أدى الرئيس عبد ربه منصور هادي، صلاة عيد الأضحى المبارك أمس بباحة فندق القصر، مقر الرئاسة والحكومة المؤقت، بمدينة عدن جنوب اليمن، بحضور رئيس الوزراء خالد بحاح، وعدد من وزراء الحكومة، إلى جانب عدد من المسؤولين العسكريين والمدنيين، وشخصيات سياسية واجتماعية في محافظات عدن ولحج وأبين والضالع.
وقام الرئيس اليمني عقب الصلاة بزيارة تفقدية إلى مستشفى المصافي بعدن، وكان في استقباله لدى وصوله مدير المستشفى وعدد من الإداريين ورؤساء الأقسام والأطباء والممرضون في المستشفى.
وزار رئيس الجمهورية الجرحى والمصابين في أقسام الجراحة والعظام والرقود، واطمأن على صحتهم وتلمس احتياجاتهم وتبادل معهم التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وأكد رئيس الجمهورية أن من أولويات الحكومة علاج الجرحى والمصابين ورعاية أسر «الشهداء» الذين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن النساء والأطفال، مشيدًا بدورهم البطولي الذي سطروه في مختلف المعارك وتمكنهم من تحرير مدينة عدن من الميليشيا الانقلابية التي عاثت في الأرض فسادًا وقتلت النساء والأطفال، وشردت المدنيين، ودمرت المؤسسات العامة والخاصة والبنى التحتية بطريقة هستيرية.
ووجه رئيس الجمهورية طاقم المستشفى بالاهتمام الكبير بالجرحى وتقديم الرعاية الطبية لهم حتى يتمكنوا من تجاوز هذه المرحلة، متمنيًا للجرحى الشفاء العاجل والعودة إلى أهلهم وهم في صحة جيدة.
وشملت جولة هادي التفقدية زيارة إلى ميناء الزيت، الواقع في مدينة البريقة، وأطلع رئيس الجمهورية على نشاط الميناء في استقبال المشتقات النفطية، واستمع من المسؤولين في الميناء عن حجم الأضرار التي لحق به جراء الحرب الظالمة التي شنتها ميليشيات الحوثي وصالح ضد المدنيين والمصالح الحكومية في محافظة عدن وغيرها من المحافظات.
وكان الرئيس هادي قال في خطاب بمناسبة العيد إن القوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي على وشك حسم معركة دحر جماعة الحوثي وصالح، مما سيفتح الباب إلى الاحتفال بـ«اليمن الاتحادي الجديد».
وأضاف غداة عودته من السعودية إلى عدن، مساء الثلاثاء الماضي: «اليوم نحن عدنا، وغدًا سنكون في صنعاء وفي تعز وفي مأرب وفي الحديدة وفي شبوة وفي صعدة.. غدًا سنحتفل باليمن الاتحادي الجديد حرًا مستقرًا أبيًا».
وهاجم هادي في خطاب، عشية عيد الأضحى، أمس، ميليشيات الحوثي وأتباع صالح التي أبت إلا أن تقف عائقا في طريق تحقيق حلم اليمنيين، فانقلبت على العملية السياسية ومخرجات الحوار الوطني وأسقطت الدولة، وفق خطابه الذي نشرته وكالة «سبأ» الرسمية الموالية للسلطة الشرعية.
وشكلت عودة الرئيس هادي، وقبله نائبه بحاح إلى عدن رافعة قوية لمعنويات المقاتلين في صفوف الجيش الوطني والمقاومة، ولليمنيين الذين عاشوا وما زالوا يخوضون حربًا ضارية مع ميليشيات الحوثي وصالح.
وفي سياق متصل بالأوضاع الخدمية المختلفة، قام الرئيس هادي بزيارة تفقديه إلى مؤسسات حكومية عدة، منها زيارة محطة الحسوة لتوليد الكهرباء، بمدينة الشعب، شمال عدن، وذلك للاطلاع عن كثب ومعرفة أسباب الأزمة في توليد الطاقة في عدن والمحافظات المجاورة المتحررة من ميليشيات الحوثي وصالح.
