«داعش» يعرّض المعتقلين والأطفال لقصف التحالف الدولي بوضعهم في معسكراته

قوات التحالف تستهدف فصائل المعارضة المسلحة للمرة الثالثة وتقتل 243 مدنيًا

«داعش» يعرّض المعتقلين والأطفال لقصف التحالف الدولي بوضعهم في معسكراته
TT

«داعش» يعرّض المعتقلين والأطفال لقصف التحالف الدولي بوضعهم في معسكراته

«داعش» يعرّض المعتقلين والأطفال لقصف التحالف الدولي بوضعهم في معسكراته

قال الناطق باسم حملة «الرقة تذبح بصمت»، والعضو السابق في الهيئة العامة للثورة السورية بمدينة الرقة، محمد الصالح، إن عددا من عناصر تنظيم داعش «قتلوا بغارات لطيران التحالف الدولي، على قرية الكرين بريف مدينة الطبقة في محافظة الرقة، ليل الثلاثاء – الأربعاء». وأضاف أن ضحايا آخرين قتلوا أيضا، موضحا أن التنظيم يقيم تحصينات وتعزيزات عسكرية، من خلال المتاريس والمواقع العسكرية في القرية، ويجلب عددا من العمال والمعتقلين لديه للعمل فيها، مما أسفر عن مقتل معظمهم بغارات التحالف.
ولفت الصالح، في تصريح لموقع «سمارت» المعارض، إلى أن القرية «منطقة عسكرية لـ(داعش)، يمنع دخول المدنيين إليها، وتوجد فيها أربعة معسكرات، بينها معسكر لتدريب الأطفال على أساليب القتال». وذكر أن التنظيم يحصن قرية الكرين منذ فترة طويلة، و«يحاول تغيير المنطقة مستفيدا من طبيعتها الجغرافية والجبلية، عن طريق حفر الجبال وتحويلها لمستودعات أسلحة وذخيرة، للاستفادة منها في وقت لاحق».
إلى ذلك، نشرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» تقريرا بعنوان «قوات التحالف تستهدف فصائل المعارضة المسلحة للمرة الثالثة»، وثقت فيه استهداف قوات التحالف لمقر ما يسمى بـ«جيش السنة» التابع لـ«جيش الفتح».
وبحسب التقرير فإن قوات التحالف الدولي استهدفت في أغسطس (آب) 2015 أحد مقرات العسكرية التابعة لـ«جيش السنة»، أحد فصائل المعارضة المسلحة الذي انضم لغرفة عمليات «جيش الفتح» (تجمع لبعض فصائل المعارضة المسلحة، إضافة إلى تنظيم جبهة النصرة)، وذلك في قرية أطمة الواقعة في ريف إدلب الشمالي. ويعد المقر مصنعا لتجهيز عبوات قذائف الهاون.
وذكر التقرير أن القصف حصل قرابة الساعة 8:30 مساء، بستة صواريخ متتالية أحدثت دمارا كاملا في المباني وسوّيت بالأرض، وأدت إلى مقتل 9 مدنيين، بينهم 7 أطفال وسيدة، 6 أطفال منهم من عائلة العموري، وأنه لدى تحليل صور الضحايا والدمار تبين عدم وجود حرائق أو انفجارات متتابعة ناتجة عن وجود مواد متفجرة داخل المقر. وهذا يشير في الغالب إلى خلو المكان من مواد ذات طبيعة انفجارية، وأن المقر يقتصر في عمله على تصنيع العبوات المعدنية للقذائف.
وانتهى التقرير إلى أن استهداف تنظيم داعش في مكان، وتركه يتمدد في أماكن أخرى، يرسل رسائل سلبية للمجتمع السوري بعدم وجود حتى استراتيجية عسكرية واضحة في استهداف التنظيم المتشدد.
ويقول فضل عبد الغني، مدير «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»: «لا تحتوي القرية التي تم استهدافها على أي مقرات لتنظيم داعش، ولا تخضع لسيطرته أيضا، وهي بعيدة جدا عن الحدود التي يقاتل فيها تنظيم داعش فصائل المعارضة المسلحة في ريف حلب الشمالي الشرقي، فما هي الرسالة السياسية التي يرغب التحالف الدولي في توجيهها عبر استهداف مقرات يعلمون تماما أنها لا تتبع لتنظيم داعش، هذا التنظيم الذي سجلنا بالاسم والمكان والزمان قيامه بقتل 3473 عنصرا من المعارضة المسلحة منذ نشأة التنظيم حتى الآن؟».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.