البنك الدولي: حجم الديون الروسية قد يصل إلى 116 % وقد يقفز إلى 250 %

رسم صورة قاتمة عن اقتصاد البلاد ومستقبله

استمرار أزمة الميزانية في روسيا ستعني ارتفاع نسبة الفقر في البلاد (غيتي)
استمرار أزمة الميزانية في روسيا ستعني ارتفاع نسبة الفقر في البلاد (غيتي)
TT

البنك الدولي: حجم الديون الروسية قد يصل إلى 116 % وقد يقفز إلى 250 %

استمرار أزمة الميزانية في روسيا ستعني ارتفاع نسبة الفقر في البلاد (غيتي)
استمرار أزمة الميزانية في روسيا ستعني ارتفاع نسبة الفقر في البلاد (غيتي)

أصدر البنك الدولي أمس تقريرًا عرض فيه التوقعات الأساسية للاقتصاد الروسي، أشار فيه إلى احتمال نمو حجم الدولة الروسية وتحولها إلى واحدة من أكبر التي ترزح تحت الديون في العالم. وجاء في التقرير أن حجم الديون الروسية قد يصل في ظل الظرف الراهن حتى 116 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، بينما سيتجاوز 250 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي إذا ساءت الظروف أكثر من ذلك. وبالنسبة للمواطنين فإن استمرار أزمة الميزانية ستعني ارتفاع نسبة الفقر في البلاد.
ويضع خبراء البنك الدولي في تقريرهم توقعات سلبية للاقتصاد الروسي عام 2015، إذ يرون أن الناتج المحلي الإجمالي لن يتراجع بنسبة 2.7 في المائة كما أشارت توقعات أبريل (نيسان)، بل بنسبة 3.8 في المائة. يُذكر أن خبراء البنك الدولي عدلوا تقريرهم الحالي بعد تراجع سعر صرف العملية الوطنية الروسية (الروبل).
لاحقًا، يضع التقرير توقعات حول الناتج المحلي الإجمالي آخذًا بالحسبان ارتفاع أو هبوط أسعار النفط، إلا أنه في كلتا الحالتين، حتى مع التوقعات الأكثر إيجابية، لم يتغير أي شيء بالنسبة لمستويات الفقر ويبقى أن عام 2015 سيشهد ارتفاع نسبة الفقر في البلاد. وإذا كان معدل الفقر عام 2014 قد بلغ 11.2 في المائة، حين بلغ عدد المواطنين بدخل أدنى من متوسط المستوى المعيشي 16.1 مليون مواطن، فإن هذا المعدل سيقفز في العام الحالي فوق 14 في المائة، وسيجني 20.1 مليون مواطنًا دخلاً أقل من متوسط المستوى المعيشي. وفي وقت سابق ذكرت هيئة الإحصاء الروسية، أن معدل الفقر خلال النصف الأول من عام 2015 قد بلغ 15 في المائة.
استنتاج آخر سلبي يتوصل إليه خبراء البنك الدولي في تقريرهم حول الاقتصاد الروسي، حيث يحذرون من احتمال أن تصبح الدولة الروسية محملة بالديون الضخمة، الأمر الذي قد ينشأ نتيجة تقليص الدخل من المواد الخام (النفط - الغاز) والتحول الاضطراري نحو الاقتصاد غير النفطي، فضلاً عن العامل الديموغرافي أي تراجع عدد السكان من الفئات العمرية القادرين على العمل، وارتفاع عدد المتقاعدين. سيؤدي هذا كله حسب التقرير إلى تغيير في بنية الميزانية، وزيادة الإنفاق على الرعاية الصحية، وزيادة الدعم لكبار السن في ظل الظروف السلبية.
إلا أن بعض الخبراء الروس لم يتفق مع كل ما جاء في تقرير البنك الدولي. إذ يرى المحلل الاقتصادي ألكسندر بوتافين أن هذه التوقعات قد تكون واقعية في حال حافظت أسعار النفط على مستواها المتدني الحالي خلال السنوات العشر القادمة. ويأتي هذا التقرير في الوقت الذي لا تزال فيه الحكومة الروسية تبحث عن مصادر لسد الفجوات في الميزانية لعام 2016، دون اللجوء إلى صندوق الاحتياطي، وعدم هدر أصول بنك الرفاه الوطني. وكان هناك اقتراح بتعديل الضريبة على الإنتاج النفطي، إلا أن الحكومة لم تتبنَّ هذه الخطة تحت ضغط الشركات النفطية الروسية.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.