وعد جيريمي كوربن، الزعيم اليساري الجديد لحزب العمال البريطاني، في خطابه أمس، باتخاذ القرارات استنادا إلى المشورة، لكن المنتقدين والمعارضين يقولون إنه منهج قد يحدث حالة من الارتباك بشأن سياسة الحزب، وقد يعمق انقساماته الداخلية.
وقال كوربن، في خطابه أمام المؤتمر السنوي للحزب بمدينة برايتون، الواقعة في جنوب بريطانيا، إنه سيخلق «ثورة سياسية في المملكة المتحدة»، وإن «الزلزال السياسي» الذي سيقوده يمكن أن «يغير الطريقة التي تشتغل بها السياسة البريطانية». وتابع كوربن موضحا «رغم أن الشعب البريطاني لا يحتاج أن يقبل الفرص الضيقة المخصصة له، ويمكنه أن يغير طلباته من الحكومة». وأضاف كوربن «أرفض أي اتجاهات للزعامة.. وأنا لا أرى أن هناك من يحتكر الحكمة. فكل واحد منا يملك أفكارا ورؤية للطريقة التي يمكن أن تسير بها الأمور بشكل أفضل. أريد نقاشا مفتوحا، وسأنصت للجميع، لأنني أعتقد بقوة أن الزعامة هي الإنصات».
وأعرب الزعيم الجديد أن حزبه «سيقف متحدا»، وتعهد بسن «سياسة تكون أكثر لطفا في البلاد». كما أكد على وطنيته وقال لمؤيديه «لا تقبل على الظلم.. قف ضد التحيز، ودعونا نبن سياسة لطيفة في المملكة المتحدة.. دعونا نُعل قيمنا وقيم الشعب»، موضحا أنه يريد أن «يخلص بريطانيا من الظلم»، وأن يضمن استفادة جميع المواطنين من الرخاء.
إلا أن بعض الشخصيات في الحزب تخشى أن يسبب هذا المنهج حيرة الناخبين بشأن ما يمثله الحزب قبل الانتخابات المحلية والإقليمية المقررة في مايو (أيار) المقبل، والتي ستكون الاختبار الانتخابي الكبير الأول لكوربن.
من جهة أخرى، أعرب كوربن عن أنه «يعارض إنفاق مائة مليار جنيه إسترليني (150 مليار دولار) مرة أخرى لتحديث أسلحة الردع النووية البريطانية»، وقال إنه «يرغب في صدور قرار جديد من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن سوريا».
وانتخب كوربن البرلماني المخضرم زعيما للعمال هذا الشهر، وقد تعهد بعد انتخابه بزيادة مشاركة أعضاء الحزب في وضع سياسات البلاد، وتجنب أسلوب المركزية الذي كان متبعا خلال العقود الأخيرة. وقد فاز بدعم أكثر من قرابة 60 في المائة من أعضاء الحزب وأنصاره، لكنه حصل على تأييد نسبة أقل من نواب العمال البالغ عددهم 230 نائبا.
ورغم تصريح المعتدلين في حزب العمال بأنهم سيحترمون تفويض كوربن، تظل هناك عدة مجالات سياسية تتباين فيها مواقفه مع مواقف الكثير من نواب الحزب، ومنها تجديد برنامج الردع النووي البريطاني «ترايدنت»، وعضوية البلاد في حلف شمال الأطلسي.
من جانبه، أوضح المتحدث باسم حزب العمال في الشؤون المالية جون مكدونيل، أول من أمس، أن أفكار كارل ماركس، مؤلف كتيب «بيان الحزب الشيوعي»، بدأت تروج من جديد وتعتمد كطريقة حاسمة لتحليل الأسس الرأسمالية في الاقتصاد الغربي الحديث.
وأضاف مكدونيل اليساري المتشدد، الذي يؤيد إعادة تأميم البنوك وفرض ضرائب على الثروات، لـ«راديو هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي): «إذا نظرتم إلى أغلب المؤسسات التي تقوم بتدريس الاقتصاد، فسترون أن ماركس عاد للرواج من جديد، لأن الناس عادوا لاستخدام تحليله لأساسيات كيفية عمل النظام».
زعيم حزب العمال البريطاني يتعهد بإعطاء السلطة للشعب لتغيير سياسة البلاد
كوربن قال إنه يريد أن يخلص بريطانيا من الظلم.. ويضمن استفادة الجميع من الرخاء
زعيم حزب العمال البريطاني يتعهد بإعطاء السلطة للشعب لتغيير سياسة البلاد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة