المقاومة الجنوبية تلقي القبض على خلية تتبع الأمن المركزي بحوزتها متفجرات بمدينة كريتر

قيادي بالمقاومة الجنوبية بعدن ينفي سقوط معسكر الجلاء بيد عناصر «القاعدة»

المقاومة الجنوبية تلقي القبض على خلية تتبع الأمن المركزي بحوزتها متفجرات بمدينة كريتر
TT

المقاومة الجنوبية تلقي القبض على خلية تتبع الأمن المركزي بحوزتها متفجرات بمدينة كريتر

المقاومة الجنوبية تلقي القبض على خلية تتبع الأمن المركزي بحوزتها متفجرات بمدينة كريتر

كشفت المقاومة الجنوبية بمدينة عدن القديمة كريتر أن خلية نائمة تم القبض عليها في إحدى لوكندات الحي العريق وبحوزتها متفجرات وقذائف هاون وأربيجيات وأسلحة رشاشة كانت تستعد لتنفيذ عمليات إجرامية مشيرة أنه وبعد التحقيق معهم وعددهم 5 أشخاص اتضح بأنهم جنود يتبعون الأمن المركزي «القوات الخاصة» التي يقودها العميد عبد الحافظ السقاف الموالي للحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح وهم الآن في قبضة المقاومة الجنوبية بعدن.
من جهة ثانية نفى القيادي بالمقاومة الجنوبية بالبريقة الشيخ هاني اليزيدي صحة الأنباء التي تحدثت عن سيطرة عناصر من «القاعدة» على معسكر الجلاء غرب عدن «معسكر الثلايا سابقًا».
وأوضح اليزيدي في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن ما حدث هو خلاف بين قادة المقاومة والجيش وهناك بعض الاختراقات للمقاومة الذين في معسكر الجلاء على حد قوله وهم بحدود عشرة أفراد لهم ارتباط بـ«القاعدة» وجميعهم من أبناء البريقة مشيرًا بأن محور الخلاف هو هل تخرج المقاومة من المعسكر أم أنها تدمج في الجيش مباشرة إذ أنها تسلمت المعسكر من أول الأيام التي غاب في يومها العسكر.
وأشار اليزيدي أن أفراد المقاومة في معسكر الجلاء قابلون الانضمام للجيش ولهم مطالب وهذا ينفي كونهم «قاعدة» على حد تعبيره.
إلى ذلك أفضى لقاء بين المقاومة الجنوبية والإدارة الإماراتية في مدينة عدن إلى الاتفاق حول أهمية العمل لتثبيت الاستقرار في المدينة التي خاضت حربًا شرسة لتحريرها من قبضة ميليشيات الحوثيين وصالح.
وفي اللقاء الذي شارك فيه العميد محمد مساعد الأمير، مدير أمن عدن، طالبت قيادات المقاومة الجنوبية بدعم عودة مخافر الشرطة وأجهزة الأمن العام، وتوحيد اللباس العسكري.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأن الممثل عن الجانب الإماراتي تحدث للمشاركين في اللقاء التشاوري أن عدن آمنة حتى قبل عودة الحكومة، وأنه يتحرك في عدن من دون حراسة أمنية وكأنه في الإمارات، وأن الدم الإماراتي اختلط بالدم الجنوبي وأنهم مع المقاومة في تثبيت اﻷمن في عدن والجنوب، وأكدت المصادر عن خروج اللقاء بخطوات عملية تم الاتفاق عليها للبدء بها خلال الأيام القادمة.
من جانبه أوضح الدكتور محمد الزعوري الناطق باسم المقاومة الجنوبية في الصبيحة بأن الاشتباكات بين قبائل الصبيحة وميليشيات الحوثي وصالح ما زالت مستمرة في كل من جبل الخُزم غرب عقبة المنصورة وجبل نمان شرق العقبة ذاتها حيث تحاول الميليشيات العدوانية التقدم على مديرية المضاربة التابعة لمحافظة لحج قادمة من منطقة الوازعية التابعة لمحافظة تعز في محاولة بائسة منها للتقدم نحو العاصمة عدن عن طريق الالتفاف عبر طرق ترابية مرورًا بالمضاربة.
وأكد الزعوري بأن اشتباكات عنيفة تدور رحاها بين الطرفين على طول السلسلة الجبلية لجبل الخزم، ونمان، وجبل النجج غربا، وتستخدم الميليشيات القصف بالهاون والأسلحة الثقيلة من بعد، وكذا نشرت بعض القناصة أعلى قمة ذي عهده الصيباره شمال جبل الخزم.
وفي ذات السياق دعت قبائل الصبيحة التي تشارك في القتال والتصدي للميليشيات الجهات المختصة في قيادة المنطقة الرابعة مدها بالسلاح والتعزيزات اللازمة للوقوف أمام أي محاولة تقدم من قبل الميليشيات لأن إمكانياتها محدودة.
وحذرت الجهات المسؤولة من تجاهل الأحداث الدائرة هناك، فيما جددت المقاومة ورجال القبائل وفق الناطق الرسمي محمد الزعوري العهد والوفاء للوطن ولدماء للشهداء والجرحى الذين قدموا أرواحهم في سبيل العزة والكرامة والحرية وأنهم لن يفرطوا بشبر واحد من أراضيهم مهما كلفهم ذلك من تضحيات.
وحول تحرير جزيرة ميون وباب المندب قال الدكتور محمد الزعوري بأنه وفي عملية عسكرية خاطفة قامت بها المقاومة الجنوبية في الصبيحة بقيادة العميد أحمد عبد الله تركي، مسنودة بوحدات عسكرية من التحالف العربي وعناصر من المقاومة الجنوبية بعدن، كانت قد وصلت سابقًا واحتشدت في رأس العارة، والسقية، وبدأت القوة العسكرية هجومها الخاطف على دفاعات الميليشيات وقوات المخلوع صالح المتحصنة بجبال مضيق باب المندب عند الخامسة فجرًا انطلاقا من السقية في مديرية المضاربة، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة وتزامن ذلك الهجوم مع غارات جوية على التحصينات الدفاعية وعلى الآليات المدرعة التابعة للميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، مشيرًا أن المقاومة تجاوزت دفاعات العدو من خلال عملية التفاف ناجحة حول منطقة العرضي والسوادية، متمكنة من قطع خطوط الإمداد بين المواقع الدفاعية للعدو، مما جعلها عرضة لضربات المقاومة من اتجاهات مختلفة وهو ما سهل سقوط بقية المواقع حول باب المندب بوقت وجيز.
وعن تنفيذ عملية الالتفاف قال الزعوري بأن نخبة من أفراد اللواء الثالث حزم بقيادة العميد أحمد عبد الله تركي الصبيحي والمرابط في الشريط الساحلي بين مفرق عمران عدن وباب المندب مع حدود تعز هي من نفذت عملية تحرير باب المندب، موضحًا أنه وفي المواجهات العنيفة سقط العشرات من القتلى والجرحى الحوثيين، وتمكنت المقاومة من أسر أعداد كبيرة منهم.
ومن جانب المقاومة الجنوبية في الصبيحة سقط ثمانية شهداء بقذيفة هاون كانوا يحاولون إسقاط بعض المواقع في مدخل السوادية وأصيب ستة عشر جريحًا في أماكن مختلفة حول القناة.
وأشار الزعوري في حديث خاص مع «الشرق الأوسط» أنه وفي الوقت الذي كانت تشن فيه المقاومة هجومها على باب المندب، كانت هناك قوة أخرى من المقاومة الجنوبية تخوض الأمواج على متن زوارق بحرية وقوارب الصيد نحو جزيرة ميون الاستراتيجية والتي تقع بالقرب من الساحل الشرقي لباب المندب والتي تقترب منه بنحو 3 كيلومترات وتتحكم بالخط الملاحي الدولي والجزيرة عبارة عن سطح صخري مستوي السطح، وقد تمكنت المقاومة من إسقاطها والتمركز فيها والاستيلاء على كامل المعدات والآليات العسكرية فيها بعد معركة شرسة سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين.
وأردف بهذا الانتصار العظيم تكون المقاومة الجنوبية وقوات التحالف العربي قد تمكنت من تأمين قناة باب المندب والنأي بها بعيدًا من النفوذ الإيراني التي استخدمت الحوثيين لتعزيز نفوذها وسيطرتها على أهم المضايق البحرية الدولية الذي يربط الشرق والغرب كأهم طريق بحري للتجارة الدولية.
وعن تطورات المواجهات في الصبيحة خصوصًا القسم الشمالي من مديرية المضاربة في الشريط الحدودي مع محافظة تعز في عقبة المنصورة وهقره، وجبل الخزم الفاصلة بين الوازعية تعز ومديرية المضاربة التابعة لمحافظة لحج، أوضح الزعوري أن الحوثيين في الأسبوع الماضي كانوا قد تمكنوا من إسقاط الوازعية في محاولة منهم للتقدم نحو الشريط الساحلي في خور العيرة عبر طرق ترابية تمر في أراضي بعض قبائل الصبيحة، وهو الأمر الذي لم تسمح به هذه القبائل منها الاغبرة، والكعللة، والبوكره، والمشاولة التي وحدها العدوان بعد صراع ثأري امتد لسنوات طويلة، وتمكنوا من صد الهجوم بمساندة من طائرات التحالف العربي التي دكت مواقع وآليات المعتدين.
وما زالت المواجهات مستمرة في جبل الخزم غرب عقبة المنصورة وهقره، وجبل نمان شرق عقبة المنصورة، وتقوم الميليشيات بقصف عشوائي لمنازل المواطنين لإضعاف معنوياتهم، وقد أدى القصف لتدمير عدد كبير من المنازل في منطقة الأغبرة.
وأكد ناطق المقاومة الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» أن رجال القبائل تمكنوا من وقف تقدم الميليشيات وقتلوا عددا كبيرا منهم، كما تم أسر 25 من الحوثيين حتى اللحظة، مضيفًا في ظل هذه الانتصارات فإننا في الصبيحة نستشعر الخطر الكبير بوجود مساحات واسعة مفتوحة مع محافظة تعز لا يوجد من يحميها مطالبا في الوقت نفسه بالتحرك العاجل لتعزيز المقاتلين بالمعدات والأسلحة والمؤن، حيث إن إمكانيات المقاومة محدودة بحسب الزعوري وذلك في ظل غياب تام للسلطات الشرعية لمساعدة الأهالي للتصدي للعدوان وإغاثة النازحين والمدمرة منازلهم جراء القصف البربري لميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح داعيًا في ذات الصدد المنظمات الدولية بالقيام بواجبها الإنساني تجاه الصبيحة باعتبارها منطقة منكوبة على حد تعبيره.
إلى ذلك قالت مصادر في قيادة المقاومة الجنوبية بمدينة لودر بمحافظة أبين شمال شرقي عدن لـ«الشرق الأوسط» بأن إحدى الغارات التي نفذها طيران التحالف مساء أمس الأحد استهدفت منصة صواريخ تابعة للميليشيات الحوثية في منطقة (الغول) بمكيراس.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.