عصائب «أهل الحق» تخطف 80 مواطنًا بين كركوك وبغداد

عضو في البرلمان: زادت معدلات الخطف وسنحقق مع وزير الداخلية

عصائب «أهل الحق» تخطف 80 مواطنًا بين كركوك وبغداد
TT

عصائب «أهل الحق» تخطف 80 مواطنًا بين كركوك وبغداد

عصائب «أهل الحق» تخطف 80 مواطنًا بين كركوك وبغداد

كشف عضو في لجنة الأمن والدفاع بمجلس النواب العراقي أن الشهرين الماضيين شهدا اختطاف 80 مواطنا على الطريق الرابط بين كركوك وبغداد، مبينا أن الموطنين المختطفين هم من الكرد والعرب والتركمان.
وأكد مسؤول في نقابة سواق قضاء طوزخرماتو (جنوب كركوك) أن ميليشيات عصائب أهل الحق الشيعية هي المسؤولة عن اختطاف المواطنين، وأن المواطنين الكرد والسنة المتوجهين من إقليم كردستان وكركوك إلى بغداد يتعرضون لشتى أنواع الاعتداءات من قبل هذه الميليشيات التي تسيطر على هذا الطريق منذ أكثر من عام.
وقال النائب الكردي هوشيار عبد الله، عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، لـ«الشرق الأوسط» بأنه بلغ عدد الذين اختطفوا خلال الشهرين الماضيين على الطريق الرابط بين محافظتي كركوك وبغداد أكثر من 80 مواطنا من الكرد والعرب والتركمان، وهناك إحصائيات غير رسمية تتحدث عن اختطاف نحو 40 شخصا أيضا داخل بغداد منذ بداية سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأضاف بقوله «ازدادت معدلات الخطف مرة أخرى خلال الآونة الأخيرة، لذا قررنا في لجنة الأمن والدفاع النيابية استدعاء وزير الداخلية العراقي إلى اللجنة لغرض التحقيق في هذا الموضوع»، مضيفا أن تحديد الجهات التي تقف وراء هذه الحوادث ليس سهلا، وأن تلك الحوادث تمثل تحديا للدولة من ناحية الملف الأمني، وعن مصير هؤلاء المختطفين، مضيفا أن بعض هذه العصابات تطلب مبالغ مالية من ذوي المختطفين مقابل إطلاق سراحهم، فيما قتل قسم آخر من المختطفين على يد هذه العصابات.
وقال شهود عيان بأن ميليشيات الحشد الشعبي سيطرت على الطريق الدولي الرابط بين كركوك وبغداد بداية سبتمبر من العام الماضي 2014 بعد استعادتها السيطرة على بلدة سليمان بك التابعة لمحافظة صلاح الدين شمال بغداد، وبدأت بمضايقة المواطنين الكرد والعرب والتركمان السنة القادمين من إقليم كردستان ومحافظة كركوك وقضاء طوزخرماتو المتنازع عليهما ومنعهم من المرور إلى بغداد.
إلى ذلك قال مسؤول سواق الخط الرابط بين قضاء طوزخرماتو ومحافظة بغداد، صبحي كريم بأنه تعرض مواطنو إقليم كردستان ومحافظة كركوك من الكرد والعرب والتركمان السنة لاعتداءات الميليشيات التابعة لعصائب الحق المسيطرة على ذلك الطريق منذ أكثر من عام من الآن.
وأضاف أنها اختطفت قبل مدة سائقا كرديا من كركوك مع سيارته الأجرة التي كان يعمل بها على هذا الخط، كما تم اختطاف سائق آخر تركماني مع سيارته، مشيرا إلى أن المواطنين الأكراد بدأوا لا يتوجهون إلى بغداد خشية اختطافهم من قبل تلك الميليشيات.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.