مثل التحذيرات التي أطلقها مسؤولون أمنيون أميركيون قبيل احتفالات عيد الاستقلال في الرابع من يوليو (تموز) الماضي عن توقع هجمات إرهابية، أطلق، أمس، مسؤولون أمنيون، وخاصة في نيويورك، تحذيرات عن توقع هجمات إرهابية اليوم (الجمعة) بمناسبة ذكرى هجمات سبتمبر (أيلول) عام 2001. وفي نفس اليوم (أمس)، أعلن مسؤولون أمنيون في منيابولس (ولاية منيسوتا) اعتقال أميركي صومالي بتهمة محاولة السفر إلى سوريا للانضمام إلى «داعش».
ويوم الأربعاء، أعلن قائد شرطة نيويورك، بيل براتون، إحباط أكثر من 20 مخططا إرهابيا هناك، منذ هجمات عام 2001. وحذر من «أن خطر وقوع هجمات يوم الجمعة هو أكبر مما كان عليه منذ سنوات».
وأضاف براتون، أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب التي عقدت جلسة خاصة في نيويورك، أن احتمالات وقوع هجوم اليوم الجمعة «أكبر مما رأينا منذ سنوات. نحن نواجه الآن مخاطر متعددة في مجال الإرهاب». وأشار إلى «لونلي وولف» (ذئب منفرد، أي إرهابي يعمل منفردا). وقال إن تنظيم داعش يعتبر في الوقت الحاضر «لاعبا جديدا خبيثا. ويتميز عن تنظيم القاعدة بتفضيله نموذج (الذئب المنفرد) في شن هجماته. ويستخدم بشكل مكثف شبكات التواصل الاجتماعي».
وفي الوقت الذي تحيي فيه نيويورك، اليوم، الذكرى الرابعة عشرة للهجمات، عقدت لجنة الكونغرس جلستها في متحف 11 سبتمبر، الذي بني في موقع برجي مركز التجارة العالمي، اللذين دمرتهما الهجمات التي أسفرت عن 2753 قتيلاً.
خلال الجلسة، أكد المجتمعون «ضرورة اتخاذ تدابير لمواجهة أي تهديد».
ومع ذكرى الهجمات، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية من ولاية منيسوتا اعتراف أميركي من أصل صومالي أنه حاول الانضمام إلى «داعش»، وأن «داعش» يكثف جهوده لتجنيد شبان في هذه الولاية الواقعة في شمال الولايات المتحدة. وفي ولايات أخرى.
في مايو (أيار)، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أن عددا من الشبان في ولاية مينيسوتا تتراوح أعمارهم بين 19 و21 عاما، اعتقلوا منذ بداية هذا العام، ووجهت إليهم تهمة محاولة الالتحاق بـ«داعش» في سوريا.
وآخر اسم أعلن أول من أمس هو هناد مصطفى موسى، الذي اعترف بتهمة الإرهاب الموجهة إليه، بعد أن حاول، مرات كثيرة، السفر إلى سوريا للانضمام إلى «داعش». وكانت شرطة «إف بي آي»، في كل مرة، تحبط محاولته، رغما من استخدامه، في إحدى المرات، جواز سفر مزور.
وقال المدعي العام الفيدرالي في مينيسوتا اندور لوغار إن «الشروع في ملاحقات جنائية أمام القضاء كان السبيل الأنجع لردعه، وربما إنقاذ حياته. لهذا، اعتقلناه، وقدمناه إلى المحاكمة».
وحسب وثائق المحكمة، كان هناد موسى نشطا ضمن مجموعة شبان أميركيين من أصول صومالية في مينيابوليس (عاصمة ولاية مينيسوتا) حيث تعيش أكبر جالية صومالية الأصل في الولايات المتحدة.
وأضاف المدعي العام أن هؤلاء الشبان «لا يزالون يشكلون هدفا لحملة تجنيد مكثفة يشنها تنظيم داعش».
وكان المدعي العام أقر بأنه يواجه هذه المشكلة في ولاية مينيسوتا، خاصة في مدينتي مينابوليس وسانت بول، حيث تقدر السلطات عدد الشبان الذين تمكنوا من الالتحاق بالمتشددين في الخارج بنحو 20 شابا، منذ بداية هذا العام.
وفي الشهر الماضي، قدم أمام محكمة في لابوك (ولاية تكساس) أميركي قال إنه مع «داعش»، وهدد بنسف تمثال الحرية في نيويورك خلال احتفالات عيد الاستقلال الأميركي في يوليو (تموز) الماضي. وكان جايسون سميث (42 عاما)، قال إن اسمه الحركي هو عبد الرحمن ياسين، وقال إن هذا هو اسم «الإرهابي رقم 20»، الذي كان مقررا أن ينضم إلى التسعة عشر إرهابيا الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر عام 2001، رغم أن أخبارا كثيرة قالت إنه تركي المطيري، أو فواز النشامي.
وقبيل اعتقال سميث، انتشر تهديد في مواقع في الإنترنت بأن «داعش» سوف ينسف تمثال الحرية يوم احتفالات عيد الاستقلال. واضطرت شرطة الأمن في نيويورك إلى إجلاء الزوار من مكان التمثال. في وقت لاحق، تابع «إف بي آي» التهديدات، ووصل إلى سميث.
وحسب كتابات سميث في الإنترنت، أيد عمليات «داعش» في سوريا والعراق. وتحدث عن «نقل الحرب إلى هنا (الولايات المتحدة)». وعن تكرار هجمات 11 سبتمبر عام 2001، وأشار إلى هجمات إرهابية كانت نفذت في نيويورك، منها محاولة نسف مركز التجارة العالمي، قبل سنوات من هجمات عام 2001.
حسب وثائق الشرطة التي قدمتها إلى المحكمة في ولاية تكساس، ولد سميث في ولاية ويست فرجينيا. وتربى هناك. ولم يكمل المرحلة الثانوية في المدرسة.
ويحاكم، أولا، بتهمة نقل معلومات كاذبة، وهي تهمة يمكن أن تدينه بالسجن خمس سنوات. غير أن انتماءه إلى «داعش» سيدخله في قائمة الإرهاب والإرهابيين.
وحسب صحيفة «دالاس مورننغ نيوز»، كان سميث هدد بتفجير أماكن أخرى في نيويورك. من بينها وضع قنبلة ي ميدان «تايمز»، ووضع قنابل في جسور تربط نيويورك بولاية نيوجيرسي.
وفي تصريحات سابقة لمسؤولين عن الأمن في نيويورك، وردت إشارات إلى توقع هجمات «داعش» على «مؤسسات ومواقع أثرية»، من بينها تمثال الحرية.
وقبل ثلاثة أشهر، عندما احتفل الأميركيون بعيد الاستقلال، وسط مخاوف من هجمات من منظمة «داعش» أو من عمليات إرهابية أخرى، أشار مسؤولون أمنيون إلى تمثال الحرية. في ذلك الوقت، نقل تلفزيون «سي إن إن» مناظر قوات شرطة مسلحة تسليحا شبه عسكري في عدة مناطق في مدينة نيويورك، خاصة في المياه المحيطة بتمثال الحرية، وفي المنطقة التي كان فيها المركز التجاري العالمي الذي دمرته هجمات 11 سبتمبر عام 2001، والذي حل محله مبنى آخر يشبهه.
في ذكرى هجمات سبتمبر.. اعتقال داعشي في ولاية منيسوتا وتحذيرات من هجمات
قائد شرطة نيويورك: إحباط أكثر من 20 مخططا إرهابيا منذ هجمات عام 2001
في ذكرى هجمات سبتمبر.. اعتقال داعشي في ولاية منيسوتا وتحذيرات من هجمات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة