الجزائر: متابعة مالك قناة قضائيًا بسبب بث تصريحات «مسيئة» لبوتفليقة

أشهر رجل أعمال يعلن أنه محل مذكرة اعتقال والحكومة تنفي

الجزائر: متابعة مالك قناة قضائيًا بسبب بث تصريحات «مسيئة» لبوتفليقة
TT

الجزائر: متابعة مالك قناة قضائيًا بسبب بث تصريحات «مسيئة» لبوتفليقة

الجزائر: متابعة مالك قناة قضائيًا بسبب بث تصريحات «مسيئة» لبوتفليقة

أعلنت الحكومة الجزائرية عن متابعة إدارة قناة «الوطن» الخاصة، بحجة أنها بثت تصريحات لزعيم جماعة مسلحة سابق، تضمنت إساءة لرئيس الجمهورية. في سياق ذي صلة، كذب وزير الإعلام حميد قرين صدور مذكرة اعتقال ضد أشهر رجال الأعمال في البلاد، الذي عرف بانتقاده الشديد لما يعرف بـ«سياسات جماعة الرئيس» في المجال الاقتصادي.
وقال قرين أمس في لقاء بصحافيين بالعاصمة، إن «ضيف قناة الوطن، أساء لرموز الدولة والجمهورية، لذا قررنا رفع القضية أمام العدالة». من دون ذكر مدني مزراق بالاسم، وهو زعيم «الجيش الإسلامي للإنقاذ» المحلول، الذي هاجم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بحدة، في برنامج سياسي في القناة السبت الماضي.
وأفاد قرين بأن «هذه القناة تعمل بطريقة غير قانونية وغير شرعية. وأنا أعي جيدا ما أقول». وندد بـ«بكل ما هو مفرط ومسيء ومضر بالصحافة». من دون تقديم تفاصيل أخرى.
ولأول مرة يتم متابعة قناة تلفزيونية خاصة، منذ ميلاد أول قناة قبل ثلاث سنوات. ويوجد في الوقت الحالي أكثر من 30 فضائية خاصة 4 منها فقط تملك رخصة من وزارة الإعلام للنشاط كمكاتب تتبع لقنوات أجنبية.
ويعيش المجال السمعي البصري في الجزائر، مفارقة عجيبة. فبرامج ومضامين الفضائيات الخاصة جزائرية محضة، غير أنها تبث عبر الفضاء من دول أجنبية مثل الأردن والبحرين وسويسرا، والسبب أن قانون السمعي البصري الذي صدر العام الماضي لم يدخل حيز التنفيذ بعد. والأغرب من هذا، بحسب متتبعين، أن السلطات استحدثت «سلطة ضبط للإعلام سمعي البصري» لمراقبة ما تبثه مؤسسات إعلامية، تعد أجنبية في نظر التشريع الجزائري. وقد درجت على توجيه التحذيرات لمسؤولي القنوات، كلما «تجاوزت الخط الأحمر» وهو التعرض لرئيس الجمهورية والجيش، بوجه خاص، للانتقاد. ومن بين أهم ما قاله مزراق في البرنامج السياسي المثير للجدل: «سبق للرئيس أن أخطأ في حقنا في 2009 وتلقى منا ردا قويا.. واليوم أعاد نفس العملية.. سنذكره بردنا السابق، وإذا لم يصحح موقفه فسيسمع مني كلاما ما أظنه تصور أن يسمعه من أحد قبل اليوم». وأضاف: «سنقدم ملفا كاملا لوزارة الداخلية لتأسيس الحزب، وبإذن الله سنحصل على الترخيص». وكان مزراق بصدد الرد على موقف الرئيس من حزبه الذي أطلقه الصيف الماضي، إذ رفض التمكين له العودة إلى السياسة بحجة أنه متورط في الأزمة الأمنية التي خلفت 150 ألف قتيل.
وسئل قرين عن تصريحات مثيرة لرجل الأعمال الشهير أسعد ربراب بخصوص احتمال تعرضه للاعتقال، بعد هجومه الحاد على الحكومة، فقال: «في حدود علمي لا يوجد أمر بالقبض على السيد ربراب، الذي يعد أحد الفاعلين الاقتصاديين المهمين في الجزائر وينبغي أن يتحلى بالمسؤولية في تصريحاته. وإذا كان هناك شيء ضد السيد ربراب من طرف القضاء، ما عليه إلا أن يمثل أمامه للدفاع عن نفسه».
ولمح مالك أكبر مجموعة للصناعات الغذائية، لصحيفة إلكترونية محلية، بأن أمرا باعتقاله صدر بسبب اتهامه وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوراب، بـ«خدمة مصالح المستثمرين الفرنسيين، وعرقلة استثمارات رجال الأعمال الجزائريين». وقال إنه واحد منهم. وأوضح ربراب، الذي يعد من أغنى رجال الأعمال العرب، أن جهات في السلطة «تريدني أن أصمت ولكني لن أصمت. فبدل أن يدعوني إلى الحوار لرفع العراقيل (عن الاستثمارات)، وللحديث عن مستقبل البلاد يحاولون اعتقالي حتى أسكت. إنهم يريدون إسكات الذين يطرحون البدائل والذين لا يخضعون لسياساتهم».
وكان وزير الصناعة اتهم ربراب بـ«نقل عتاد قديم إلى الجزائر» وأنه أصدر فواتير على أنه عتاد حديث. ويتعلق الأمر بمصنع لإنتاج المواد الإلكترونية، اشتراه من فرنسا بعد إفلاسه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.