وخلال الزيارة هنأ الرئيس هادي كل العاملين في محطة الكهرباء بمدينة الشعب بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، واستمع إلى شرح حول طاقة المحطة وقدرتها التوليدية من قبل مدير المحطة أصغر محمد حنيف والمهندسين والفنيين والمختصين بالمحطة.
وأبدى رئيس الجمهورية ارتياحه لدى زيارته لغرفة التحكم رغم الوضع الاستثنائي الذي تمر به المحطة، خاصة، والوطن بشكلٍ عام، مشيرا إلى أن الظروف التي يمر بها الوطن ستنفرج في القريب العاجل وفي مختلف المستويات.
وثمّن رئيس الجمهورية الجهود التي يبذلها القائمون على المحطة والفنيون والعمال لما من شأنه العمل على توفير القدرة التوليدية الكافية لمحافظة عدن والمحافظات المجاورة لها خاصة في مثل هذه الظروف الراهنة والصعبة التي تشهدها المحطة، جراء الأعمال التخريبية التي تسببت بها الميليشيا الحوثية وصالح الانقلابية، وما أحدثته من دمار وأضرار في المؤسسات الحكومية، بينها مؤسسة الكهرباء.
ووجه الجهات المختصة بتذليل كل الصعوبات لاستقرار الخدمات الكهربائية واحتياجات البنى التحتية التي طالها الدمار والخراب من قبل الميليشيا الانقلابية.
وقدم مدير المحطة أصغر حنيف شرحًا إضافيًا على واقع المحطة والجهود المبذولة لرفع الطاقة الحالية من 50 ميغا إلى 74 ميغا خلال الساعات المقبلة بعد إدخال الغلاية اليوم إلى الخدمة.
وقال مصدر في مؤسسة الكهرباء لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس هادي اجتمع بالمسؤولين في الهيئة العامة للإدارة بالمحطة والإدارة العامة لمؤسسة الكهرباء، الذين ناقش معهم الحلول الممكنة التي من شأنها تشغيل كل المحطات وإعادة الصيانة الكلية للمحطة الرئيسية الحسوة.
وعلى صعيد آخر، قدم قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء أحمد سيف اليافعي استقالته من منصبه في قيادة المنطقة، وذلك احتجاجًا على عدم حصول المقاومين والعسكريين وأسر الشهداء والجرحى في المنطقة على مستحقاتهم أسوة بالمناطق العسكرية الست.
وأشار اليافعي في خطاب الاستقالة إلى الرئيس هادي، وتلقت «الشرق الأوسط» أن العسكريين والمقاومين في المناطق العسكرية الست يتسلمون مرتباتهم، باستثناء المقاومين والعسكريين بالمنطقة العسكرية الرابعة.
وأضاف أن أسر «الشهداء» والجرحى في المناطق العسكرية الست يتسلمون مستحقاتهم باستثناء «شهداء» وجرحى المنطقة العسكرية الرابعة، منوها بأنه تحدث كثيرا في هذه القضية، دونما إقناعه بمبررات موضوعية تستوجب مساواة المنطقة العسكرية الرابعة بالمناطق العسكرية الأخرى.
وأكد أنه لم يرد تقديم استقالته والرئيس هادي في الخارج، مفضلا تحمل المسؤولية إلى أن عادت الحكومة والرئاسة إلى عدن، تاركا المهمة للرئاسة كي تعالج المشكلة، متمنيا لها النجاح وقبول استقالته من منصبه كقائد للمنطقة العسكرية الرابعة.
هادي يؤدي صلاة العيد في عدن.. ويزور جرحى الجيش والمقاومة ويتفقد ميناء الزيت
قائد المنطقة العسكرية الرابعة يقدم استقالته للرئيس اليمني
هادي يؤدي صلاة العيد في عدن.. ويزور جرحى الجيش والمقاومة ويتفقد ميناء الزيت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة