بلجيكية ارتدت الحجاب للتجربة.. وخسرت 75 % من الأصدقاء والمعارف

طالبة الصيدلة.. حذروها: لن تجدي فرصة عمل بالحجاب.. وقريبًا بين صفوف «داعش»

سيلكا قبل الحجاب  -  سيلكا وهي ترتدي الحجاب
سيلكا قبل الحجاب - سيلكا وهي ترتدي الحجاب
TT

بلجيكية ارتدت الحجاب للتجربة.. وخسرت 75 % من الأصدقاء والمعارف

سيلكا قبل الحجاب  -  سيلكا وهي ترتدي الحجاب
سيلكا قبل الحجاب - سيلكا وهي ترتدي الحجاب

خاضت الفتاة البلجيكية سيلكا، تجربة فريدة بالنسبة لها، كان من المخطط أن تستمر لمدة شهر ولكنها فشلت في الاستمرار في تلك التجربة أكثر من عشرة أيام، بسبب الانتقادات الشديدة، وردود الفعل السلبية التي تعرضت لها وقامت بتصوير التجربة وبثها عبر موقعها على «فيسبوك» وتحدثت عن أسباب الإقدام على هذه التجربة وعن ردود الفعل المختلفة.
وقالت سيلكا راتس 21 سنة التي تدرس الصيدلة بأحد المعاهد العليا في مدينة انتويرب شمال بلجيكا، بأنها قررت خوض تجربة اجتماعية جديدة تفكر فيها منذ فترة وهي ارتداء الحجاب لمدة شهر، حتى تظهر لمن حولها أن الإسلام لا يجب أن يكون مرادفا للتشدد أو للسفر للقتال في سوريا، وجاءتها الفكرة عندما كانت تتوجه يوما في الأسبوع إلى أحد المراكز الاجتماعية في انتويرب، للعمل بشكل تطوعي في مساعدة التلاميذ الأتراك في أداء الواجبات المدرسية عقب انتهاء اليوم الدراسي، وأيضا عقب مشاركتها بتقديم المساعدة من خلال العمل التطوعي لمساعدة اللاجئين الذين أقاموا لفترة من الوقت في سبتمبر (أيلول) الماضي، في مخيمات بإحدى الحدائق العامة ببروكسل، وقالت: «إن ما قمت به في مجال مساعدة اللاجئين لم يكن له أي ردود فعل لدى المقربين مني ولم يهتموا به».
وأضافت: «في نهاية سبتمبر الماضي قررت نشر صورتي على موقع (فيسبوك) بالحجاب، ثم أغلقت الموقع حتى ينتشر الخبر بسرعة، وهو ما حدث بالفعل. وجاءت ردود الفعل سلبية جدا، وبدأ من حولي يتساءلون هل اعتنقتِ عقيدة جديدة؟ هل لكِ علاقة بشخص مسلم طلب منك ارتداء الحجاب؟ وآخرين قالوا لي هل تعلمين أنك بارتداء الحجاب لن تحصلي على أي فرصة للعمل؟ وقال أحد الأصدقاء لن أندهش لو قرأت في الأيام القادمة أن سيلكا قد توجهت إلى سوريا للانضمام إلى داعش». وعلقت سيلكا بالقول: «والنتيجة هي أنني خسرت 75 في المائة من أصدقائي ومعارفي، ولم يظل على اتصال معي سوى الأصدقاء المقربين، ولهذا وبدلا من الاستمرار في التجربة لمدة شهر، اختصرتها إلى عشرة أيام، واستفدت من الأمر في أنني تعلمت أشياء كثيرة من هذه التجربة، ما كانت ستظهر لي لو لم أمر بها».
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال جوناي توجكي مدير المركز الاجتماعي التركي لمساعدة التلاميذ في انتويرب، بأن «سيلكا بدأت العمل التطوعي في فبراير (شباط) الماضي داخل المركز، وذلك لمساعدة الأطفال الصغار في دروسهم عقب انتهاء اليوم الدراسي، وعلاقتها جيدة بالآخرين، وتتمتع بشخصية مرحة ومواصفات جيدة واستطاعت أن تكسب محبة وتقدير من حولها في المركز من التلاميذ والزملاء الذين يعملون معها».
وعقب تسليط الضوء على هذه التجربة، اهتمت بها أوساط الجالية الإسلامية في مدينة انتويرب. وقال شاب مغربي في الثلاثينات يدعى عبد المنعم ويتراس من جمعية مغربية في انتويرب، بأن سيلكا لها أصدقاء من الأتراك والمغاربة في المدينة، وقامت بارتداء الحجاب على سبيل التجربة وتأثرا ببعض صديقاتها ولكنها اضطرت إلى خلع غطاء الرأس بسبب ردود الفعل السلبية وهذا يظهر إلى حد ما وجود أشخاص في المجتمع البلجيكي لديهم فكرة سلبية عن الإسلام والمسلمين، ولكن يظهر أيضا أن هناك من يفهم حقيقة الأمور ويسعى إلى التقرب من الجالية المسلمة ويقيم علاقات جيدة معهم.
من جانبه قال نور الدين الطويل رئيس جمعية «المسلمون الجدد» في انتويرب البلجيكية، بأن ممارسات تنظيم داعش في العراق وسوريا تمثل لنا إشكالية كبيرة. وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن التطورات الأخيرة أدخلت الشك لدى البعض من المسلمين الجدد من بين البلجيكيين، وأن هناك علامات على أن بعضهم بدأ يعيد التفكير فيما أقدم عليه من اعتناق للإسلام، وخاصة في ظل محاولة تشويه الإسلام من جانب بعض وسائل الإعلام، الذي يحاول وصف الإسلام بأنه دين عنف ويربط بينه وبين التطرف، ولمح الطويل إلى أن هذا الخطر لا يقتصر فقط على البلجيكيين من المسلمين الجدد، بل أيضا يمكن أن يظهر بين أبناء الجاليات المسلمة الذين ولدوا على التراب البلجيكي وكبروا هنا.
وعن كيفية مواجهة هذا الأمر قال نور الدين الطويل «إن الحوار ورعاية الشباب وتنظيم أنشطة ولقاءات مستمرة لتوضيح الأمور، هي أمور هامة سوف تساعدهم إن شاء الله على الثبات على الدين الإسلامي، وبالفعل أعددنا لهم برامج توعوية وزيارات لهم واستقبالهم في ندوات لتوضيح الصورة وأيضا رحلات لأداء العمرة، ورحلات إلى العواصم الأوروبية المختلفة في أوروبا، التي توجد بها جاليات إسلامية ناشطة وتمارس دورها بشكل إيجابي داخل المجتمعات الأوروبية التي يعيشون فيها».
يذكر أن هناك أكثر من مليون مسلم يعيشون في بلجيكا معظمهم من المغاربة والأتراك وصلوا نهاية الخمسينات من القرن الماضي ومطلع الستينات كعمال، جاءوا للمشاركة في إعادة بناء ما دمرته الحرب العالمية الثانية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.