سنوات وأن السعي للوصول إلى الكوكب في وضع طارئ، كالذي نراه في الفيلم، قد يتطلب تضافر جهود دولية.. ربما أميركية - صينية على وجه التحديد. كذلك يخرج بأنه يمكن زرع البطاطا التي ستمكن المشاهد، إذا ما تعرض لما تعرض إليه الملاح الفضائي مارك واتني (مات دامون) الذي سقط على أرضه من جراء عاصفة عاتية ما جعل باقي أعضاء المركبة الفضائية يعتبرونه ميتًا ويهرعون إلى مركبتهم للانطلاق عائدين إلى الأرض على وجه السرعة.
لكن مارك لم يمت. أغمي عليه فقط. وعندما استيقظ وجد نفسه وحيدًا على سطح المريخ. عاد إلى مقصورته حيث يستطيع أن يتنفس من دون خوذة أكسجين وجلس يسجّل ما يحدث معه. أحصى طعامه وشرابه ووجد أن لديه مؤونة تكفيه لثلاثة أشهر. بعدها، إذا ما نجح في التواصل مع «ناسا»، سيتطلب الأمر الإعماد على زراعة خاصة به لكي يعيش إلى أن تأتيه النجدة بعد سنوات أرضية. هذا دفعه لاستنباط الماء من دمج حراري بين الأكسجين والنيتروجين (عذرًا لغياب التفاصيل) وزرع الأرض داخل معقله العازل عن الجو الخارجي ببذور البطاطا التي سريعًا ما تنبت حباتها لتضيف إلى حياته الوحيدة بهجة منقطعة النظير يعبّر عنها فيما بعد بإعلانه المريخ ملكًا له.
في هذا الحين كانت هناك دراما أخرى في موقعين مختلفين: في «ناسا» التي تسلمت إشاراته واكتشفت أنه ما زال حيًا، وفي المركبة التي أدركت قائدتها (جسيكا شستين) بأنها أخطأت إذ سارعت بالاعتقاد بأنه مات. الآن، ورغم عدم حصولها على تصريح من قيادتها في «ناسا» (ممثلة برئيس يؤديه جف دانيالز) ستعود لإنقاذ ملاحها قبل فوات الأوان. دوري يا مركبة وعودي من حيث أتيت!
والأوان كان بدأ يفوت. خسر مارك مزرعته الصغيرة وتعرّض لخطر الموت أكثر من مرّة، وأصبح على قدر من اليأس لولا إشارات المركبة إليه واتفاقه وإياها على ما يجب أن يقوم به لكي يلتحق بها. سيطلق مقصورته في الفضاء ويلتقي بالمركبة في نقطة معينة (عند مفترق الطريق قبل بلوغ شارة السير ببضع مئات ألوف الكيلومترات!).
وعلى الرغم من احتمالات الفشل المتعددة والقرارات المعالجة كما لو كانت وصفات مؤكدة للنجاح، فإن سيناريو «المريخي» ليس فقط جادًا جدًّا فيما يسرده (وضعه درو غودارد عن رواية لأندي واير) بل محمّلاً بتفاصيل علمية كثيرة. صحيح أننا نستطيع العيش من دونها لكنها تشكل للفيلم ضرورة ملحة تبعده عن جنوح الخيال بقدر مقبول. إلى ذلك، فإن طرق التواصل المستنبطة ما بين مارك على سطح المريخ والمركبة و«ناسا» مشغولة بإتقان. في أحد المشاهد التي تقع بعد منتصف الفيلم تتواصل «ناسا» الأميركية مع وكالة الفضاء الصينية لإنقاذ «رجلنا على سطح المريخ». والصين (بعلمائها المبتسمين دومًا) يوافقون. كان يستطيع الفيلم الاستغناء عن هذا المشهد ودلالاته، لكن الإنتاج الأميركي بات يزحف على بطنه تقرّبًا من الجمهور الصيني (هذه ليست المرّة الأولى) بعد أن أصبحت السوق الصينية أهم مورد خارجي للأفلام الأميركية.
شاشة الناقد: فضاء قابل لزرع البطاطا
شاشة الناقد: فضاء قابل لزرع البطاطا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة