قال الطفل الأميركي السوداني الأصل أحمد محمد الحسن – مخترع الساعة – لـ«الشرق الأوسط»، إن رؤساء دول عربية وأجنبية، اتصلوا به هاتفيًا، للاطمئنان على حالته، إبان خروجه من السجن بعد اعتقاله بسبب الاشتباه في صنعه قنبلة، حيث تلقى الطفل أحمد دعوة ملكية سعودية للزيارة وأداء مناسك العمرة، مع أسرته، وتمكينهم من الالتقاء ببعض أقاربهم الذين يعيشون في مدينة جدة.
وأوضح الطفل في اتصال أمس عبر الهاتف من الرياض لـ«الشرق الأوسط»، وهو في طريقه إلى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي الشريف مع أسرته، أنه على الرغم من إجادته اللغة الإنجليزية بطلاقة، فإنه يعشق «العربية» ولن يفرّط فيها أبدا، حيث كانت أسرته تنوي أداء فريضة الحج العام الحالي، إلا أن حادثة اعتقاله أعاقت سفر أسرته إلى مكة المكرمة، حيث قدمت الجهات المعنية بالسعودية الدعوة لأداء مناسك العمرة.
ولفت محمد الحسن، والد الطفل أحمد، إلى أنه كان قد أبلغ ابنه قبل حادثة الاعتقال، بأنه لا يريد أن يصطحبه هذه المرة للسعودية، حيث سبق أن زارها قبل ذلك ثلاث مرات.
وأضاف: «تقدمنا للقنصلية السعودية في نيويورك لزيارة السعودية قبل الحادثة لأداء فريضة الحج، حيث وقع اعتقال الابن أحمد، وحصل حوله لغط كبير، وأصبح أمرا مزعجا على مستوى الأسرة وعلى مستوى العالم، في عدم قدرته على إنجاز تجديد الجوازات، وحرمتنا الحادثة من أداء الفريضة». وأوضح الحسن، أنه عندما حدث اعتقال ابنه أحمد، عاشوا لحظات عصيبة من الظلم، واتصل بهم عدد كبير من رؤساء الدول للاطمئنان على ابنه أحمد، من بينهم الرئيس باراك أوباما والرئيس السوداني عمر البشير، وكذلك الملكة رانيا، وأحمد داود أوغلو من تركيا.
وقال الحسن: «عندما ذهبنا للقنصلية السعودية في نيويورك، وجدنا كل الطاقم، وقالوا لنا: نحن في انتظاركم وأهلا ومرحبا بكم، فإذا كان فاتكم الحج، فإن العمرة مفتوحة لكم الآن، فكان تكريما منهم من خلال تسريع الإجراءات بشكل خرافي»، مشيرا إلى أنه قبل ذلك كانت هناك دعوة مسبقة من «مؤسسة قطر»، التي تكفلت بتذاكر السفر من وإلى واشنطن.
وأوضح الحسن أن هناك عددا من الجهات العالمية طلبت تسجيل الطفل أحمد في عضويتها، من بينها «غوغل» و«فيسبوك»، وقال: «تحدثت شخصيات عالمية كبيرة معنا وقت الاعتقال وخففت لحظة الضيم التي عشناها بسبب الاعتقال، حيث كنا لحظتها نتأهب للسفر للسعودية لأداء فريضة الحج، وبعد الإفراج جاءنا اتصال من السفارة بأن هناك أمرا من الحكومة السعودية، يفيد بإعطائنا فرصة الحج إلى بيت الله، إن أردنا ذلك».
وأضاف الحسن: «كانت الجوازات غير مجددة.. تأخرنا بسبب ما تبع الحادثة من تطورات مذهلة في حقّ ابني أحمد؛ إذ انهالت علينا اتصالات مكثفة من جهات عالمية كبيرة، منها (غوغل) و(فيسبوك) و(تويتر) و(ناشيونال جيوغرافيك) و(ويكيبيديا)، الموسوعة الحرة، و(سكاي نيوز) و(ناسا) و(هارفارد) والـ(تايمز) و(ناشيونال هلب)، وعدد كبير من الجهات العالمية». وقال الحسن: «قادة السعودية وشعبها، أعادوا لنا تلك الابتسامة التي فقدناها عندما حلّ علينا الضيم بسبب اعتقال الابن أحمد، ونحن حاليا في المدينة المنورة بغرض زيارة قبر المصطفى، صلى الله عليه وسلم».
وأضاف قائلا: «كان من المفترض العودة مساء اليوم من الدوحة إلى واشنطن، ولكن نريد تمديد الزيارة لمدة يومين، تلبية لعدد من الدعوات التي أتتنا من بعض المسؤولين والجهات السعودية، منها دعوة من الدكتور عزام الدخيل وزير التربية والتعليم، وعبد الله الشوكاني مدير مدرسة الموهوبين، وجامعة أم القرى، وجهات أخرى».
وذكر الحسن: «هذه العمرة مختلفة تماما عن سابقاتها، لأنها عمرة على نفقة وضيافة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز»، مشيرا إلى أن الطفل أحمد سبق أن زار السعودية قبل الزيارة الأخيرة وهذه هي الرابعة، حيث سبق أن زارها في عام 2009 وعام 2010 وعام 2012. يذكر أن السلطات الأميركية بولاية تكساس، كانت قد ألقت القبض على الطفل أحمد محمد الحسن (14 عاما)، في الصف الأول الثانوي، وذلك بعد اتهامه بأنه حمل قنبلة، واتضح فيما بعد أنها لم تكن غير ساعة منزلية الصنع، وليست قنبلة كما ادعت أول الأمر.
الرئيس الأميركي باراك أوباما، علق عبر حسابه على «تويتر»، على الساعة التي تم ضبطها بحوزة الطفل الأميركي السوداني الأصل أحمد محمد الحسن بعد الشك أنها قنبلة، وقال إنها «ساعة لطيفة يا أحمد، هل تريد إحضارها إلى البيت الأبيض؟ يجب علينا تشجيع مزيد من الأطفال ليحبوا العلم مثلك. فهذا ما يجعل أميركا عظيمة».
وفسّر كثير من المراقبين حادثة أحمد بأنها لا تخرج عن كونها عملا عنصريا بحتا، أخذت هذه الأبعاد، بحكم أنه من جذور عربية ويدين بالدين الإسلامي.
وتحدث الطفل أحمد، أن لديه حتى الآن 13 اختراعا، من بينها اختراع الساعة الذي وصفه بالأبسط فكرة وتصميما، مشيرا إلى تطلعه لاختراع جديد، سيحدث نقلة نوعية في العالم، يتمثل في إطلاق مشروع لإنتاج الكهرباء وتوزيعها مجانا.
الطفل مخترع الساعة لـ «الشرق الأوسط»: الاعتقال حرمني من الحج وأتمسك بـ{العربية}
رؤساء دول احتفوا بأحمد السوداني.. والسعودية تستضيفه لأداء العمرة
الطفل مخترع الساعة لـ «الشرق الأوسط»: الاعتقال حرمني من الحج وأتمسك بـ{العربية}
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة