محلب في رحلة بحث عن وجوه بديلة لاستكمال حكومته

مراقبون: التراجع عن تكليف بعض المرشحين استجابة للانتقادات «بداية مبشرة»

المهندس إبراهيم محلب
المهندس إبراهيم محلب
TT

محلب في رحلة بحث عن وجوه بديلة لاستكمال حكومته

المهندس إبراهيم محلب
المهندس إبراهيم محلب

واصل أمس المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء المصري المكلف من الرئيس المستشار عدلي منصور بتشكيل الحكومة الجديدة، لقاءاته ومشاوراته لليوم الثاني على التوالي لاستكمال التشكيل الوزاري، وذلك وسط أجواء لا تخلو من حذر، وتراجع عن بعض الترشيحات المعلنة أول من أمس، ترافقها ملاحقة إعلامية محمومة، وعين ناقدة في الشارع المصري.
وبات لافتا حرص رئيس الوزراء المكلف على الاستجابة لملاحظات وانتقادات أبدتها بعض القوى على الترشيح الأولي لبعض الوزراء، وهو ما عده مراقبون ومحللون «بداية مبشرة» و«التزاما سريعا بالوعود» من محلب، الذي شدد في أكثر من تصريح على «ضرورة التواصل مع الناس»، وهو ما أكد عليه أكثر الوزراء المرشحين عقب لقائهم رئيس الوزراء.
وظهر ذلك جليا أمس في أكثر من مناسبة؛ أولاها عقب موقف أغلب المثقفين المصريين من ترشيح الدكتور أسامة الغزالي حرب لتولي حقيبة وزارة الثقافة، وحرب صحافي وكاتب سياسي شهير، ورئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار. وأصدر المثقفون بيانا يرفضون فيه هذا الترشيح وهددوا بتنظيم وقفة احتجاجية أمس أمام مقر مجلس الوزراء لتعديل الأمر، داعين إلى ضرورة اختيار وزير من داخل الجماعة الثقافية، وليس وزيرا من داخل الجماعة السياسية.
واستجاب رئيس الوزراء المكلف لهذا المطلب، واستقبل أمس عددا من المعنيين بالشأن الثقافي، من بينهم الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب، لكنه لم يحظ بتوافق المثقفين. ثم استقبل الفنان محمد صبحي، لكنه اعتذر عن تولي حقيبة الثقافة.
كما استقبل الدكتور سامح مهران، رئيس أكاديمية الفنون، في إشارة لإمكانية أن يتولى حقيبة الثقافة.
على الصعيد نفسه، ناشد المجلس الأعلى للجامعات، بالنيابة عن أعضاء هيئات التدريس والطلاب والعاملين بالجامعات، المهندس محلب بإعادة النظر في ترشيح الدكتور أشرف منصور، وزيرا للتعليم العالي، وذلك دعما لجهود المجتمع الجامعي في لم الشمل ودعم الاستقرار خلال الفترة المقبلة.
وعقد المجلس جلسة طارئة أمس، ناقش فيها ردود فعل أعضاء هيئات التدريس وبعض مجالس الأقسام والكليات، لافتا في بيان له إلى حالة من الاستياء والإحباط أصابت المجتمع الجامعي من ترشيح أشرف منصور لمنصب وزير التعليم العالي. وقال المجلس إن المرشح للمنصب ليس على علم ولا دراية بمشكلات الجامعات الحكومية التي تحتاج لأحد القيادات الجامعية التي لها خبرات كبيرة معايشة لواقع ومشكلات الجامعات والعمل الأكاديمي بها، وذلك حتى لا تتفاقم أوضاعها. وشغل منصور سابقا منصب رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية، وهي جامعة خاصة.
وفي إشارة للاستجابة لمطلبهم، استقبل رئيس الوزراء المكلف، الدكتور سيد عبد الخالق رئيس جامعة المنصورة لترشيحه لتولي وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي.
وتظاهر عمال مترو أنفاق القاهرة مطالبين بتغيير وزير النقل، في حكومة الدكتور حازم الببلاوي، الدكتور إبراهيم الدميري في الوزارة الجديدة. لكن مصادر مطلعة قالت إن «المهندس أسامة عقيل، المرشح البديل لتولي حقيبة وزارة النقل، اعتذر عن عدم قبوله المنصب».
وسادت حالة من التحفظ الشديد بين الأوساط القضائية بعد الإعلان عن ترشيح المستشار محفوظ صابر رئيس مجلس التأديب بمحكمة استئناف القاهرة، لتولي حقيبة وزارة العدل خلفا للمستشار عادل عبد الحميد، وذلك اعتراضا على أن تغيير الوزير جاء بعد اتهامات المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات له بالحصول على مكافآت مالية من جهاز تنظيم الاتصالات، وجرى تبرئة وزير العدل منها، وهو ما يؤكد أن التغير جاء إرضاء لـ«جنينة». وفي محاولة لتدارك هذا الغضب، قرر المهندس إبراهيم محلب المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة استبعاد «محفوظ» من هذا الترشيح، واختار آخر لم يجر الإفصاح عن اسمه حتى الآن.
وترددت أنباء عن ملف مخالفات أرسله الدكتور محمد عبد المطلب، وزير الموارد المائية والري في الحكومة المستقيلة، المستبعد من التشكيل الجديد، يشمل عدة مخالفات ارتكبها وزير الري المرشح طارق حنفي قطب، حينما كان يشغل مساعد أول وزير الموارد المائية والري منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مما أطاح به من قائمة المرشحين لمناصب حكومية في الحكومة الجديدة. وقال مصدر مسؤول إن «محلب فوجئ بمظروف مغلق يصل إليه من عبد المطلب يحوي مخالفات الوزير المرشح فتراجع عن ترشيحه». وبناء عليه بدأ رحلة البحث عن مرشح بديل لحقيبة الري.
وكلف محلب كلا من الدكتورة ليلى إسكندر بالاستمرار في منصبها وزيرة للبيئة، ليرتفع بذلك عدد الوزراء المستمرين في التشكيل الجديد من حكومة الدكتور حازم الببلاوي إلى 15 وزيرا، بالإضافة إلى بقاء وزيري الخارجية والدفاع في منصبيهما، كما جرى تكليف الدكتور مصطفى مدبولي متولي بحقيبة وزارة الإسكان. كما التقى محلب مساعد وزير الاستثمار الأسبق إبراهيم العشماوي مرشحا لوزارة الصناعة بعد ضم شركات قطاع الأعمال لها.
وأشارت المصادر إلى أنه من المنتظر أن تحلف الحكومة الجديدة بكامل وزرائها اليمين الدستورية غدا (السبت)، أمام المستشار عدلي منصور.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.