انتقد بابا الفاتيكان بشدة القوى العالمية في مجلس الأمن لفشلهم في الاتفاق على تحقيق انتقال سلمي في الدول التي تعاني من الحروب في منطقة الشرق الأوسط. وأعرب عن استنكاره لما وصفة بالكارثة في عجز المجتمع الدولي في العثور على إجابات وافية لأزمات الشرق الأوسط.
وقال البابا فرنسيس: «الآثار السلبية للتدخلات العسكرية والسياسية تعطي أدلة دامغة أنه لا يوجد تنسيق بين أعضاء المجتمع الدولي وأجدد مناشدتي فيما يتعلق بالوضع المؤلم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول أخرى حيث يعاني المسيحيون والجماعات العرقية الأخرى والمسلمون الذين يرفضون الكراهية والحماقة، من مشاهدة تدمير لأماكن عبادتهم وأماكن التراث الثقافي والديني وتدمير منازلهم وممتلكاتهم».
وأضاف «هذه دعوة لمراجعة ضمائر القائمين على تسيير الشؤون الدولية في كل حالات الصراع في أوكرانيا وفي سوريا والعراق وليبيا وجنوب السودان ومنطقة البحيرات الكبرى وتقديم المصالح الإنسانية على المصالح الحزبية». وشدد بابا الفاتيكان على أهمية حشد الجهود لمنع مزيج من العنف المنهجي ضد الأقليات العرقية والدينية.
وتحدث بابا الفاتيكان، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة صباح الجمعة باللغة الإسبانية أمام جمع كبير من زعماء العالم، مكررا موقفه من حماية البيئة ومساعدة الفقراء وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية ومكافحة تجارة المخدرات واستغلال الأطفال. وتحدث عن عمليات غسل الأموال ووصفها بأنها نوع آخر من الحرب. وحذر البابا من مخاطر السعي لتحقيق ازدهار مادي والتعطش للسلطة في الاعتداء على البيئة وتوزيع غير عاجل للموارد، داعيا قادة العالم إلى بذل الجهود لإنهاء الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي.
وأعرب بابا الفاتيكان عن قلقه من انتشار الأسلحة النووية مبديا مساندته للاتفاق النووي مع إيران قائلا إنه «دليل على تحقيق إرادة سياسية جديدة». وقال البابا «الاتفاق الأخير الذي تم التوصل إليه بشأن المسألة النووية في منطقة حساسة من آسيا والشرق الأوسط هو دليل على إمكانيات تحقيق إرادة سياسية جيدة وأود أن أعرب عن أملي في أن يكون هذا الاتفاق دائما وفعالا ويعطي الثمار المطلوبة من تعاون جميع الأطراف المعنية».
وشدد البابا فرنسيس على الحاجة الماسة للعمل من أجل عالم خال من الأسلحة النووية، وقال إن «المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة تنص على السلام والحل السلمي للنزاعات وتنمية العلاقات الودية بين الأمم لكن ما نراه من انتشار مستمر للأسلحة خاصة أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية تشكل خطرا على تدمير البشرية جميعها وتتناقض مع الإطار الكامل للأمم المتحدة وهناك حاجة ملحة للعمل من أجل عالم خال من الأسلحة النووية والتطبيق الكامل لمعاهدة عدم الانتشار النووي نصا وروحا بهدف الوصول إلى حظر كامل لهذه الأسلحة».
وكرر البابا موقفه من الإجهاض والحق في الحياة في جميع مراحلها وحث المؤسسات المالية في العالم لضمان أن البلدان النامية لا تخضع لنظم قمعية تؤدي إلى مزيد من الفقر والإقصاء. ودعا قادة العالم إلى تعزيز تعليم الفتيات ووضع حد لتدمير التنوع البشري الذي يهدد بقاء الجنس البشري.
وشارك بابا الفاتيكان مع عدد من قادة الجالية الإسلامية واليهودية في نيويورك في صلاة خاصة لإحياء ذكرى ضحايا هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، ووضع زهورا أمام النصب التذكاري الذي تحمل أسماء الضحايا وصافح بعض أهالي الضحايا. كما أرسل تعازيه للمملكة العربية السعودية في وفاة عشرات الحجاج.
ويأتي خطاب البابا أمام الأمم المتحدة بعد يوم واحد من خطابه التاريخي أمام الكونغرس الأميركي دعا البابا فرنسيس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى ضرورة التوصل لاتفاق عالمي لمكافحة الفقر وإنهاء الحروب ومكافحة التغيير المناخي وتخفيف القيود على استقبال المهاجرين الأجانب. وانتقد القوى العالمية التي تضع المصالح السياسية فوق كل شيء في معالجة المعاناة الإنسانية في الشرق الأوسط.
وللمرة الأولي رفع علم الفاتيكان فوق مقر الأمم المتحدة كدولة مراقب غير عضو وذلك بعد طلب تقدم به الوفد الفلسطيني لرفع أعلام الدول المراقبة غير الأعضاء (وهما علم فلسطين وعلم دولة الفاتيكان).
بابا الفاتيكان يشارك قادة الجاليات الإسلامية واليهودية في صلاة لضحايا هجمات سبتمبر في نيويورك
انتقد فشل مجلس الأمن في وقف الصراعات في الشرق الأوسط
بابا الفاتيكان يشارك قادة الجاليات الإسلامية واليهودية في صلاة لضحايا هجمات سبتمبر في نيويورك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة