«شظية مرتدة» تعيد الفنان السعودي عبد الناصر الغارم إلى لندن

يقدم من خلال المعرض أعمال أربعة فنانين سعوديين صاعدين

عبد الناصر الغارم   -  «ريكوشيه» (شظية مرتدة) صورة خص بها {الشرق الأوسط} الفنان الغارم
عبد الناصر الغارم - «ريكوشيه» (شظية مرتدة) صورة خص بها {الشرق الأوسط} الفنان الغارم
TT

«شظية مرتدة» تعيد الفنان السعودي عبد الناصر الغارم إلى لندن

عبد الناصر الغارم   -  «ريكوشيه» (شظية مرتدة) صورة خص بها {الشرق الأوسط} الفنان الغارم
عبد الناصر الغارم - «ريكوشيه» (شظية مرتدة) صورة خص بها {الشرق الأوسط} الفنان الغارم

يعود الفنان السعودي عبد الناصر الغارم إلى لندن بمعرضه الجديد المعنون «ريكوشيه» (شظية مرتدة) يعرض من خلاله بعضًا من أعماله الجديدة، إضافة إلى عرض لأعمال فنانين صاعدين من المنتمين للاستوديو الخاص به.
الفنان يعلق في حديث لـ«الشرق الأوسط» على عمله الرئيسي، وهو ثلاثية «ريكوشيه»، بأنه يعبر عن ارتداد الأشياء: «الكيد الديني والطائفي» كمثال، وبشكل عام يتمحور العمل حول الحرب والإيديولوجيا في العالم الإسلامي، يقول: «من منظور عام، كل فعل يتسبب في ردة فعل سواء مباشرة أو غير مباشرة». اللوحة الأساسية تحمل في طياتها الكثير من المعاني والأسئلة التي قد لا تجد إجابة مباشرة لدى المتلقي، ولكن ينبغي القول بأن التأثير البصري قوي جدًا.
في البدء، توحي اللوحة بجو من عالم أساطير الخيال العلمي أو الكائنات المتوحشة التي قد تكون ناتجة من كوابيس النوم. وكعادة كل أعمال الغارم، الانطباع الأول لا يلبث وأن يفسح مكانًا لنظرة أكثر تعمقًا، فهناك الكثير من التفاصيل الدقيقة المنفذة ببراعة شديدة التي ينبغي على المتلقي محاولة سبر أغوارها. نلاحظ في العمل استكمالاً لأسلوب بدأه الناصر في معارضه الأخيرة، وهو الزخرفة الملتبسة بأشكال الفن الإسلامي، وهناك أيضًا آثار الختم الشهير الذي يستخدمه الفنان في كثير من أعماله.
يعكس العمل أيضًا تأملات في هوية المجتمع، يعكسها في نقوش إسلامية وأرابيسك بصري ممتع، ولكنه أيضًا يحلل من خلاله حلم الوحدة في العالم الإسلامي والتخلص من الحواجز التي تؤدي للخلافات السياسية والتوتر المجتمعي.
يشير إلى عمل آخر في المعرض يستوحى من فكرة «الحجامة» وهو العلاج الشعبي المعروف في عدد كبير من دول العالم الإسلامي والغربي أيضًا، عبر صورة لشخص يحمل على ظهره خارطة العالم العربي وفوقها دوائر حمراء هي آثار عملية الحجامة. العمل هو محاولة لتشخيص أوجاع العالم العربي.
خلال حديثه معي، يشير الغارم إلى أن المعرض ليس الأول له في لندن، فهو قد عرض أعماله من قبل من خلال منظومة «إيدج أوف آرابيا» أكثر من مرة، ولكن ما يميز معرض «ريكوشيه» هو أنه يقدم للمرة الأولى بعض الأعمال التي تتبناها مؤسسة عبد الناصر الغارم والاستوديو القائم باسمه في الرياض. أربعة فنانين تم اختيارهم ليقدموا أعمالهم إلى جوار غارم، وهم: شاويش، وظافر الشهري، وعجلان غارم، ونجود العنبري. وتمثل أعمال الغارم ثلثي المعرض كما يقول.
يحرص الفنان على تأكيد استقلالية الفنان في الفكر والنظرة المحايدة، ويؤكد أنه من خلال أعماله يبحث عن «الأدوات الفكرية لنحت المجتمع»، ويحلل من خلال المعرض «الوعي العام واستسلامه لأفكار سائدة».
مؤسسة عبد الناصر الغارم والاستوديو الخاص به في الرياض نجحا في جذب اهتمام شباب المبدعين، وتحول إلى مساحة تحتاجها المدينة بشدة لتطوير رؤى فكرية بناءة.
ومن الأعمال التي يقدمها الفنان في المعرض، عمل بعنوان «مانيكان» وهو عرض أدائي يتعامل مع معادلة التعامل مع المحظورات في مجتمع محافظ، خصوصًا بالنسبة للفنانين الذين يحاولون تعلم مبادئ الفن من دون اللجوء للطرق التقليدية. وعرض الفيديو يصور قوة العزيمة لدى الفنانين للتغلب على المعوقات التي قد تصادفهم لتكوين فني تصويري بحت، ولجوؤهم في المقابل للتعامل مع الأفكار والمثاليات.
يتحدث الغارم بحماس حول مشاركات الفنانين معه في المعرض، الذين يعبرون كل بطريقته عن الإطار العام للمعرض الذي يتمثل في فكرة «الشظية المرتدة». ويجمع بين الأعمال التي ستعرض فكرة التيار الإبداعي الذي يبتعد عن الإيديولوجيات المتداولة عبر منصات ووسائل فنية مختلفة ما بين النحت والفيديو آرت والأداء والتركيب المفاهيمي.
الفنان شاويش يقدم عملاً يستمد إلهامه من المنحوتات الرومانية التي ترفض من قبيل قطاع كبير يصفه الغارم بأنه «مجتمع الرفض البصري»، يلجأ شاويش إلى استبدال الوجوه الرومانية بشخصيات أصّلت التيار المحافظ: «يصورهم في صورة مجسمات بحيث يقيم حوارًا بين الصورة ونقيضها» كما يشير الغارم.
ظافر الشهري يقدم من خلال مهارته كمصور مجموعة من البورتريهات التي تستلهم أفكار الفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبون عن «مصادر سيكولوجية الزحام».
أما عجلان غارم، فيقدم عمل فيديو حول قفص حديدي يتخذ أبعادًا مثقلة بالتراث.
والفنانة نجود العنبري تقدم مجموعة من الأعمال التي تستكشف الكتابات التي يتركها البعض على جدران مدارس البنات وأكثرها عنف لفظي وخطاب طائفي، وتلتقط من تلك المشاهدات بعض الخيوط التي تعبر عن ثقافة سلبية تؤثر على المدى الطويل وتتجلى تداعياتها على هيئة آلام نفسية وظواهر مجتمعية.
المعرض يفتتح في لندن يوم 12 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في «آسيا هاوس» ليتزامن مع أسبوع فريز لندن للفنون.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.