مسؤولون أمنيون عراقيون يستبعدون وجود البغدادي في موكب استهدف بالأنبار

رغم تأكيد مصادر محلية إصابة زعيم «داعش» في الغارة

مسؤولون أمنيون عراقيون يستبعدون وجود البغدادي في موكب استهدف بالأنبار
TT

مسؤولون أمنيون عراقيون يستبعدون وجود البغدادي في موكب استهدف بالأنبار

مسؤولون أمنيون عراقيون يستبعدون وجود البغدادي في موكب استهدف بالأنبار

استمر أمس التضارب حول مصير زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، الذي أعلنت بغداد أول من أمس عن استهداف موكبه بضربة جوية نفذتها طائرات سلاح الجو العراقي في منطقة الكرابلة الحدودية مع سوريا.
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي النائب نايف الشمري إن «البغدادي تأكدت لنا إصابته أثناء الضربة الجوية وفق مصادرنا الخاصة في منطقة الكرابلة، فيما تناثرت جثث كثير من مرافقيه في الموكب وكان تعدادهم أكثر من 80 عنصرًا، كانت تقلهم 15 سيارة، ومن بينهم القادة الخمسة المرافقون دومًا للبغدادي». وأضاف الشمري: «حسب إفادات مصادرنا وشهود عيان في المنطقة نقل البغدادي إلى سوريا لغرض تلقي العلاج».
من جهته، أكد زعيم العشائر المتصدية لتنظيم داعش في الأنبار رافع عبد الكريم الفهداوي إصابة البغدادي ومقتل عدد كبير من مرافقيه. وقال الفهداوي «إن هناك تصورات كبيرة بمقتل البغدادي نتيجة الإصابات البليغة التي تعرض لها، وشاهدها عدد غير قليل من أهالي مدينة الكرابلة، لكننا لم نتأكد من ذلك كون المسلحين وصلوا إلى مكان الموكب بسرعة كبيرة لنقل زعيمهم المصاب إلى سيارات أخرى واتجهوا به على الفور إلى داخل المدينة التي فرض فيها تنظيم داعش حظرًا شاملاً للتجوال».
إلا أن وكالة «رويترز» نقلت عن مسؤولين أمنيين عراقيين كبار أن البغدادي لم يكن على الأرجح في الموكب المستهدف. وقال أحدهم إن «المعلومات الأولية تشير الآن إلى أن الموكب كان يضم شخصيات ليست ذات شأن كبير في التنظيم وفي مقدمتها أبو سعد الكربولي، وهو من كبار رجال الشرطة المحلية في تنظيم داعش». وأضاف: «بعد تقييم كل المعلومات التي حصلنا عليها من مصادرنا هناك احتمال كبير أن القافلة التي وجهنا إليها الضربة لم تكن تقل أبو بكر البغدادي». وتابع: «نحن لا زلنا نقوم بجهود مكثفة لتوضيح ما حصل».
وفي حين يبقى الغموض مخيمًا على نتائج جميع الغارات ضد مواكب زعيم «داعش»، مثل تلك التي استهدفته في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، والتي قالت عقبها واشنطن إنها «لا تمتلك معلومات استخباراتية تؤكد إصابة البغدادي جراءها»، وأخرى شنها التحالف الدولي في مارس (آذار) 2014 على موكب آخر للتنظيم كان يتنقل في منطقة البعاج بنينوى، واعتبرت وزارة الدفاع الأميركية يومها أن لا شيء يشير إلى أن البغدادي قد أصيب أو قتل، قال أحد الخبراء الأمنيين العراقيين إن «أنصار التنظيم الإرهابي المتطرف كلما انتشرت أنباء ضربات جوية من هذا النوع يشنون حملة على منابرهم، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، قائلين إن (دولتهم باقية حتى بعد وفاة الخليفة). ولعل ذلك عائد إلى كونهم يركنون إلى وجود رجال آخرين من الحلقة الضيقة للبغدادي، قليلاً ما يحكى عنهم في ظل شح المعلومات، وهم يتقاسمون المهام القيادية مع زعيمهم، وهيئوا لأخذ زمام التنظيم في حال قتله».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.