رئيس الاستخبارات الأميركية السابق يعترف بتسليم أسرار لعشيقته

رئيس الاستخبارات الأميركية السابق يعترف بتسليم أسرار لعشيقته
TT

رئيس الاستخبارات الأميركية السابق يعترف بتسليم أسرار لعشيقته

رئيس الاستخبارات الأميركية السابق يعترف بتسليم أسرار لعشيقته

قدم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أيه" الجنرال ديفيد بترايوس السابق وجنرال الجيش المتقاعد، اعتذارا علنيا غير معتاد للكونغرس يوم أمس (الثلاثاء)، لتبادل معلومات سرية مع كاتبة سيرته الذاتية وعشيقته بولا بوردويل، قائلا انها "انتهاك للثقة."
ظهر بترايوس أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، في أول شهادة علنية له للمشرعين منذ استقالته كمدير لوكالة المخابرات المركزية، قائلا انها "أتت على تشويه سمعتي وآلمت المقربين مني"، وعن تبادل المعلومات مع عشيقته بولا برودويل أكد بترايوس "انه انتهاك للثقة التي أوليت لي وانتهاك للقيم".
وأوضح بترايوس انه لا يستطيع "التراجع" عن ما فعله، مؤكدا "يمكنني أن أقول فقط مرة أخرى انني آسف لاولئك الذين خذلتهم.. مع امتناني لأولئك الذين وقفوا معي خلال فصل صعب جدا من حياتي".
وكان بترايوس بعث برسالة بها إلى العاملين في الوكالة، أقر خلالها بأنه أقام علاقة "خارج إطار الزواج"، معتبراً أن "تصرفاً من هذا النوع أمر غير مقبول لا كزوج ولا كمسؤول في منظمة مثل منظمتنا".
وكان بترايوس الذي يبلغ من العمر 63 عاماً قال "توجهت إلى البيت الأبيض وطلبت من الرئيس أن يقبل استقالتي كمدير لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركة لأسباب شخصية (...) وقد وافق عليها الرئيس". مضيفا "بعد أكثر من 37 سنة من الزواج تصرفت بسوء تقدير هائل عبر تورطي في علاقة خارج الزواج".
يذكر ان بترايوس ترك الجيش الأميركي ليتسلم مقاليد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية صيف عام 2011. كما أنه يحظى بشعبية واسعة كونه صاحب الاستراتيجية التي أتاحت للولايات المتحدة الخروج من المستنقع العراقي.
وتم تعيين مايكل موريل، نائب باتريوس مديرا للوكالة بالإنابة.
وكشفت الصحيفة على موقعها الإلكتروني هوية المرأة التي ارتبطت بعلاقة عاطفية مع بترايوس، وتدعى بولا برودويل، وهي متزوجة وأم لطفلين، وتبلغ الأربعين من العمر.
وارتبطت برودويل بالجنرال أثناء كتابة سيرة ذاتية شاملة له، وأمضى الاثنان عدة ساعات خلال إعداد الكتاب المذكور.
تُوصف برودويل بأنها صاحبة إنجازات متميزة طوال مسارها الأكاديمي والمهني، وهي خريجة جامعة "ويست بوينت" وبطلة رياضية بالجامعة ولاعبة كرة سلة، وحصلت على ماجستير في الإدارة العامة من جامعة هارفارد، ومرشحة لدرجة الدكتوراة في جامعة بريطانية. كما نقلت الصحيفة، كما أنها كتبت الكثير من التغريدات على موقع "تويتر" عن صفات القادة والقيادة، وعملت أيضا موديل لشركات تصنيع أسلحة، وربما يكون هذا التنوع في الإنجازات هو الذي اجتذب شخصية مثل بترايوس، بحسب "نيويورك تايمز".
يذكر ان برودويل بعد أن كشفت علاقتها ببترايوس، توقف موقعها الإلكتروني عن العمل، وغادرت منزلها إلى موقع مجهول.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.