مع إجراءات أمنية مشددة أمس، أحيا الأميركيون بالذكرى الرابعة عشرة لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001. وافتتحوا نصبا تذكاريا في ولاية بنسلفانيا، حيث سقطت الطائرة الرابعة المختطفة، التي يعتقد أنها كانت ستضرب الكونغرس، أو البيت الأبيض.
ليلة احتفالات أمس، أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بيانا عن اعتقال شخص حاول الهجوم على متحف 11 سبتمبر في نيويورك. وأنه جوشوا غولدبيرغ (20 عاما)، من ولاية فلوريدا. وأنه تلقى نصائح وتعليمات عبر الإنترنت من شخص آخر، كان في الحقيقة جاسوسا مع «إف بي آي»، حول كيفية صنع قنبلة كانت ستستهدف الاحتفالات.
وقبض على غولدبيرغ بسبب تغريدات وتدوينات نشرها تحت اسم «استراليان ويتناس» (شاهد أسترالي). وقال فيها إنه مسلم يعيش في أستراليا، ويدعو إلى «الجهاد ضد الكفار».
في نيويورك، صباح أمس الجمعة، بدأت مراسيم الاحتفالات بإقامة صلوات على أرواح الضحايا عند النصب التذكاري المقام في مكان البرجين اللذين انهارا بعد الهجوم.
وفي الساعة 08.46 أي في نفس الدقيقة التي اصطدمت فيها الطائرة الأولى بالبرج الشمالي، أعلنت دقيقة صمت.
ثم بدأت تلاوة أسماء جميع الضحايا. استغرق ذلك خمس ساعات، لأن عدد الضحايا كان ثلاثة آلاف شخص تقريبا.
وظهر أمس، سمح للراغبين في الوصول إلى النصب التذكاري، حيث سيقام عرض ضوئي مساء الجمعة، وستستخدم أشعة ضوئية لتصوير ملامح البرجين. ثم ستقفل الشوارع القريبة من مكان الهجوم لبداية حفلات موسيقية كثيرة، كلها مكرسة لذكرى الضحايا.
وفي واشنطن، قضى الرئيس باراك أوباما اليوم في البيت الأبيض، حيث وقف دقيقة صمت في الساعة 08.45، وكانت معه السيدة الأولى ميشيل، وموظفو البيت الأبيض. ثم توجه الرئيس إلى قاعدة فورد ميد العسكرية (ولاية ماريلاند)، حيث ألقى خطابا في القوات المسلحة هناك، وأثنى على جهودها في الحرب ضد الإرهاب، التي كان الرئيس السابق بوش الابن أمر بها، بعد الهجمات، بغزو أفغانستان.
في وقت لاحق، سافر أوباما إلى ولاية بنسلفانيا، لافتتاح نصب تذكاري للطائرة الرابعة التي سقطت هناك. يتكون النصب من حائطين عملاقين، طول كل واحد أربعون قدما. وفي منتصف المكان، مكتب للزوار فيه معلومات عن الطائرة، وظروف إسقاطها.
وحسب بيان أصدره البنتاغون أول من أمس الخميس، ستقام مراسم حداد على أرواح ضحايا الهجمات في جميع القواعد العسكرية الأميركية في الخارج. وستقام في كابل، عاصمة أفغانستان، حيث يتوقع أن يشارك عسكريون أميركيون من بعثة «الدعم الحازم» لحلف الناتو في مراسم إحياء ذكرى الضحايا، التي جرت في مقر حلف الناتو في العاصمة الأفغانية.
وأمس الجمعة، قال مكتب «إف بي آي» إنه لم يرصد أي «تهديد محدد أو ذي صدقية» ضد الولايات المتحدة في ذكرى هجمات سبتمبر. وفي مؤتمر صحافي في واشنطن، لفت رئيس المكتب أن هناك بعض التهديدات التي تخضع للمراقبة.
وقال مدير وكالة الأمن القومي (إن سي إيه) الأميرال مايكل روجرز «تسمعون أناسا يتحدثون عن معنى هذا التاريخ، لكن لا أقول إنه مثل أهمية ما رأيت في السنوات الـ14 الأخيرة». صباح أمس، حسب برنامج في تلفزيون «فوكس» عن هذه المناسبة، كانت الهجمات «أكبر اعتداء على الولايات المتحدة في تاريخها». وكانت أربع طائرات مسافرين مدنية، تابعة لأكبر شركات الطيران الأميركية، اختطفت من قبل المهاجمين لاستهداف برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك بطائرتين. وأيضا، مبنى البنتاغون. لكن، تحطمت الطائرة الرابعة غربي بنسلفانيا بين نيويورك وواشنطن. ويعتقد أنها كانت متجهة نحو البيت الأبيض أو الكونغرس.
في اليوم التالي، وجهت الحكومة الأميركية الاتهامات إلى «القاعدة»، وإلى رئيسها ومؤسسها أسامة بن لادن. وفي وقت لاحق أعلن الرئيس السابق بوش الابن ما صارت تعرف باسم «الحرب الكونية ضد الإرهاب». وسريعا، أجاز الكونغرس قانون «باتريود» (الحماية الوطنية)، الذي برر إسقاط دول وأنظمة بدعوى دعمها «الإرهاب»، ومنح صلاحيات إضافية لأجهزة الاستخبارات والجواسيس، وأسس قانون حرية استعمال طائرات «درون» (من دون طيار).
وسط إجراءات أمن مشددة.. الولايات المتحدة تحيي ذكرى هجمات 11 سبتمبر
افتتاح نصب تذكاري للطائرة الرابعة
وسط إجراءات أمن مشددة.. الولايات المتحدة تحيي ذكرى هجمات 11 سبتمبر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة