المغرب يشهد اليوم انتخاب مجلس المستشارين

التنافس على أشده بين «العدالة والتنمية» و«الأصالة والمعاصرة»

المغرب يشهد اليوم انتخاب مجلس المستشارين
TT

المغرب يشهد اليوم انتخاب مجلس المستشارين

المغرب يشهد اليوم انتخاب مجلس المستشارين

تجري في المغرب اليوم عملية انتخاب أعضاء مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، التي تسعى لانتخاب 120 مستشارا، وفق مقتضيات دستور 2011، عوض 270 مستشارا، الذي كان معتمدا في ظل الدستور السابق.
وتتبارى ثمانية أحزاب في مجلس النواب (الغرفة الأولى) من أجل الظفر بـ72 مقعدا برلمانيا، يمثلون الجماعات الترابية(البلديات) وينتخبون على صعيد الجهات (المناطق) والأقاليم والعمالات (المحافظات).
ويتوقع أن يشتد الصراع بين حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، متزعم التحالف الحكومي، وحزب الأصالة والمعاصرة المعارض للظفر بأكبر عدد من المقاعد في الغرفة التشريعية الثانية.
وترجح نتائج الانتخابات المتعلقة بالجهات والأقاليم والعمالات كفة حزب الأصالة والمعاصرة لنيل المرتبة الأولى خلال هذه الاستحقاقات، بيد أن بعض التكهنات تجعل حزب العدالة والتنمية أكبر المستفيدين من انتخابات اليوم، حيث يتوقع أن يحقق طفرة كبيرة بعدما لم يكن يتوفر خلال الولاية التشريعية المنتهية على أي مستشار برلماني.
في سياق متصل، يقترع كبار ناخبي الغرف المهنية المتمثلة في غرف الفلاحة، والتجارة والصناعة والخدمات، والصناعة التقليدية، والصيد البحري، لانتخاب 20 عضوا بمجلس المستشارين. وتذهب كل الترجيحات لفائدة مهنيي حزب الأصالة والمعاصرة للحصول على نسبة مهمة من المحاصصة، المخصصة لتمثيلية الغرف المهنية، فيما يتوقع أن يحتل حزب الاستقلال المعارض المرتبة الثانية.
وتعرف انتخابات مجلس المستشارين لأول مرة في تاريخ البرلمان المغربي اختيار ممثلي هيئة رجال الأعمال في المجلس، حيث خصص لها القانون التنظيمي لانتخاب أعضاء مجلس المستشارين ثمانية أعضاء، تنتخبهم في كل جهة هيئة ناخبة، تتألف من المنتخبين في المنظمات المهنية للمشغلين الأكثر تمثيلية.
في نفس السياق، سيخوض أكثر من 30 اتحادا عماليا سباقا محموما لانتخاب 20 من أعضاء مجلس المستشارين.
يذكر أن انتخابات مجلس المستشارين تجري عن طريق الاقتراع باللائحة وبالتمثيل النسبي، على أساس قاعدة أكبر بقية، ومن دون استعمال طريقة مزج الأصوات والتصويت التفاضلي. غير أن الانتخاب يباشر بالاقتراع الفردي وبالأغلبية النسبية في دورة واحدة، إذا تعلق الأمر بانتخاب مستشار واحد في إطار هيئة ناخبة معينة.
وتتنافى العضوية في مجلس المستشارين مع صفة عضو في المحكمة الدستورية، أو في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، كما تتنافى مع رئاسة مجلس جهة، ومع أكثر من رئاسة واحدة لغرفة مهنية أو لمجلس جماعة (بلدية)، أو مجلس عمالة أو إقليم (محافظة)، أو مجلس مقاطعة جماعية، أو مجموعة تؤسسها جماعات ترابية.
ويمكن للمغاربة المقيمين في الخارج أن يقدموا ترشيحاتهم للانتخابات برسم الهيئات الناخبة التي ينتمون إليها، غير أنه لا يؤهل للترشح كل مغربية أو مغربي مقيم بالخارج، يتولى مسؤولية حكومية أو انتدابية أو عمومية ببلد الإقامة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».