اتهم أوتو بيريز، رئيس غواتيمالا السابق، الولايات المتحدة بالمشاركة في الإطاحة به، وذلك من خلال تدخلها في شؤون بلاده، ودعمها لمفوضية ترعاها الأمم المتحدة عهد إليها بالتحقيق في الفساد.
وأمر قاض، يوم الثلاثاء، بإيداع بيريز السجن انتظارًا لمحاكمته في فضيحة احتيال، أثارت أزمة سياسية قبل إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة، واتهم بإقامة صلات بدوائر إجرامية وتلقي رشى والاحتيال الجمركي.
وتحرك الادعاء في غواتيمالا والمفوضية المناهضة للفساد، التي تدعمها الأمم المتحدة، ضد رئيس غواتيمالا السابق بعد أشهر من التحقيقات، وبيانات مستقاة من نحو 89 ألف تسجيل هاتفي، ونحو 6 آلاف رسالة بالبريد الإلكتروني و17 مداهمة.
وقال مسؤولون مطلعون لرجال الإعلام إن «الحكومة الأميركية ضغطت خلال سلسلة من الاجتماعات، التي بدأت في وقت سابق هذا العام، على رئيس غواتيمالا آنذاك من أجل إبعاد مسؤولين فاسدين في حكومته، وتجديد تفويض المفوضية في بلاده».
وقال بيريز لشبكة تلفزيون «سي إن إن» الناطقة بالإسبانية، في مقابلة أجريت معه في السجن الحربي حيث يجري احتجازه: «نرى الآن في مفوضية مناهضة الإفلات من العقاب (سي آي سي آي جي)، تدخلاً من الولايات المتحدة التي ضغطت من أجل كل هذا».
وحين سئل بيريز عما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية قد ساهمت في الإطاحة به، رد بالإيجاب قائلاً «نعم بكل تأكيد».
وقدم بيريز، وهو جنرال متقاعد، استقالته من منصبه في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لإجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وكان قد وصل إلى السلطة عام 2011 بوعد بمحاربة الجريمة والفساد.
لكن، هذه القضية ليست سوى حلقة من مسلسل مستمر منذ أبريل (نيسان) الماضي، يتمثل في تحقيقات مشتركة تقوم بها النيابة ولجنة الأمم المتحدة لمكافحة الإفلات من العقوبة، وكشفت عن عدة فضائح فساد، وحالة غير مسبوقة من الاستياء الشعبي، حيث كانت تنظم تظاهرات سلمية كل يوم سبت احتجاجًا على الفساد.
وأثارت التطورات في قضية أوتو بيريز فرحًا شعبيًا، لكن تزايدت الأصوات المطالبة بالذهاب لأبعد من ذلك، بهدف إجراء إصلاح للنظام السياسي لتطهيره من الفساد الذي يشكل مصدر خمسين في المائة من تمويل الأحزاب، حسب معهد أميركا الوسطى للدراسات الضريبية.
لكن في الأشهر الأخيرة رفضت المحكمة الانتخابية كل الطعون لتأجيل الاقتراع التي قدمتها أحزاب الأقلية.
ولم يتم تلبية مطالب إصلاح لمنع إعادة انتخاب رؤساء البلديات والنواب، وتغيير إدارة الأحزاب، والسماح بالتصويت في الخارج، حيث يعيش 1.5 مليون غواتيمالي، خصوصًا في الولايات المتحدة. وفي هذا الشأن، أكدت إيفون الفاريز (63 عامًا) الناشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان: «كنا نريد إرجاء الانتخابات من أجل تعديلات في القانون الانتخابي، لكن البرلمان رفض ذلك».
رئيس غواتيمالا السابق يتهم أميركا بالإطاحة به
أوتو بيريز انتقد تدخل واشنطن في شؤون بلاده.. ودعمها لمفوضية تحقق في الفساد
رئيس غواتيمالا السابق يتهم أميركا بالإطاحة به
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة