اكتمال الترتيبات لبدء الحوار السوداني.. والمعارضة ترفضه

اعتبرته مجرد نقاش داخلي بين مكونات النظام الحاكم وحلفائه

اكتمال الترتيبات لبدء الحوار السوداني.. والمعارضة ترفضه
TT

اكتمال الترتيبات لبدء الحوار السوداني.. والمعارضة ترفضه

اكتمال الترتيبات لبدء الحوار السوداني.. والمعارضة ترفضه

وجه الحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني برئاسة محمد عثمان الميرغني، الشريك في الحكومة السودانية، لطمة قوية لحليفه الحزب الحاكم، وذلك برفضه المشاركة في الحوار الذي دعا له، فيما جددت أحزاب المعارضة السودانية الرئيسية رفضها للحوار. بينما أعلنت اللجان المختصة اكتمال ترتيبات برنامجه العام وجلسته الافتتاحية في العاشر من الشهر الحالي، والتي يتوقع أن يشارك فيها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والرئيس التشادي إدريس ديبي، فيما لم تفلح جهود حكومية في إقناع زعيم حزب الأمة المعارض، الذي خرج من البلاد مغاضبا، بالمشاركة في الحوار.
وكان الرئيس البشير قد دعا لحوار وطني منذ قرابة عامين، رفضته المعارضة المنضوية تحت لواء «تحالف قوى الإجماع الوطني» والحركات المسلحة، وشارك فيه حزبا الأمة والإصلاح الآن، بيد أنهما انسحبا لاحقا إثر اعتقال زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، وتضييق مساحة الحريات المتاحة للقوى السياسية.
ونفى الحزب الاتحادي الديمقراطي، في بيان وقعه الناطق باسمه إبراهيم الميرغني، صحة المعلومات التي تحدثت عن صحة مشاركة زعيم الحزب وراعي طائفة الختمية، إحدى أكبر الطوائف الدينية بالبلاد، في جلسات مؤتمر الحوار، إذ قال الميرغني في البيان الذي حصلت عليه «الشرق الأوسط» إن ما أشيع عن مشاركة زعيم الحزب في مؤتمر الحوار الحكومي لا أساس له من الصحة، وما أذيع عن مشاركته ما هو إلا محاولة لإضفاء شرعية زائفة على تصرفات أفراد ورؤيتهم الخاصة، وهي إشارة لمجموعة من قيادات الحزب، تشارك في الحكم، ويقودها نجل رئيس الحزب محمد الحسن، الذي يشغل منصب مساعد أول الرئيس البشير.
ويشهد الحزب، الذي يعد ثاني أكبر أحزاب البلاد، انقساما كبيرا بين مجموعة يترأسها نجل الميرغني، وتشارك في الحكومة الحالية، ومجموعة كبيرة أخرى من قيادات الحزب وقواعده ترفض المشاركة في السلطة والحوار. وكان يتوقع أن يحسم رئيسه محمد عثمان الميرغني الصراع، بيد أنه ظل صامتا في مقر إقامته بالعاصمة البريطانية لندن، دون أن يدلي بأي إفادات بشأن الخلافات التي تكاد تعصف بحزبه.
وتقول مصادر داخل الحزب إن الانقسام ليس بين قيادات الحزب السياسية وحدها، بل إن هناك انقساما داخليا يعصف بأسرة الميرغني المعروفة بتكتمها وتماسكها، ينعكس على الأوضاع داخل الحزب. وأوضح البيان أن الحزب متمسك بمبادرة زعيمه المعروفة بـ«مبادرة الميرغني للوفاق الوطني»، وأنه لا علاقة له بالمؤتمر المزمع عقده، ولم يتم إشراكه في أي من مراحل إعداده، وأنه يتعارض كليا مع رؤيته للحوار الوطني المتمثلة في مبادرته.
وأدان البيان ما أطلق عليه «محاولة اختزال الحوار» بقوله إن «الالتفاف على مطالبه الأساسية (الحوار)، والتي من دونها لا يمكن أن يقوم حوار وطني جاد، يفضي إلى حل شامل لأزمات البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية».
وقال هاشم علي سالم، الأمين العام لأمانة الحوار الوطني، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية «سونا»، إن اجتماعا مشتركا بين أمانة الحوار الوطني وآلية الحوار الوطني أجازت البرنامج العام للمؤتمر الذي سيعقد السبت المقبل، مضيفا أن ترتيبات جلسة الافتتاح اكتملت، على أن يشهد اليوم الأول ثلاث جلسات.
من جهتها، وزعت نجلة المهدي، مريم، التي تشغل في الوقت نفسه نائبة رئيس الحزب، على موقع التواصل «واتسآب»، تصريحات ذكرت فيها أن حزبها أوصد الباب أمام أي احتمالات لعودة رئيسه للبلاد للمشاركة في الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني. وقالت إن الحزب جدد تمسكه بخيار قوى نداء السودان وتحالف الإجماع الوطني، الداعي لمقاطعة الحوار الوطني بشكله الحالي. وأضافت أن الحديث عن عودة المهدي، الذي يتزعم أيضا طائفة «الأنصار» الدينية «عار عن الصحة»، مؤكدة أن حزبها متوافق مع قوى نداء السودان وتحالف الإجماع الوطني على رؤية سياسية موحدة، وأن مؤسسات الحزب وأسرة المهدي لم تتطرق لعودته للبلاد.
ووافقت الأحزاب المعارضة السودانية المدنية الرئيسية المنضوية تحت تجمعي «قوى نداء السودان» و«تحالف قوى الإجماع»، والحركات المسلحة المنضوية تحت لواء «الجبهة الثورية»، على مبدأ الحوار الوطني، بيد أنها اشترطت عقد لقاء تحضيري للحوار خارج البلاد، وهو ما ترفضه حكومة الخرطوم والرئيس البشير شخصيا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.