تتسارع الأحداث في الميدان السوري بشكل غير مسبوق منذ اندلاع الأزمة في مارس (آذار) 2011، فبعد ساعات من إعلان روسيا انطلاق عملياتها العسكرية في الأجواء السورية، تقاطعت المعلومات حول استعداد القوات البرية التابعة والحليفة للرئيس السوري بشار الأسد لاستثمار الغارات الروسية في عمليات عسكرية ميدانية تنطلق من شمال غربي سوريا.
وفي حين نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر لبنانية مطلعة أن مئات من القوات الإيرانية البرية وصلت إلى سوريا منذ نحو عشرة أيام للمشاركة في عملية برية في الشمال السوري سيشارك فيها حزب الله أيضا، يواكبها الطيران الحربي الروسي، قالت مصادر معنية بالمستجدات من جهة حزب الله والنظام السوري إن «دخول قوات إيرانية إلى سوريا للمشاركة في العمليات البرية إلى جانب حزب الله والجيش السوري وقوات الدفاع الوطني بالتنسيق المباشر مع الطيران الحربي الروسي (أمر طبيعي) مع انطلاق العمل العسكري لموسكو في الأجواء السورية»، لافتة إلى أن «الروس لم يأتوا للاستعراض، بل لتنفيذ مهمات منسقة وفق مفاهيم عسكرية واضحة من دون قيود أو سقوف تحد من تحركهم». وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»: «هناك غرفتا عمليات لتوزيع الأدوار وتنسيق المهام بين الحلفاء، الأولى مهمتها أمنية - استطلاعية للمنطقة وتعتمد بشكل مباشر على شبكة الأقمار الاصطناعية الروسية، والثانية غرفة العمليات الموجودة في دمشق لإدارة العمليات داخل سوريا وتوزيع الأدوار وتنسيقها».
وكشفت المصادر أن العمليات المرتقبة والمنسقة بين النظام وحلفائه والطائرات الروسية «ستنطلق من الغرب نحو الشرق وستبدأ من الشمال الغربي وبالتحديد في مناطق جسر الشغور - حماه – حمص، شمال دمشق، ليتشكل بذلك سد ناري متحرك»، مرجحة أن يكون العمل العسكري «سريعا، خاصة أن ما بين 350 إلى 400 ألف مقاتل ينتشرون على الأراضي السورية لاستثمار الغارات الروسية». وتتطابق المعلومات التي كشفتها المصادر مع حديث العميد الركن أحمد رحال، ابن مدينة اللاذقية المنشق عن النظام السوري عن «حشود إيرانية في منطقة سهل الغاب من ناحية حماه، وبالتحديد في معسكر (اللواء 47) الذي بات بالكامل تحت السيطرة الإيرانية، بمقابل سيطرة الروس على نادي الفروسية في حماه، ووجود مئات العناصر من حزب الله في المنطقة وأكثر من 3 آلاف مرتزق أفريقي». وقال رحال لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تنسيق كامل بين إيران وحزب الله وروسيا ونظام الأسد في العمليات الحاصلة والمرتقبة والتي تهدف بشكل أساسي للحفاظ على مواقع النظام وعلى حدود الدولة العلوية». ورجّح رحال أن تنطلق أولى العمليات المنسقة لهذا التحالف في سهل الغاب وجسر الشغور، متحدثا عن «تحضيرات كبيرة جدا تعتمد على خطط معدة مسبقا وضعتها موسكو». وأضاف: «في الساعات الماضية استهدفت الطائرات الروسية مستودعات صواريخ (تاو) الخاصة بالجيش الحر ومقرات قيادة الفصائل».
وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «تحالف روسيا - حزب الله - إيران - النظام السوري، يستعد لشن عمليات كبيرة في منطقة الساحل والمنطقة الوسطى، كما في حلب، بهدف إبعاد مقاتلي المعارضة عن مناطق سيطرة النظام».
ولفت أمس إلى دخول الأكراد على الخط لطرح أنفسهم على أنهم إحدى الأذرع الميدانية للروس داخل سوريا؛ إذ دعت وحدات الحماية الكردية موسكو إلى تقديم الدعم العسكري والسلاح لها، والتنسيق معها ضد تنظيم داعش، إضافة إلى استهداف مواقع «جبهة النصرة» في سوريا.
وصول مئات العناصر الإيرانية وأخرى سورية تدربت في موسكو
مصادر : 350 إلى 400 ألف مقاتل ينتشرون على الأراضي السورية لاستثمار الغارات الروسية
وصول مئات العناصر الإيرانية وأخرى سورية تدربت في موسكو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة